فخري زاده.. ضحيةُ إغتيال في خِضَمِّ صِراع

 فخري زاده.. ضحيةُ إغتيال في خِضَمِّ صِراع

شوان زنكَنة

2020-12-06T18:54:34+00:00

تمَّ في يوم الجمعة المصادف 27/11/2020، إغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، وكنتُ أعتقد -كغيري من المُحلّلين - أنّ إسرائيل هي التي نفّذتْ هذه العملية .. ولكن إستوقفني تضاربُ الأخبار والسيناريوهات والتسريبات الإعلامية وتصريحات المسؤولين الإيرانيين،مما حَدى بيَّ إلى التأنّي ومراجعةِ كافة الأخبار والمعلومات الخاصة بهذه العملية وكافة الهجمات الأخيرة على إيران، والتي إستخلصتُ منها الملاحظات التالية :

* كان فخرى زاده تحت الحماية المشدَّدة من قِبَل الحرس الثورى الإيراني بإعتباره أحد قادته الكبار، وبالتالي فكل تحركاته مُحاطَة بالسرية التامّة، وغير معلومة مُسبَقا، وذلك منعاً للرّصد والإقتِناص، ناهيك عن أن سيارته كانت مُدرَّعة .

* الروايات حول عدد المشاركين في عملية الاغتيال تراوحَت بين العشرات من الأشخاص في بعضها وبين رواية النظام التي إدّعَت أن الإغتيال حدث برشّاش آلِيّ تمَّ التحكم فيه عن بُعْد . واختلفت الروايات حول السيارة التي كانت تحمل الرشّاش، فمنها ما إدّعَتْ أنها كانت سيارة "فان" ، ومنها ما إدّعَت أنها كانت سيارة "بيك آب" . 

* ظهرت صورتان لسيارتين في وسائل الاعلام قيل أنّهما تعودان للضحية، الأولى سوداء، تظهر عليها آثار إختراق للرّصاص من الأمام والجانب ، وهذا دليل صارخ على أنّ هذه السيارة ليست مُدرّعَة، وبالتالي لا يُعقَل أن تكون هي السيارة التي كانت تُقِلُّ الضحيّة . أما السيارة الثانية، فهي بيضاء، وتحمل ثلاثة أشخاص تعرّضوا للقتل بالرصاص المباشر وهم قُعود في السيارة، ولا ندري صحّة عائِديّة هذا الفيديو للضحية، ولكن بالتأكيد هذا يتنافى مع التصريحات الرسمية للنظام الإيراني .

* السيناريو الحكومي هو كالآتي : مَوكِبُ الضحية يتكون من ثلاث سيارات، سيارة حماية أمامية،كانت قد إنفصلت عن الموكب عدة كيلومترات قبل الحادث،وسيارة الضحية المدرّعة في الوسط ، وسيارة حمايةٍ خلف سيارة الضحية . وحسب الرواية الحكومية ، فان سيارة الضحية تعَرّضت لاطلاق نار،وظَنَّ الضحية أن السيارة إرتطَمتْ بشيئ ما،فاوقفَ السيارة، ونزلَ منها لِيتَبيَّنَ الأمر، في هذا الأثناء تعرَّض لاطلاقِ نارٍ من سلاحٍ رشّاش آليّ من داخل سيارةٍ تبعُد عن الحادث 150م، السلاح يعمل عن طريق التحكم عن بُعْد، لذلك لم يكن هناك أشخاص مهاجمون في موقع الحادث، ثم تمَّ تفجير السيارة المسلحة بعد الحادث بحوالي 15 دقيقية. وقد إتّهمَت الحكومة الإيرانية إسرائيل بارتكاب الحادث فوراً، وذلك على إعتبار ان السلاح المستخدم إسرائيلي المنشأ . هذه الرواية معطوبة وتحتوي على العديد من علامات الاستفهام والبيانات الغير منطقية وكالآتي :

1- لماذا إنفصَلتْ سيارةُ الحماية الأمامية عن الموكب قبل الحادث بقليل؟. إذا كان الجواب  هو لكشف الطريق،فهذا ليس من مهامها، وإنما من مهامّ مجموعة الاستطلاع التي تخرج قبل الموكب لتحري الطريق . ولنفرض أنها إنفصلتْ للاستطلاع ، فلماذا إذن لم تُبلِّغْ عن وجود سيارة خالية من الركاب مشبوهة مركونة على الطريق، بإتجاه السيارات المارّة ؟!. 

2- مَنْ الذي أطلقَ النار على سيارة الضحية بحيث تسبَّب في إيقاف سيارته؟. وهل الضحية غَبيٌّ الى حَدِّ أنّه لا يستطيع تمييزَ الضّرب بالرّصاص والاصطدام بجسم غريب ؟. كيف يفكرُ الضحية بالنزول من السيارة،مهما كان الامر؟ بل كيف يسمحُ له افرادُ حمايته بالنزول ولأيّ سبب كان؟النزول والاستطلاع مهمة الحماية وليست مهمة الضحية.ومن الغباء وضع خطة إغتيالٍ على فرض إيقاف السيارة ونزول الضحية كي يتم إقتناصه .

3- تحركاتُ الضحية كانت تُحَاطُ بالسريّة التامّة، ولا يَطَّلِعُ عليها الا الحماية والأقربون، وكانت آنية وغير مبرمجة، لذلك يصعب او حتى يستحيل وضع خطة مسبقة لاغتياله من دون الاطّلاع على موعد حركته في ذلك اليوم. فمَن الذي زوَّد الجهة المنفذة للاغتيال بتفاصيل التحرك زمانا ومكانا؟!

4- السلاحُ (الاسرائيلي!) المستخدم في العملية والذي تم ذكره في السيناريو الحكومي : كيف حصلتْ عليه الجهةُ المنفذة، وتمَّ إدخاله الى إيران، وتمَّ نَصبُه على السيارة ؟ومن هو مالك السيارة ؟ ومِنْ أين تمَّ توجيهُ السلاح ضدّ الضحية ؟ هل من موقع قريب؟ أم عِبر الأقمار الصناعية؟.

5- مَنْ فجّر السيارة المركونة قُرب الحادث؟ ولماذا فجَّرها بعد الحادث وليس أثناءه؟ وهل كانت تحتوي فعلاً على السلاح الإسرائيلي؟. اذا كان التفجير هو لتدمير السلاح واخفاء آثاره، فهذا غباء واضح ، لا أظن انه من صفات الجهة المنفذة، لأن التفجير لا يُخفِي أثر السلاح. أما إذا كان التفجير هو بهدف الإيحاء بوجود سلاح إسرائيلي لإيهام الرأي العام وتوجيه أصابع الإتهام لإسرائيل، فهذا منطقي، وينسجم مع أخلاقية النظام الإيراني.

6- لم تظهر أيّة ردود فعل من قِبل الحماية التي كانت مع الضحية في سيارته ولا من قِبل أفراد الحماية في السيارة الخلفية باتجاه مصدر النار، بمعنى لم تحصل مجابهة مسلحة بين الحماية ومصدر النار اثناء العملية. وهذا إستفهام كبير وخطير..لأن الوضع الطبيعي في مثل هذه الحالات أن تقوم الحماية بالرمي ردّاً على الهجوم، لكن..الظاهر أنه لم تُطلَق طلقةٌ واحدة من قِبل الحماية تجاه مصدر النار.

7- ليس هناك أيّة معلومات عن أفراد حماية الضحية، كم منهم قُتٍلوا في العملية؟ كم منهم نجَوا؟اين هم الناجون الآن؟ هل تمَّ التحقيق معهم؟.وبالخصوص افراد الحماية في السيارة الخلفية . لأن المفروض أن ينزل أفراد الحماية مع الضحية ، إذا كانت الرواية الحكومية صادقة ، لكي يَحْمُونه أثناء ترجّله من السيارة ، ولكي يُجابِهوا أي هجوم محتمل .

هذه الجزئية من القصة الحكومية بقيت مليئة بالاستفهامات التي لا إجابة لها.

