طالبان.. والقفز فوق افخاخ داعش
خدر خلات بحزاني
يبدو ان حركة طالبان الافغانية، استفادت بشكل مذهل من اخطاء تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، وقامت بتشذيب لحاها وارتداء الملابس المكواة حسب توجيهات قطرية مسربة، والتكلم بحقوق الانسان وحرية الاعلام والتركيز على حقوق المراة، وان تكون تصريحاتهم عبارة عن رسائل للخارج الافغاني بشكل مركز.
طالبان، التي آوت وتأوي تنظيمات اسلامية متطرفة وارهابية اثناء حكمها لافغانستان قبل عقدين او لحد الان، باتت امام امتحان تاريخي، فهي تريد السلطة واعادة احياء الامارة الاسلامية، لكنها ترغب بان تحظى بعلاقات وقبول دولي، وبالتالي لابد من استفادتها من تجربة داعش (الاخت غير الشقيقة من نفس الاب) عندما قامت الاخيرة بعرض مجاني و حيّ لكل القسوة والوحشية واستحضار غزوات الصحارى والحواضر وارتكاب ما اباحته الشريعة من قتل واغتصاب وسبي وذبح ونهب للاموال تحت يافطة (المغانم) و (الجهاد في سبيل الله) بينما العالم تغيّر بشكل كبير وبات يهتم بالضحايا اكثر بكثير من الاهتمام بالمنتصرين المتوحشين، وهذا ما انتبهت له طالبان بشكل لا يصدق.
طالبان التي رضعت نفس الحليب المشبع بالكراهية والتكفير للمختلف عنها دينيا ومذهبيا، والذي رضعت منه سابقا، داعش والقاعدة وحركات اصولية اسلامية غيرها، صارت الان تتحدث عن حقوق المراة، واعلنت عفوا شاملا عن منافسيها وخصومها، وصارت تهادن شيعة افغانستان، وتزعم انها لن تفرض البرقع على النساء بل الحجاب فقط، في معطيات تشير الى ان طالبان استوعبت درس وحشية داعش، وتريد ان تقول انها بريئة منها ومن افعالها رغم الغرام التاريخي الذي يجمعهما معا بنفس التراث الاصولي.
لا اعرف ما هي التنازلات التي ستقدمها طالبان لتحظى بقبول دولي؟ ولا اعرف هل الشريعة ستبقى مقدسة ام أن للسياسة دهاليزها..
وفي كل الاحوال، يبدو ان المصالح السياسية تسبق القدسية التي يمكن التنازل عن بعض تفاصيلها و ايجاد تبريرات لذلك في بطون كتب دينية علاها الغبار.