الائتلافات الجديدة وتكرار العملية السياسية
عبدالخالق الفلاح
عند قراءة العملية السياسية تجد ان اكثرالشخوص سوف تغادرالمرحلة القادمة وستكون انعكاسات كبيرة في الانتخابات المقبلة وعلى شكل البرلمان القادم وطبيعة الحكومة التي سوف تنبثق منها المقبلة ومضمون التحالفات السياسية ،
معركة الاستعدادات المبكرة للانتخابات دخلت مرحلة الاحتدام في ظل الانقسامات والانشطارات التي شهدتها المكونات السياسية العراقية ، والحديث عن التحالفات المستقبلية بدأت تخرج من السر إلى العلن . ولكن غير موثوقة وبعيدة عن التصديق والثبات وأن المرحلة المقبلة ستكون مفتوحة على جميع الاحتمالات والتي تأتي بعد الانتخابات لمجلس النواب رغم غياب الكفاءة عند الاكثرية منهم وإعادة تكرار بعض الوجوه القديمة التي يرفض الشارع اليوم العديد منهم لفشلهم في إدارة الدولة ومؤسساتها ويظهرون بمسميات وشعارات جديدة ومنهم "مشروع تقوده بعض الأطراف السياسية لتشكيل حكومة علمانية مدعومة من الغرب، هذا المشروع يهدف إلى إفشال الأحزاب السياسية الاسلامية في الانتخابات القادمة - وتحويل نظام الحكم الى مدني علماني يمثل كافة الطوائف العراقية "و في تبادل للادوار ولا يتوقع حصول خلق جديد فيه وسوف تزداد الأزمات والانهيارات في البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي لم تعالج في وقتها وتبقى أمراضاً يصعب معالجتها بعد ان اختزنتها العملية السياسية في جسدها لان لكل عملية سياسية مقومات استمرار و ليس بالضرورة نجاحها لكن على اقل تقدير عدم العودة بها الى الوراء .
و من الصعب السيطرة عليها في ظل هشاشة بنية المؤسسات الحزبية والرسمية والأمنية وفي ظل ما تعانيه المنطقة من تطورات سياسية متسارعة ، كثرة من الأمور وقفت وتقف اليوم أمام منح الثقة من قبل الجماهير للأحزاب المشاركة في الانتخابات والمستقلين الذين لايعرف تاريخهم خلال العملية القادمة . و وضع العراق سوف يذهب اعلى في قوائم الفساد إلى درجة كبيرة في حين ان السرقات من خزينة الدولة والمال العام سوف تزداد ونحن امام زيادة في اسعار النفط ضعف السنتين الاخيرتين والتي تأتي بموارد جيدة نسبياً عن ماكانت علية ورفع العجز عن الميزانية السنوية لعام 2019 ولعاب الفاسدين بدأت تسيل من الان ليسرقوا منها فوق ما سرقوا من ذي قبل، "وهذا جل همهم "ولن يلتفتوا الى معاناة الشعب وسوف تنشط المزايدات في شراء المناصب والذمم لتذهب مبالغها الى جيوب المسؤولين الحكوميين والاحزاب الكبيرة، ( والله يرحم اموات الجميع ) ومقولة محاربة الفساد احدى الشعارات التي يرتكز عليها القادة والمرشحون من اجل كسب المقاعد وتقسيم المكاسب ولم يقدم أحد من الفاسدين إلى القضاء لحد الآن سوى قوائم تكرارية تم التشبث بها تظهر في الاعلام بين حين واخر لاسماء اصبحت معروفة عند المواطن وهم خارج العراق ولا تستطيع الحكومة المساس بهم او اعادتهم ولم يتم استرجاع تلك الأموال المنهوبة التي تجاوزت مئات المليارات من الدولارات ، مما يضع جميع القائمين على السلطات الحاليين والحالمين بتجديد سلطاتهم في مواقع الشبهة ، والذي يمكن تصوره كيف يسمح لشخص يفتقر الى ابسط الامور والفهم السياسي ولم يكتمل عنده الرشد السياسي والعقلانية بعد والتي يجب ان يتحلى بها وجاهل بأبسط مقومات وواجبات شرف المسؤولية أن يفرض نفسه على شعبنا المظلوم،هذا ما لاحظناه خلال المسيرة السياسية بعد عام 2003 هناك من تجاوز على المبادئ الأخلاقية والأعراف السياسية ويجلس ليسرق أصوات الناس مرة أخرى بطرق ملتوية .و لم نرى منهم من يسمع انين المحتاجين والثكالى والمساكين . وفي ظل هذه الصعوبات نرى ان امكان تكامل الرؤى البرلمانية والحكومية سوف تبلغ الى العمق السطحي الذي سوف تهز العملية بكاملها وتذهب بالبلاد الى اعتاب مرحلة خطيرة جديدة يصعب تجاوز اخطاء الماضي وتخليص النظام السياسي من العقد التي اعتلته وهذا لايكون في زمن يمكن تحديده . في وقت تبدو فيه البلاد بأمسّ الحاجة إلى تكاتف الجهود وتوحيد الرؤى والسعي الجاد لاتخاذ المواقف الوطنية بناءً على الأسس والمصالح العامة بعيداً عن المصالح الفئوية والحزبية الضيقة. بعض الائتلافات سرعان ما انفرطت حلقاتها كانفراط حبة السبحة ولم تكتمل بعد حتى بدأت الانسحابات ولا تعرف للمرحلة القادمة مفهومية وصورة واضحة ، اكثر الاحزاب لا زالت تعيش بكنف عباءتها السابقة وإن غيرت من خطابها المعلن كما يرى البعض. فكيف سيكون شكل القوائم الانتخابية في المرحلة المقبلة .المواطن لم تعد تعنيه نمط التحالفات أو السياسات التي سادت في المرحلة الماضية، العراق والعراقيون اليوم في حاجة إلى نمط آخر في الخطاب وفي التطبيق والكل يتحدث اليوم في الإعلام حول الرؤية الوطنية و(الكتلة العابرة للطائفية )هذه الاسطوانة التي اكل عليها الزمن وبعيدة عن الحقيقة ومصيدة للمخفلين . الصورة عند المواطن الواعي واضحة وعليه أن يدقق في سجلات الذين يتحدثون اليوم في المشاركة في الانتخابات كمرشحين ومسيرة ألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، وعليه ان يسأل ويستقصي عن سمعتهم وعن إنجازاتهم وصدقهم وخاصة من يدخل منهم جديدا في العملية الانتخابية .هناك ثمة ملاحظة يجب الانتباه اليها وهي ان الصراعات سمة عامة تنتاب العمل السياسي، فالتعارض ما بين افكار الجماعات المنتمية الى تنظيم سياسي معين، بالأخص عندما يضم التنظيم فئات مختلفة الاعمار ومختلفة التجربة، حيث يريد الشباب الاسراع في الانجاز والتغيير بينما يفضل الكبار المحافظة والحكمة، الامر الذي يخلق نوع من عدم الانسجام في العمل، فيذهب البعض منهم الى خيارات اخرى قد تضيع المسيرة السياسية وهذا ما سوف نرى ذلك في المستقبل لدى البعض من الحركات والكتل .