8- أفادتْ مصادرُ حكومية أن صاحب الشاحنة (بيك آب) التي تمَّ نصبُ السلاح الرشّاش عليها قد غادرَ إيران في اليوم التالي .والسؤال هنا : مَن يتجَرَّأُ في إيران على تقديم سيارته للاستخدام في هذه العملية الحسّاسة؟هذا الشخص لا يُعرّض نفسَه للخطر فحَسْب، وإنما يُعرّض أهله وكلَّ معارفه للخطر . لذلك، لا يمكن تصديق هذا الادّعاء أبداً . نعم، لقد تمَّ تهريبُ القاتل، أو القتَلة، ولكن ليس صاحب الشاحنة.

* يوم 28/11/2020 تمَّ رفعُ صورة فخري زاده على بعض المباني مع كتابة العبارة التالية : "هذه نتيجة المفاوضات" ، في إشارة صريحة الى إتّهام الحرس الثوري للحكومة بخصوص الاتفاق النووي الذي يعتبره الحرس الثوري سبباً لكلِّ ما تُعاني منه أيران .

* في يوم 29/11/2020 وافقَ البرلمانُ الإيراني بالإجماع على مشروع قانون يُلزم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية برفع مستوى تخصيب اليورانيوم في محطة فوردو النووية ليصل الى 20% وبكمية 120 كغم سنوياً . وبذلك نسفَ البرلمان الإتّفاق النوويّ، ردَّاً على عملية إغتيال فخري زاده .

* أفادتْ مصادرُ أمنية في الحشد الشيعي العراقي يوم 30/11/2020 أن قائداً في الحرس الثوري الإيراني وإسمه "مسلم شهدان" وثلاثة من مُرافقيه قد قُتِلوا على الحدود السورية العراقية بعد عبورهم الأراضي العراقية، ولم يتم التأكد من طريقة القتل ، هل كان بطائرة مسيرة ام بعملية إغتيال!!.

* نفى علي ربيعي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية يوم 1/12/2020، مقتلَ قائدٍ في الحرس الثوري على الحدود العراقية السورية، كما نفتْ وكالةُ تسنيم الإيرانية مقتلَ "مسلم شهدان" القائد في الحرس الثوري على الحدود العراقية الإيرانية .

* يوم 1/12/2020 إتّهمَ النائبُ المحافظ في البرلمان الإيراني "علي خازريان"، الرئيس "حسن روحاني" بالتجسس بسبب إصراره على التفاوض مع أمريكا بشأن الإتّفاق النووي، على خلفية إغتيال محسن فخري زاده .

نستخلص مما سبق أمرين أساسيين هما :

الأمر الأول: أنّ كلَّ الروايات والسيناريوهات التي وردتْ في الإعلام الإيراني والعالمي، إنما هي نسجُ خيال، ورواياتٌ تشويشية، لا تمُتُّ للواقع بصلة، والحقيقةُ أنّ العملية تمَّتْ خلال 3 دقائق وبمنتهى الدقّة والنّظافة، من دون ترك آثار للجريمة .

والسؤال هو: مَن يستطيع تنفيذَ هذه العملية بهذه النظافة وهذه الدقة وهذه السرعة ؟ بمعنى آخر: مَن كان يعلمُ بدقّة ، تفاصيلَ تحركاتِ فخري زاده في ذلك اليوم، وكان قريباً جداً منه، وكان موضعَ ثقته التامّة؟. مَن تعتقدون غيرَ حَرسِه الخاص طبعاً، وأعتقد أنهم كانوا الثلاثة الذين يَستقلّون سيارة الحماية الخلفية، والذين تمَّ تهريبُهم في نفس اليوم الى العراق ومِن ثَمَّ الى سوريا عبر الحدود البرية في البوكمال( معقل الحرس الثوري)، وهناك تمَّتْ تصفيتُهم مع القائد الميداني" مسلم شهدان" الذي أُوكِلَ أمرُهم اليه بعد ثلاثة أيامٍ من العملية.

والسؤال المهم والحسّاس هنا هو : لِحسابِ مَنْ قامَ هؤلاء بعملية الإغتيال هذه ؟. والجواب عليه يقودُنا الى بَيانِ الأمر الثاني .

