ابعاد زیارة رئیس اقلیم كوردستان الی فرنسا

ابعاد زیارة رئیس اقلیم كوردستان الی فرنسا

د.سامان سوراني

2021-03-31T15:43:09+00:00

في إقليم كوردستان هناك حقيقة لا يختلف عليه اثنان وهي أن السيد نيجيرفان بارزاني شخصية سياسية ودبلوماسية بالمعنی العصري من طراز رفيع، يتعامل مع الهم الكوردستاني بالعقل والحکمة وهو عنصر هادئ، باسم، إيجابي، ودود، ساهم بشکل فعال في کسر الطوق الإقليمي على شعب إقليم كوردستان بهدف خنقه وإجباره علی إلغاء نتائج الإستفتاء من أجل الإستقلال، الذي أجري في 25 أيلول 2017 وقد استطاع هو بحکم فطنته السیاسیة الخروج من تلك الأزمة، التي خلقها القوی الإقلیمیة، بأقل خسارة.

لقد لعب السيد نيجيرفان بارزاني کرئیساً للحکومة دوراً أساسياً في بناء وتعزيز قدرات المؤسسات الرسمية في الإقليم وهو الداعي دوماً إلى الحوار البناء والمثمر مع حکومة بغداد في إطار الدستور العراقي لتخفيف حدة التوتر المفتعل من قبل أطراف شيعية متحزبة لجهات خارجية، لا تريد أن تری العراق وشعبه يعيشان في استقرار ورفاهية وازدهار.

لفرنسا علاقات تاريخية مع حکومة وشعب إقليم كوردستان، حيث كانت باريس من الدول الداعمة للشعب الکوردستاني في الكثير من المحطات والمراحل الصعبة، خاصة  خلال فترة الانتفاضة الربيعية عام 1991 ضد نظام صدام و دعم منطقة الحظر الجوي على كوردستان و تحرير العراق عام 2003.

السياسة الخارجية الناجحة لرئیس إقليم کوردستان هي مصدر مهم لاكتساب تأييد ومساندة المواطنين في الإقليم، وفي الوقت نفسه یمکن استغلالها من أجل التنمية ورفع هيبة الإقليم ومكانته في المجتمع الدولي.

وهو الذي يؤکد دوما في لقاءاته و خطبه علی تسليط الضوء علی الإمکانية الواقعية للشراكة الحقيقية في العراق وانعكاساتها على الاستقرار والسلام والتنمية بعيدا عن  سياسات القمع والإقصاء والتهميش، بغية تطور الحقوق‏ والحريات التي يمكن لها توسيع وزيادة المضامين القيمية للمواطنة‏.

رئیس جمهورية فرنسا يتعامل اليوم مع رئیس اقلیم كوردستان کالصديق المقرّب، فالزيارة الأخيرة لرئیس الاقلیم نیجيرفان بارزاني إلى قصر الإليزيه بباريس کانت بدعوة شخصية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حیث تم البحث حول سبل تنمية علاقات إقليم كردستان مع فرنسا والأوضاع في العراق والإقليم والمنطقة بصورة عامة ووباء كوفيد 19 وتداعياته، ومخاطر الإرهاب ومهام التحالف الدولي، فضلاً عن أهمية تعاون ومشاركة جميع الأطراف في مواجهة داعش، إضافة إلى جانب مجموعة مسائل أخرى مثل ملف غرب كوردستان التي تحظى باهتمام الجانبين.

زيارة رئیس اقلیم الی فرنسا لها أبعاد سياسية وأمنية بامتياز، لکن لایمکن تجاهل البعد التاريخي و كذلك البعد الإقتصادي والتجاري للزيارة. ففرنسا تدرك مدى أهمية و دور إقليم كوردستان اليوم في تعزيز المصالحة والاستقرار في العراق و المنطقة.

إذن المنطقة والعراق بالذات، کما أكد علیه الرئیسان خلال لقائهما، بحاجة ماسة إلى إعادة الاستقرار السياسي والأمني.

حکومة إقليم كوردستان أثبتت للرأي العام العراقي والدولي من خلال جهودها المستمرة في الحوار و التفاوض في سبيل الوصول إلى حل دائم مبني علی الدستور مع حکومة بغداد في جميع القضايا العالقة بینهما، بأنها لیست سبب ولادة الجمود والتراجع أو اضمحلال مشروع العراق الإتحادي الفدرالي، فبفضل قيادتها الحکيمة تعتبر الإرادة في التعاون، حتى مع الدول الأخرى الجوار، من ضروريات المرحلة، بشرط أن يصب هذا التعاون وهذا العمل المشترك في مصلحة الجميع، لحفظ کرامة الشعب و صون سيادة البلد.

ختاما نقول: "هناك شيئان يفعلهما العظماء دائماً، وهو أنهم يُقررون ما يُريدون ثمّ يفعلوا ما يرُيدون، لأنهم يُدركون أهمية حياتهم على كوكب الأرض وأنّ لديهم رسالة خالدة لإسعاد أنفسهم والبشرية كلّها."

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon