العلاقات الكوردية الكويتية وزيارة رئيس الإقليم لدولة الكويت

وصل السيد نيجيرفان البارزاني رئيس إقليم كوردستان على راس وفد رفيع المستوى الى دولة الكويت، وذلك لتقديم التعازي العزاء في وفاة الأمير صباح الأحمد جابر الصباح الذي توفي في التاسع والعشرين من أيلول الماضي، كما سيهنئ نواف الأحمد جابر بمناسبة اختياره أميراً جديداً للكويت.

ان العلاقات التاريخية بين الجانبين يعود الى زمن البعيد وذلك من خلال العلاقة الحميمية بين الخالد مصطفى البارزاني وامراء دولة الكويت في الستينيات من القرن الماضي ، بعد الغزو العراقي  في عام 1990 لدولة الكويت ازدهرت تلك العلاقات بين القيادات الكوردية و الكويتية الى مستوى اعلى و كانت هناك زيارات للوفود اقليم كوردستان الى دولة الكويت و زيارات أخرى متبادلة بين الجانبين في مجالات كافة منها السياسية و انسانية و اقتصادية.

 بعد سقوط نظام البعث و صدام في 2003 تقوت العلاقات الكوردستانيةالكويتية الى افضل مما كانت عليها قبل وذلك ببروز القدرة على تعزيز العلاقات الى السياسية والدبلوماسية و استقطاب الاستثمارات لرجال الأعمال الكويتيين في اقليم كوردستان ومن اهم تلك التطوير من العلاقات فتح قنصلية دولة الكويت في اربيل عاصمة اقليم كوردستان في عام 2005 ويعد تلك الخطوة من الخطوات المهمة بين الجانبين خاصة المجال الديبلوماسي .. العلاقات الكوردية الكويتية ليس وليدة الصدقة إنماعلاقات ذات طابع أخوي و مصالح مشتركة في أكثر من زار السيد مسعود البارزاني عندما كإن رئيسًا لاقليم كوردستان دولة الكويت والتقى بالأمير الراحل  الشيخ جابر والشيخ صباح ومسؤولين الاخرين في دولة الكويت و كانت المباحثات ايجابية واخوية بين الجانبين . إذا عدنا للتاريخ نرى ان الجالية الكوردية مقيمة في تلك الدولة الخليجية في اربعينيات من القرن الماضي وكانت للجالية الكوردية لهم ايضا حضور واسع في الأوساط السياسية والعسكرية و الاجتماعية وحتى الاقتصادية و كانت دوما هناك علاقة بين الجالية الكوردية في الكويت والشعب الكوردي خاصة في المجالات الاجتماعية والانسانية نظرا لوجود اقرباء لتلك الجالية في كوردستان

ان الزيارة الاخيرة لسيد نيجيرفان البارزاني رئيس اقليم كوردستان الى الكويت لها دلالات خاصة وعميقة على الجانب السياسي وعلى مستوى العلاقات الثنائية بين الطرفين وكذلك على مستوى الاقتصادي والاجتماعي ولا شك تسهم هذه الزيارة في تبادل الآراء والتعاون بين الجانبين بصورة معمقة حول سبل دفع تلك العلاقات الى الامام وذلك دعم المجالات الاخرى و تعزيزها . ان لدولة الكويت أميرًا و شعبًا مكانة خاصة لدى الشعب الكوردي في كوردستان وذلك من خلال الأعمال الخيرة التي انتجتها المنظمات الخيرية الكويتية في إقليم وتقديم المساعدات الإنسانية و الخيرية و كذلك هناك علاقة عاطفية بين الشعبين بسبب الغزو و كوارث التي مرت على كوردستان في ابان الأنظمة السابقة ، نتمنى ان تستمر تلك العلاقات لمصلحة الشعبين  في المنطقة و دفع عجلة التقدم والتنمية في كافة المجالات وذلك لنمو نموذج اقتصادي و السياسي بين الجانبين خاصة بعد الزيارة الاخيرة والتاريخية للسيد نيجيرفان البارزاني الى الكويت