الحرب العالمية الصغرى والطلب الكوردي الكبير
علي حسين فيلي
علي حسين فيلي/ العالم على شفير حرب كبيرة أخرى على مساحة صغيرة والكورد منذ زمن مبتلون بمصيبة تتمثل بان المجتمع الدولي لا يعير اهمية لمطالبهم، كون حقوق الشعوب المضطهدة لديهم مشفرة، ومع الاسف، على الرغم من ضجيجهم فيما يتعلق بحقوق الانسان، فان الشعوب المغلوبة على امرها مازالت تنوء بالحمل الثقيل من اجل حصولها على الاستقلال وتأمين حقوقها فصار من واجبها ان تجازف وان تواجه الكثير من المخاطر، بسبب ارتباط السلاح والمصالح وهذه فرصة تسوغ للانظمة الدكتاتورية حل مطالب الشعوب بالعنف على السلم. فمن المستحيل الا يصاب شعب ما بالصدمة واليأس وقتيا حينما يواجه طلبه بالرفض من قبل المجتمع الدولي، والاسباب كثيرة وليس بالضرورة ان تكون جميعها ناجمة عن القراءة الخاطئة وزلات قادة الشعوب او حركاته التحررية، وكمثال على ذلك:
ان النظرة الخاطئة للمجتمع المعاصر المليء بالأنظمة الدكتاتورية والانتهازية ليس لها اي ايمان بمطالب وحقوق الشعوب الاخرى. وطريقة تفكير هذه الحكومات تظهر كأنها وسم وعلامة سياسية وحقوق الانسان الخاصة بها تتلخص في ان اي شعب مجبر على عدم الخضوع والتسليم. مثل كل ما اجرته القوى العالمية والاقليمية على الكورد وباقي الشعوب المغلوبة على امرها. وبعدم الاستجابة لمطالبهم تدفعهم الى اليأس وبعد اليأس تفرض عليهم برنامجها الخاص.
ومن الخطأ ايضا ان يقال ان الكورد في العراق قد اصيبوا بازمات ما بعد الاستفتاء بسبب سياساتهم وضغوط بغداد؛ اذ ان السبب يعود لتنفيذ سياسيات ادمنت عليها بغداد ضد الكورد.
لو كانت المصالح الاقتصادية معيارا رئيسا لاستقلال اي شعب، فمن المحتمل ان الذي يملكه الكورد لا يبلغ الدرجة التي تضعهم في الصفوف الاولى، فأن صداقتهم مع الدول الصغيرة تتلخص فيما يريدونه منها، واهدافهم ليست خفية على احد مثلما حصل حينما احتاجوا الى الكورد في التخلص من الارهاب في المنطقة.
المجتمع الدولي اثبت بشكل جلي وواضح انه كان في تلك المرحلة مؤيدا لاحياء الحقوق القومية لشعبنا ولكنه بعدها لام العب على مطالبته بحقوقه.. المهم هي خططه التي لم يتم تنفيذها كما يجب. ولحين اجتياز الشعب للصعوبات التي يرى نفسه خلالها في حرب عالمية مصغرة في المنطقة فمن الصعب ان تقوم تلك الدول بالاهتمام بالمطالب الكبيرة للكورد! ونحن على ثقة بان الدنيا ستتغير ولكن عقلية دول المنطقة المعادية لحقوقنا والقوميات المشابهة له لن تتغير، والمشكلة اننا جيرانا لتلك العقليات ونعيش معها، والقوى العظمى وبسبب تأثيرات المصالح السياسية والاقتصادية ستبقى دائما على علاقة غير ودية مع المظلومين. فالشعوب والدول المستقلة، التي تحتفل بالعيد الوطني وبطبيعة الحال تعتز بهذا اليوم لكن لايعطون ضوءاً اخضر لشعب مضطهد هذا الحق، وباختصار ومن باب انعدام الحلول لا القناعة الكورد يلجأون الى العالم الخارجي لحل مشكلاتهم. فبغداد مثلا لن تتراجع بالاستمرار في ظلمها السياسي والعرقي بحق قوميتنا.
والدليل على ذلك، الانظمة السياسية في بغداد احتاجت على الدوام الى تبرير سياسياتها الخاطئة الى تهم واعداء جاهزة وهم الكورد، وبهذه الحالة على الكورد ان يغيروا نظرتهم وسياستهم وان يضعوا تجربة الفشل والظلم داخل ملف التجارب والا يُصغّروا من مطالبهم الشرعية والكبيرة في الحرب القادمة لمصالح القوى العظمى وان يجتازوا في اعادة تقديم التضحيات حاجز اللا شيء.