التفاوض دون اتفاق!

التفاوض دون اتفاق!

يونس حمد

2021-02-03T18:20:23+00:00

شهد الصراع الكوردستاني والعراقي منذ زمن بعيد، اي قبل أكثر 60 عاما طرح عدة خطط سلام ومفاوضات بين الجانبين، وكانت أهم هذه المفاوضات في الحادي عشر من آذار 1970 بين الثورة الكردية بقيادة الخالد مصطفى البارزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة العراقية ممثلة بحزب البعث العربي الاشتراكي. نتيجة المفاوضات كانت اتفاقية مارس التاريخية.

استمرت جولات المفاوضات لفترة طويلة بعضها في كلالة و جولات اخرى في بغداد ، أي في كوردستان والعراق أسفرت اللقاءات عن حل مؤقت لمدة أربع سنوات من 1970-1974، اغتنم النظام البعثي فرصة لاخماد الثورة الكردية وعقد جلسات سرية بينه وبين إيران وبمباركة من بعض الدول الاخرى ومنها الجزائر حيث عقد مؤتمر الاوبك اذار 1975 بمشاركة صدام حسين نائب رئيس مجلس القيادة في ذلك الوقت وشاه ايران ونتج عن اتفاق سمي فيما بعد باتفاقية الجزائر وسلم النظام في العراق بعض المناطق الحدودية وكذلك شط العرب لإيران التي استغلت الأوضاع بين الجانبين الكردي والعراقي.

كان الجلوس على طاولة المفاوضات بين الأكراد من جهة وبغداد من جهة أخرى على استمرار السلام في المناطق الكردية مؤقتاً أكثر مما كان نهائياً لأن النظام في بغداد لم يكن مفهوماً او متقبلا لإعطاء حق الشعب الكردي الذي حارب من أجل الحق في الوجود في مناطقهم المجزأة لأكثر من قرن ، في كل مرة كان النظام يتهرب من وعوده وكانت تفكر ان من مصلحته في القضاء على حق الكورد في الوجود بغض النظر عن عدد تعريفات التفاوض وفقًا جوانبها وأهدافها وغرضها ومستوياتها وطرقها ، فهناك قواسم مشتركة حول مصطلح التفاوض (وهي الإرادة والقناعة ، ووجود سبب مشترك ومصلحة، ووجود أمور الأطراف الاخرى في المفاوضات ولكن في العراق العكس هو الجوهر الأساسي لأي مفاوضات مشتركة بينها وبين الجانب الثاني خاصة الجانب الكردي اي بمفهوم الصريح التفاوض دون اتفاق ! ، لأن الصراع المصيري بين الحكومات المتعاقبة في بغداد بغض النظر عن الأسماء والحركات الكردية حكوماتهم خاصة بعد عام 1991 في كل مرة ينكشف فيها الملامح وهروب وحيل من الجانب العراقي وابتعاده عن النهج الرئيسي للمفاوضات بعد أن فرض قوته على الساحة وبمباركة خارجية.

الجميع يعلم أن القضية الكردية قضية تاريخية تمثلها الأرض والشعب ، بعد عام 2003 عاد الكورد إلى بغداد باختيارهم أملاً في مواجهتهم أجواء مختلفة عن الأجواء السابقة لكن الوضع لن يختلف كثيرا وفي بعض الأوقات يكون أسوأ مما كان عليه. اكتشفت في كل مرة أن بغداد هي نفس بغداد للكورد بغض النظر عن الحاكم أو الحزب.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon