في آخر المطاف سيستنجدون بــ البارزاني
جلال شيخ علي
منذ سقوط نظام البعث ، ومع بِدأْ مرحلة (الديـنــ مقراطية) في العراق ، وإنتهاج السُبُلْ الديمقراطية لتداول السلطة بأتباع نظام الأنتخابات والتحالف بين الكتل للوصول الى المنطقة الخضراء...
منذ تلك المرحلة أعتدنا ظاهرة غريبة في مرحلة ما قبل الأنتخابات وهي ظاهرة التصعيدا الاعلامي ضد الكورد من قبل السياسيين خاصة المرشحين لشغل المناصب البرلمانية أو رؤساء الكتل والقوائم السياسية وذلك لعلمهم بأن الشارع العربي العراقي ينتخب من يكون سليط اللسان وصاحب اقبح الجمل في التعبير عن عدائه للكورد ، انها الحقيقة ولايستطيع احد ان ينكر ذلك...
وبعد ان يحصل المرشحون على رضا الناخبين تبدأ مرحلة جديدة عكس سابقتها تماما وهي مرحلة تودد ذات الوجوه للقوى الكوردية بالأخص منها قائمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني ولأجل ذلك يبدأ الساسة العراقيون بالتوافد الى الاقليم والأستنجاد بشخص الرئيس بارزاني للتحالف...!!!
خلال الايام الماضية فوجئنا بعكس ما اعتدنا عليه من الساسة العراقيين ، هذه المرة بدأ التودد للكورد حتى قبل اجراء الانتخابات
نعم فوجئنا بتصريحات ايجابية الى حدِ ما من قبل شخص يعتبر من ألَد أعداء الكورد وهو السيد نوري المالكي الذي يتهمه الكوردستانيون بقطع الموازنة عن الاقليم وقطع رواتب موظفيه...
هل نستطيع أن نصف هذا الموقف بصحوة ضمير من قبل المالكي أم أنه يخطط لشيء اكبر ؟؟؟
انا استبعد صحوة الضمير كليا لأنه في السياسة لاتوجد ماتسمى بصحوة الضمير .
اذا فالمسألة لا تتعدى المصلحة الشخصية للمالكي وهو الأطاحة بمنافسه اللدود العبادي الذي يحظى بشعبية واسعة وسط فئة العنصريين والقوميين العرب ، لذا له فرصة كبيرة في الفوز بدورة ثانية لا لشيء سوى لأنه استخدم القوة العسكرية لقمع الكورد
كما نجح في اعادة احتلال مدينة كركوك الكوردستانية بمساعدة خونة 16 اكتوبر أحد أجنحة الاتحاد الوطني الكوردستاني...
اذا ماذا يفعل المالكي بتصريحاته ومغازلته للكورد !!!
من المؤكد ان السيد مالكي له شعبيته ايضا في الشارع العربي العراقي نظرا لما قام به في تأسيس الحشد الشعبي ، ولا يخفى على احد ان قوات الحشد يعتبرون المالكي العراب الروحي لهم وهذا بحد ذاته يؤمن للمالكي عددا كبيرا من الاصوات الانتخابية...
لذا فأن المالكي قرر ان يسبق بقية الكتل السياسية العراقية للحصول على رضا وقبول كوردستان فهو يعلم بأن الطريق الى المنطقة الخضراء يجب ان يمر في نقطة التفتيش الكوردية وبشخص الرئيس مسعود بارزاني المرجع الكبير للشعب الكوردي .
شاءت المكونات العراقية أم أبت فأنه بحكم الكثافة السكانية ، منصب رئاسة الوزراء حتما ستؤول للمكون الشيعي وابرز القادة الشيعة حاليا هو العبادي رئيس الوزراء الحالي ، ينافسه في ذلك السيد مالكي وهو الأوفر حظا في الفوز بمنصب رئاسة الوزراء من العبادي الذي فقد التأييد الكوردي بعد استخدامه للقوة العسكرية وفرضه الحصار الاقتصادي على الاقليم وتعنته في شروطه وتماديه في غروره الذي سيسرع من نهاية فترة حكمه السيئة .
المرحلة القادمة يجب ان يلعبها الكورد بدقة خاصة وانه ليس امامهم سوى خيارين احدهما أمَرْ من الآخر