على الصدر غير الرحيم لهذا البلد
علي حسين فيلي
تُشكّلُ بلادنا، في هذه المرحلة، مركزا مهما لصراع المصالح والسياسات المتضادة للقوى الاجنبية والداخلية، واختلط ترابه ببارود الحرب الحارة واللعنات الطائفية تُشكّلُ اخباره المأساوية مانشيتات عريضة دائمة لمنشورات العالم كله.
وفي مثل هكذا مكان الذي يقتل فيه الابرياء يوميا، لن تولد ديمقراطية ولا مساواة ولا حكومة راسخة! ولن يكون هناك شعب ولا حكومة بمعناها الحقيقي تمارس دورها!
من الطبيعي فان ادارة شؤون البلاد في كل العهود تحتاج الى علمها الخاص ولايجب انتظار التقدم العلمي حتى يقال في المستقبل اي من قراراتها كان في محله. ولكن في الوقت الحاضر فان سياسيي هذا البلد الى جانب رجال الدولة لا يستطيعون حتى ضبط النفس عن اصدار القرارات السيادية بالجملة! ومن كثرة الاخطاء ليست هناك فرصة لقرار صائب من دون ان يتحمل اي طرف نتائج تداعياته.
دعونا لا ننسى كجميع بلدان العالم، فان حاجة العراق الى سياسيين ورجال دولة ليس امرا يحتمل الانكار، الكارثة تكمن ان الباحثين والمفكرين في هذا البلد مشتركون في عملية اختفاء الاثار؛ في وقت كانت باستطاعة هؤلاء ان يمارسوا دورا اكبر.
مثلما ان عملية تشكيل الحكومة اصعب من استمرارها في الحياة، في وقت يكون فيه المقاتلون والمحاربون دائما هم المتصدون، من الصعب تمييز اي شخص واية شريحة هي الضرورة الحالية، ومع ذلك ومن اجل ان يصل هذا البلد لشاطئ الامان فهو بحاجة الى جميع الافراد ايضا.
ومن الواضح ان واجب السياسي ورجل الدولة في هذا البلد ان يتكلم ويقرر ويعمل ولكن من الان فصاعدا، فإن ما يحتاج اليه العراق ليسوا هؤلاء لوحدهم! فأي حكومة ستتشكل، هناك حاجة الى اشخاص يرون ابعادا ابعد ويقدمون توضيحات للسياسيين ورجال الدولة في جميع التشكيلات الحكومية.
والشخص الذي يسمى خبيرا ليس فقط اسما ولقبا، فهو يعايش في حياته العديد من السياسيين ولا يقرر ولكن يتنبأ بالنتائج ويضع المعلومات امام اصحاب القرار.
في الختام فإن العراق المعاصر بحاجة الى هؤلاء المفكرين الذين لهم آفاق اوسع مما يمتلكه الباحثون المعاصرون، لانه في المكان الذي لا تساوي فيه حياة انسان حتى برميلا واحدا من النفط، وفي ظل الغدر الشوفيني يصبح قاتل القوميات ربيع المجرمين، لا يتوجب على المخلصين والخيرين العلماء الاعلام ان يصبحوا شركاء رجال الدولة اللامسؤولين، فطالما يصدرون القرارات والمقترحات الكارثية، فمن الطبيعي اذا سارت الامور هكذا لالف عام اخر فان السعادة لا تنبت على صدر انعدام الرحمة في هذا البلد.