القفزة المالية والمتغيرات المطلوبة
صلاح مندلاوي
زادت رقابتنا على ممثلي الشركات حين صدرت الأوامر بمنع ممثلي الشركات من مراجعة اقسام الاستيراد في الشركات المهمة في الدولة العراقية وقد لاحظنا ان ممثلي الشركات الأجنبية متهالكون للحصول على اية معلومات تجارية لصالح بلدانها خاصة الالمانية واليابانية لابل والهندية والمصرية والكورية والتايلاندية والتايوانية وكانت عندنا صنفآ من الموظفين ممن لن يتوانون عن التعامل المباشر مع مكاتب الشركات العاملة في العراق وقد كان عهدآ ذهبيآ بالنسبة للموظفين اليساريين وكنت اجد ضالتي معهم خاصة فيما يتعلق بالنضال اليومي المستمر حيث انفتحت الدولة على العناصر اليسارية التي اطلقت سراحها وارخوا الحبل لممثلي الحركة الكردية.
ولما زادت وتكثفت نشاطات الشركات للمرحلة من 70 ـ 90 من القرن الماضي خصصوا غرفآ خاصة لاجابة ممثلي الشركات على مراحل انجاز الاعتمادات المستندية ومتابعة شحن البضاعة من قبلنا وحركة التجارة العراقية شركاتها الا أنها لم تكن بمستوى الحاجات للشركات النفطية سرعان ما اعتذر المخلصون عن الاستمرار بها ودخلت الاحكام القاسية للاعدام الى ان وصلت الى وزارة النفط بفعل الامعات الفارغة من القيادات الادارية للوزارة وانتهت بأعدام شخصية فذة الا وهو عبد المنعم السامرائي ثم ابنه مازن حين ازداد التنافس على صعيد الدول مع شركات السيارات وقد توسع اسطول النفط مائة مرة وقد عشنا سنوات رهيبة حتى ان الموظفات كن يتجنبن استلام كارتات التعريف بممثلي الشركات ولايلمسونها الا بأوراق الكلينس ثم يرمينها في سلة المهملات وطبعآ كانت مضرة ابتدعتها شركة سومو وقد حضينا مع كمال فلاموز بثلاث سنوات قدم والموجود في قانون الخدمة سنة واحدة على اعتبار ثلاثة اشهر لكل شكر وتقدير وتوسعت التخصيصات المضافة للراتب ولما كلفت بأستعادة التخصيصات الممنوح زمن الشركات الاجنبية فتبين ان فيها حتى تخصيصات ( بدل عليق) اي في الاماكن التي تقضي بأنتقال الموظف بالدواب مخصصات لدابته بثلاث وجبات شعير لقد فتح الموضوع قريحة الشركات الاجنبية حتى انني ذات مرة تصادفت مع ممثل لشركات فرنسية لم يكد ليصدق انني قلت له بالفرنسية لست على دراية باللغة الفرنسية كثيرآ حقيقة مسك بكم ملابسي وهو يصيح سندربكم على التعلم فقد قيل لي بأن الدولارات مرمية على ارصفة شوارعكم فلا يعقل ان ارجع بخفي حنين وفعلآ فقد تمكن من الحصول على عقد للاحذية ذات الوقاية نوع جوليت ثم صارت الحرب وانتقل الاستثراء الحربي الى لبنان ومصر ودول الخليج خاصة الكويت اذ كانت باقي الخليج نيامآ وخلالها سنحت الفرصة للشوفنيين من نقل 50 كادر يساري وانا من ضمنهم ابتداء" من مدير المالية العام في الوزارة الى وزارة الاوقاف والعمل والشؤون الاجتماعية بأهانة قل نظيرها بالاعتداء على كرامتنا ومنها احلت الى التقاعد فقط بمئتان وخمسون دينار ولم يكن يكفي للذهاب والاياب للمصرف الذي وضع فيه واصدروا قرارآ ان كل من لايراجع شهريآ لاستلام الراتب التقاعدي تحجب عنه وفعلآ كان يعني الغاء رواتبنا دون ان نقترف اثمآاو جريمة .