الأمر الثاني: الصّراع القديمُ الجديدُ المُزمِنُ بين الحرس الثوري والحكومة الإيرانية .     محورُ الصّراع ومركز ثِقَلِه هو الخامنئي، أو مقام المرجعية، ونزَعاتُ الصّراع هي قدرةُ التّأثيرِ على مقام المرجعية وتوجيهِه أو إستغلالِه ، وطبيعةُ الصّراع هي تلك المُتمثّلة في صيغةِ التّعامُل مع القوى العالمية المُتصارِعة وتَثبيتِ مَوطأِ قدمٍ بينها.

الخامنئيُّ، وفي الأساس الرابع من أُسُسِه العشرة في فقه المستقبل لديه، يُؤكّد على ضرورة التنافس والتعاون مع القوى العالمية المُتصارِعة والحضارات البشرية بدل الحرب، وبالتالي فهو يَميل الى التفاوض والتنافس والقوة النّاعمة بعيداً عن الصّراعات الساخنة والحروب، وهو بذلك يُعتبَرُ قريباً من تَوَجُّهاتِ حكومةِ روحاني ، وبعيداً نوعاً ما عن تَوجُّهاتِ الحرس الثوري المَيَّالة الى العنف والحرب، خاصّةً بعد مَقتل سُليماني الذي يُعتبَر الابُ الروحيُّ لِمَفهومِ القوة النّاعمة . 

قيادةُ الحرس الثوري تَعتبِرُ الإتّفاق النوويّ مُعيقاً ومُعرقِلاً لأنشطة إيران النوويّة، وأنّ هذا الإتّفاق كان خطأً من أخطاءِ الحكومة ، وتَسعى الى عدم الرّجُوع إليه ، وهي ترى كذلك ضرورةَ رفعِ جاهِزيّة المُقاومة في كلِّ صنوف الحرب الهَجِينة ، وإستخدامِ الوكلاء في المُواجهات، وتعزيزِ إنتاج الصواريخ البالستية، وعدمِ إتّخاذ وضع البادئ بالهجوم(انسجاماً مع تَوجُّهات ورُؤَى الخامنئيّ بهذا الخصوص)، كَآليةٍ لإدارةِ دَفّة الصّراع مع الغرب .   فيما تَرى الحكومة في إدارتِها لدفّة الصّراع مع الغرب،ضرورةَ العودة الى الإتّفاق النوويّ،  ورفعَ الحصار الاقتصادي، وإستخدامَ القوة النّاعمة في الصّراع مع الغرب ( انسجاماً مع تَوجُّهات ورُؤَى الخامنئيّ بهذا الخُصوص ).

الطّرفانُ يسعَيان للتّأثير على مركز القرار ومَقام المَرجعيّة ، الخامنئيّ ، والحصول على تأييده في إدارة دفّة الصّراع مع الغرب، ولِكونِ موقفِ الخامنئيّ مع العَودة للإتّفاق النوويّ المُنسجِم مع تَوجُّهات الحكومة، لذا يَسعى الحرسُ الثورى بشكلٍ جديٍّ مُتواصِل منذ سنوات الى تحقيق نجاحات في إحكام سيطرتِها على النظام في الإتّجاهات التالية : 

1- تهيئةُ الأجواء وحشدُ التأييد اللازم لفوزِ رئيس القضاء " إبراهيم رئيسي " ، المحافظ المُتشدّد والمُقرَّب من الحرس الثوري، في الإنتخابات الرئاسية القادمة المُزمَع إجراءها في حزيران من السّنَة القادمة .

2- تهيئةُ الأجواء وحشدُ التأييد اللازم لإنتخاب "مُجتبى خامنئي" ، المُحافظُ المُتشدّد واليدُ الطُولَى للحرس الثوري لدى مقام المرجعيّة، خلفاً لوالده بعد وفاته .وبذلك يَضمَن الحرس الثوري ولاءَ المرجعيّة له، وسهولةَ التّأثيرِ عليه .

