أزمات العراق السياسية ومؤشر الديمقراطية العالمي
جلال شيخ علي
بالتزامن مع الخلافات السياسية التي تشهدها الساحة السياسية العراقية حول تشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة في بلد كان المفروض قد تم ترسيخ الاسس الديمقراطية فيه منذ عام 2003
أصدرت وحدة الايكونوميست للاستقصاء مؤشرها العام للديمقراطية حول العالم وبحسب الاحصائية الجديدة فإن العراق حل في المرتبة السادسة عشر بعد المئة وهي أسوأ نتيجة يسجله العراق منذ أن بدأت وحدة الإيكونوميست للاستقصاء إصداره عام 2006
وبحسب المراقبين الدوليين فإن الفساد وأزدواجية تعامل الحكومة الاتحادية مع مكونات المجتمع وتهميش مكونات لصالح أخرى وعدم ادارة شؤون المحافظات والاتفاق مع اقليم كوردستان في مسائل تخص المدنيين جميعها كانت سببا في تقوقع العراق في هذه المرتبة
كما يرى المراقبون أن الديمقراطية في العراق اصيبت بالشلل بعد أحداث ثورة تشرين الشعبية والأزمة السياسية التي أعقبت الانتخابات المبكرة التي دعا اليها ثوار تشرين ، وان مازاد الأوضاع سوءا في العراق هي الأزمة المفتعلة حول تشكيل الحكومة وقبلها أزمة تسمية الكتلة الأكبر
أما على الصعيد العالمي فقد أظهر المؤشر الذي يقيّم حالة الديمقراطية في العالم، أكبر تراجع منذ عام 2010، وسط تداعيات وباء كوفيد والدعم المتنامي للاستبداد، إذ بات نحو 45 في المئة فقط من سكان العالم يعيشون في ظل أنظمة ديمقراطية
ولا تزال الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في أدنى مرتبة بين جميع المناطق التي يغطيها مؤشر الديمقراطية، خاصة في ظل وجود خمس دول من أصل 20 ضمن أدنى مستويات التصنيف بين الدول
وبحسب التقرير فإن وباء كورونا كان له الأثر البارز في التأثير على حقوق الفرد بعد أن اضطرت الحكومات الى اتخاذ تدابير استبدادية في معيار الديمقراطية
ويعيش الآن نحو 45.7 في المئة من سكان العالم، أي أقل من النصف، في ظل نظام ديمقراطي، وفق المؤشر، وهو تراجع كبير مقارنة بعام 2020 الذي سجل 49.4 في المئة، بينما 6.4 في المئة فقط يعيشون في دول تتمتع بـ”ديمقراطية كاملة
في المقابل يعيش أكثر من ثلث سكان العالم تحت حكم استبدادي، نسبة كبيرة منهم في الصين وقال التقرير إن “الصين لم تصبح أكثر ديمقراطية لكنها أصبحت أكثر ثراء.
وتصدرت النرويج ونيوزيلندا وفنلندا مؤشر الديمقراطية، بينما احتلت كوريا الشمالية وبورما وأفغانستان المراكز الثلاثة الأخيرة.