التأريخ يعيد نفسه وينذر بوقوع حرب
شوان زنكَنة
كنتُ قد كتبتُ مقالا بتاريخ 20/2/2019، بعنوان "الحرب الكبرى"، ذكرتُ فيه توقّعاتي للأوضاع العامة للعالم في المستقبل القريب، وتشابُهَ تلك الأوضاع مع ملابسات الأحداث ما قبل الحربين العالميتين السابقتين، وقد وردَ في المقال ما يلي:
(الأوضاع العامة في العالم اليوم
1- أوضاع اقتصادية متأزمة ونُذُر كساد اقتصادي عالمي مقرونة بتحذيرات متعاقبة لمسؤولي المنظمات والمؤسسات الاقتصادية العالمية.
2- تنامي النعرة القومية اليمينية في العالم، وتقدم الاحزاب اليمينية القومية المتطرفة في انتخابات أوروبا وأمريكا اللاتينية بالأخص.
3- التنصُّل من الاتفاقات النووية والأمنية والعسكرية، وتهيئة الأجواء لسباق التسلّح بين الدول المتصارعة الكبرى.
4- رغبة بعض الدول في توسيع نفوذها في مناطق الصراعات، والمنافسة الشرسة، والساخنة فيها.
5- أزمات الحكم والإدارة الداخلية في معظم دول العالم.
6- تقاطع مصالح الدول في مناطق النزاع وانعدام الحلول الوسط.
7- إنشاء تحالفات سياسية وعسكرية، لأغراض الحماية وضمان الأمن تحمل معاني التهديد والتحذير.
8- اصطناع وتسهيل إنشاء المنظمات الإرهابية، والتدخّل في شؤون الدول، وإباحة سيادتها بحجة محاربة هذه المنظمات المُصطنَعَة.
أَوجُه التّشابه بين الماضي والحاضر
هناك تشابه كبير بين مُدخلات الحربين السابقتين، ومدخلات الوضع العام، وأحداث العالم اليوم.
ويمكن حصر تشابه الاحداث ما قبل الحربين واحداث اليوم بما يلي:
1- ازمة اقتصادية عالمية وكساد متسلسل كبير يصيب معظم دول العالم.
2- نمو النعرة القومية وتنامي الاحزاب اليمينية القومية المتطرفة.
3- السعي إلى توسيع رقعة النفوذ لدى بعض الدول، وذلك إما بسبب الشعور بالقوة، أو الشعور بالغبن ومحاولة تلافيه، أو بسبب النعرة القومية المتطرفة.
4- معاناة معظم الدول لازمة الحكم في داخل منظومتها الإدارية والسياسية.
5- تقاطع المصالح السياسية، والأمنية والاقتصادية للدول في مناطق نفوذها وانعدام الحلول الوسط، واستحالة استمرار الاوضاع الحالية على ما هي عليه الآن، وبالتالي تولُّد الحاجة الماسة إلى التغيير بالقوة.
6- إنشاء تحالفات سياسية، وعسكرية، متضادّة وذلك للحفاظ على التوازن، وحفظ الأمن، والتهيّؤ للحرب في حال اللزوم.
7- اعتماد الدول المتنافسة، والمتصارعة في المصالح على العصابات، والمليشيات خارج القانون، واستغلالها لتحقيق المصالح في أعمال إرهابية، والتدخل في شؤون الدول).
واضحٌ، أن استقرائي للمستقبل القريب بخصوص الأوضاع العالمية الذي ذكرتُه في مقالي أعلاه، والمكتوب قبل سنوات، قد تحقّق بشكل عام، ويبدو أن أوضاع اليوم لا تختلف كثيرا عن أوضاع ما قبل الحربين العالميتين.. لذلك، يبدو أننا لا نحتاج أن نكون مُنجِّمين لكي نتكهّن بحتمية وقوع حرب كبرى ثالثة، ما دام التأريخ يعيد نفسه.