رهان بعض الايزيديين على الحشد الشعبي
نايف رشو الإيسياني
نؤمن بان السياسة هي فن الممكنات، وبالنظر إلى الواقع السياسى في كوردستان من انكسارات وانتصارات والسياسة على اتساع تدخلها في مجالات الحياة المختلفة، رؤية كفة الميزان في التاييد والخيانة للثورات الوطنية،فالبعض يصطف في خانة الخيانة وهي أكثر الزوايا حرارة،الأساليب السياسية المخادعة تخرج من حد المعقول،و الهدف فقط مصالح مادية أو حزبية أوعشائرية مناطقية ضيقة.
نتيجة اختلاف الاديان والمذاهب والمعتقدات الدينية بين شعوب المنطقة, عان الكورد الإيزديون الكثير من المآسي والويلات بسبب هذا الاختلاف العقائدي خلال تاريخهم. ولو قمنا بدراسة عامة حول واقع الكورد الإيزديين في مختلف مراحل تاريخهم لوجدنا أن مع كل هذه الظروف التي مر بها هذا الشعب من مآسي أنه شعب يحب السلام والتعايش السلمي ويحب أن يتأقلم مع شعوب المنطقة.ونظرا لـأهمية الشرق الاوسط للقوى العظمى التي تريد الهيمنة على العالم،وما يمثله المناطق الإيزدية من الناحية الجيو بولوتيك في منطقة الشرق الأوسط فشنكال مثلا تربط العراق بسوريا, وكوردستان بالجزيرة, وكذلك جبل شنكال والابعاد التاريخية والجغرافية والسياسية والجيو بولوتيك لهذا الجبل . وباشيك وبحزان ومجمعات باسك (مجمع مهد) وتلك القرى والمجمعات حول جبل مقلوب هي الأخرى لا تقل أهمية عن منطقة شنكال, فهي تربط كوردستان والعالم الاوربي بالعراق والموصل وتربط دهوك باربيل. اضافة الى ذلك من الناحية الزراعية والتجارية فهي غنية بالمواد المعدنية والطبيعية ،شكل كل هذا الى صراع مصالح وظهور قوى جديدة على الساحة الدولية وصراع القوى الاقليمية والعالمية على امتلاك قلب العالم (الشرق الاوسط)،التي نحن بصددها. الحلقة التآمرية جرح بليغ تفقد الامل مئات السنين.
رهاب أو فوبيابالإنجليزية(phobia) وهي لاحقة يُقصد بها الخوف من رؤية و مواجهة الاشياء واقع حال الإيزديين وشنكال نموذج حي لقد كان العالم بأسره شاهداً على أبشع جريمة ترتكب بحق أقلية دينية مسالمة غير تبشيرية تدعو الى السلام والتعايش المشترك ضمن منظومة اخلاقية تسامحية قل نظيرها.جريمة كبيرة على ايدي ارهابيي (داعش) في يوم مشؤوم3/8/2014 وكانت لها نتائج كارثية جسيمة من قتل وسبي وتهجير ونزوح قسري لآلاف العوائل الائيزدية والتركمان والشبك الشيعة الى محافظات إقليم كوردستان العراق والدول العالم والاوربى.
عملية تحرير شنكال (مدينة الشرف والكرامة الكوردستانية)، وعلى قمة جبل الشنكال الاشم و في مزار شرفدين، وفي صباح يوم21/12/2014 القى الرئيس مسعود البارزانى كلمةبمناسبة التحرير، واجتمع خلال تلك الفترة ولاكثر من مرة مع ورجال الدين ووجهاء وشخصيات وكوادر ومثقفين واعلامى الائيزديين،وسهر الليالى من اجل فتح الطريق وفك الحصار عن جبل شنكال وانقاذ اكثر (11)آلاف من الكورد الائيزديون المحاصرين في جبل شنكال،وفي تلك الفترة قاد الرئيس مسعود البارزانى واشرف على8مراحل الى ان تم تحرير مناطق واسعة من دنس الاعداء الدواعش.
التشرذم.. نقطة ضعف الإيزديين بعد كارثة الإبادة التي تعرّضوا لها على أيدي إرهابيي داعش،ائيزدي فوبيا ..افقد الثقة بنفسه وبالعالم الذي يعيش فيه ويتخيل العدو صديق والصديق عدو ، واصبح كالغريق يتعلق بالقشاية وكان من الطبيعي ان تحاول بعض الايادي الخبثة سواء كانوا افراد او احزاب او دول من ان تستغل هذه المآسي وتحاول الصيد في الماء العكر من خلال ابعاد الكورد الإيزديين عن المسار الديني والقومي وبعض منهم يراهن على اعداء الامس ويتخيل انه منقذه(كالحشد الشعبي)،أن انسحاب القوات الأميركية من العراق قد مثل علامة فارقة في تاريخ العراق وفرصة للتغلغل الإيرانى فى العراق ولبنان وسوريا والبحرين واليمن ،ان ايران استغلت الاوضاع المضطربة..فلا عجب أن نسمع تصريحات منافية للمنطق والحقائق الدامغة على أرض الواقع في أية محافظة عراقية محاذية لها مع الإقرار بامتلاكها نفوذا واسعا لايمكن إنكاره،لذلك علىنا كائيزديين ان لا ندعم ونساند الجهة والحكام(نوري المالكي) الذين تسببوا في الكارثة التي حلت بالكورد الايزديين ،وان لايراهنوا على الثالوث المشؤوم من النظام الايراني و اذياله في المنطقة مثل حزب الله والاحزاب الشيعية العراقية والميليشيات التابعة لها تحت عنوان الحشد الشعبي والحشد الوطني والعصائب والسيد الطباطبائي...الخ. وعليهم ان يعلموا ان نهايتهم اصبحت قريبة مع نهاية داعش الارهابي، إذن لابد من معالجة الخطأ بحكمة ورويه وأي كان الامر فإننا نحتاج بين وقت واخر إلى مراجعة ... عندما يخطئ الإنسان فقد يكون من المناسب أن يصحيح الخطأ أو ان تجعله يكتشف الخطأ بنفسه ..
الشعب الكوردي لم يعد شعبا قاصراً لفهم الحقائق الواضحة وضوح النهار،نريد من السياسي أن يمتلك رؤية شاملة حكيمة ومواقف واضحة صادقة متناسقة و قراءة سليمة ومنطقية للواقع السياسى.لذلك نوجه ندائنا الى الجماهير الكوردستانية عامة والجماهيرالائيزدية المضطهدة التي هم ابناء ديانتنا العريقة التي عانت الامرين منذ التاريخ القديم ان الفرصة التاريخية امامكم بانهاء الفرمانات والانفالات والقتل والتميز العنصري والتشرد والهجرة الى الخارج صوتوا في الاستفتاء في 25/9/2017 ب(نعم) صوتك .. هو أول صوت نريد ان نسمعه صوتك ضمان العيش الكريم للاجيال القادمة والتخلص من ازدواجية حكومة الاقليم والعراقية والعيش مع امتنا العظيمة الامة الكوردية وكوردستان التي احتضنتنا الاف السنين والعيش على ارضنا عن قرب لالش النوراني المقدس مكان عبادة الائيزديين في العالم.