3- إتّخاذُ كلِّ الوسائل والسُبل المُمكنَة للتأثير على الرأي العامّ الإيرانيّ، وذلك لإثَارَتِه وحشدِه وتحريكِه بإتّجاهِ الغضب من أمريكا وإسرائيل، وذلك لإحراج الحكومة ومنعِها من التّفاوض، وحصرِ الخِيار أمام الخامنئيّ في المُواجَهة مع الغرب ومنعِ التّفاوض .       وتُعَدُّ سلسلةُ التّفجيرات الأخيرة في أواسط هذه السنة واحدةً من تلك الوسائل، إذ تعرَّضتْ منشآتُ نطنز وخجر وكارون وغيرها الى هجمات محدودة خلال أسبوعين، وتركتْ خسائر مادية محدودة من غير ضحايا بشرية، وأشار الحرس الثوري في كل هذه الهجمات بأصابع الإتّهام الى إسرائيل، وحرَّكَ الشّارع ضدَّها، وهدَّد بالرّد الحاسِم والمُؤَثِّر.وقد كتبتُ مقالاً في حينِه بهذا الصدد وذكرتُ أنّ هذه الهجمات ليست ذات قيمةٍ لدى إسرائيل،ومِن غيرِ المعقول أنْ تقومَ بالتّضحيةِ بعُمَلائِها داخلَ إيران من أجل أعمالٍ وإنشطةٍ لا قيمة لها .            وعليه..فليس هناك جهةٌ مستفيدة غيرَ الحرس الثوري من هذه الهجمات، وقد إستغلَّها بالفعل بشكلٍ فاعلٍ في تأليبِ الشّارع على الحكومة من جهة ، وإشعال فَتيل النِّقمَة على إسرائيل مِن جهة أخرى .

وأما عمليةُ إغتيال فخري زاده، فإنها تأتي على رَأسِ هذه الوسائل التي إستخدمها الحرسُ الثوري، بل وأكثرها تأثيراً..فهي جاءت قُبَيلَ إستلام "بايدن" للإدارة في أمريكا الذي يُتوَقَّعُ منه إحياء العمل بالإتّفاق النوويّ،فكانَ لا بُدَّ مِن مَنعِ هذا التّفاوض، فإرتكبَ الحرسُ الثوري هذه الجريمة وألصقَها بإسرائيل وأمريكا وحلفائِها، ثمّ حرّكَ الشّارع ومَنّاها بالرّدِّ الحاسِم والسَّريع، وقطعَ الطريقَ على الحكومة من خلال دفعِ البرلمان لإصدارِ قرارِ رفعِ مستوى تخصيب اليورانيوم، ناسفاً بذلك الإتّفاق النوويّ.

أما عمليةُ الإغتيال، فالسيناريو الحقيقيّ والمنطقيّ هو: قيامُ الحرسِ الخاصِّ المُكلَّف بحماية الضحية بقتلِه، بأوامِرَ مباشرة من قائد الحرس الثوري وبإذنٍ خاصٍّ من مُجتبَى خامنئيّ، ومِن ثَمَّ تهريبُ الحرسِ الخاص(شخص أو أكثر)في نفس اليوم الى العراق ومِن بعدِه الى سوريا عِبرَ مَعبَر البُوكمال وتسليمُه الى القائد الميداني "مسلم شهدان"، وهناك قام الحرس الثوري بِتَصفيتِهم مع القائد الميداني .

وأ خيراً .. فإنّ الصّراعَ والخلافَ القديمَ والمُزمِنَ بين الطرفين، أخذَ طابعاً اكثرَ حِدَّةً في الآونِة الأخيرة ، وذلك بسبب الإستعدادات للإنتخابات الرئاسية القادمة، وللسِّجالاتِ الساخنة وراءَ الكوالِيس بخصوصِ إختيارِ خَليفةَ الخامنئيّ، وإذا ما قدَّرَ الله سقوطَ هذا النظامِ، فإنّه سيكون حتماً بسبب الإنشقاقِ والتّصدُّعِ داخل صفِّه وبين قياداتِه، وليس بتدَخُّلٍ خارِجيّ .

 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon