حكاية "علي العاشق"

حكاية "علي العاشق"

امير الداغستاني

2021-02-08T09:09:51+00:00

خلف صفحات كتابي الافتراضي تقبع في كلِ صفحةٍ قصة من قصصِ اساطير  الحب الخالدة لشخصيات العشق الازلي.. جميل بثينة، قيس وليلى، عنتر وعبلة ، وروميو وجوليت، لكن استوقفتني قصة حقيقية لعاشق "كوردي" يختلف بحبه عن الذين ذكرتهم بل فاق كل تلك الاساطير التي يتغنى بها العشاق ليومنا هذا.

هو "علي العاشق" رجل تجاوز الثمانين من عمره، اعتزل الحياة تماما وبنى له منزلاً في مرتفع عالٍ بمنطقة گلي علي بيگ بمدينة اربيل قبل اكثر من ستين عاماً ليكون بعيداً عن  الناس ولا يشعر بالزمن، وذلك بسبب عدم تمكنه الزواج من حبيبته التي مازالت تسكن مع ذويها بمنطقة سريشمه (بناحية باليسان)، والتي لم ترتبط هي الاخرى بأي رجل اخر الى الان.

قرر العاشق بعد فشله الزواج من حبيبته، اختيار العزلة التامة وهو في ريعان شبابه ليهجر المدينة منذ ذلك الحين ولحد هذه اللحظة، ليكون أنموذجاً حياً للعاشق المخلص الذي حَرمَ نفسه من النساء وملذات الحياة سنوات طويلة وفاءً للعهد الذي قطعه على نفسه.

"علي العاشق" أصبح اليوم مزاراً لعشاق يتوافدون لزيارة ذات المكان المعزول، لاسيما في عيد الحب "الفالنتاين" ليلتقوا بذلك العاشق المتيم ويتاملوا المكان النائي الذي يعتبرونه رمز الوفاء والحب الحقيقي.

الغريب في هذا العاشق انهُ مازال متمسكاً بحبيبته في الخيال، على أمل أنها ستكون من قسمته في الاخرة بعد رحيلهما عن الدنيا.

إن قصص الحب التى حفرت خُطاها فى كتب التاريخ ليست مجرد كلمات وأحاسيس تمس قلوب العشاق ، بل عبىءٌ ثقيلٌ وطريقٌ مليءٌ بالمخاطرِ والمعاناة لم يسلم منها العشاق انفسهم.

 

 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon