اِستدعاءاتٌ أم حُقبَةٌ جديدةٌ من العلاقاتِ

اِستدعاءاتٌ أم حُقبَةٌ جديدةٌ من العلاقاتِ

شوان زنكَنة

2021-03-01T08:39:25+00:00

* استدعت وزارة الخارجية التركية، الأحد 28/2/2021، السفير الإيراني في أنقرة محمد فرازمند، على خلفية تصريح لسفير طهران في بغداد اتهم فيه تركيا بانتهاك سيادة العراق.

* استدعت وزارة الخارجية الإيرانية سفير أنقرة لدى طهران اليوم الأحد 28/2/2021 على خلفية تصريحات لوزير الداخلية التركي سليمان صويلو، حول انتشار منظمة “بي كا كا” الإرهابية في الأراضي الإيرانية.

تسعى تركيا، جاهدةً إلى إنهاء الوجود العسكري لحزب العمال الكردستاني، داخلَ أراضيها، وفي إقليم كردستان أيضًا، وبالتحديد في سنجار وقنديل، ولتحقيق هذا الهدف، وقّعَتْ تركيا وإيران إتفاقية تعاون وتنسيق ضدّ الإرهاب، وكانت تركيا تأمل من إيران إتخاذَ الموقف نفسه معها ضدّ العدو المشترك لهما، إلّا أن إيران طيلةَ السنوات الماضية كانت تراوغُ مع تركيا في مسألة إنهاء الوجود العسكري لحزب العمال الكردستاني في قنديل، وفي سنجار لاحقًا، لحاجتها الى هذا الحزب وجناحه المسلح، لتأمين حدودها الشمالية الغربية، ولفتح ممرٍّ آمنٍ بين إيران وسوريا، عبر مناطق سيطرة هذا التنظيم المسلّح.

ويبدو أن صبرَ تركيا قد نَفدَ، خاصةً، وأنها تسعى إلى إنهاء هذا الوجود العسكري، قبل أن تتمكّن أمريكا من اِستخدامه ضدّها، في حالِ تعثّر التفاهماتِ بينهما.

إصرارُ تركيا على إنهاء الوجود العسكري لحزب العمال الكردستاني في قنديل وسنجار، وإصرار إيران على حمايته، أجّجَ الصراعَ بينهما، وسوف توقِدُ كلٌّ من أمريكا وفرنسا النّار تحته ليلتهبَ أكثر، ولكي لا يُحسَمَ لصالح أيّ طرف منهما.. وذلك لتحقيق التوازنِ المطلوب بين القوى الأقليمية في بؤر الصراع، وكما يُريدُه تيارُ العولمة االذي يقودُ أمريكا وأوربا اليوم، وضمن مشروعه، "صراع الحضارات".

سنرى تفاقمَ هذا الصراع في المستقبل، بشكل أوضحَ، ولكنّه لن يرتقيَ إلى حالة مواجهةٍ عسكرية بين البلدين، وإنما ستَستخدمه أمريكا ضمن وسائل الحرب الهجينة التي ستمارسها ضد ايران في الفترة القادمة، وذلك لإجبارها كي تجلسَ على طاولة المفاوضات.

والسؤالُ هنا: لماذا تُصِرُّ إيران على حماية ودعم هذا التنطيم المسلح؟.. والجوابُ واضحٌ، فإضافةً إلى ما ذكرناه من أسباب أعلاه، فإن إيران تستخدمُ عناصر هذا التنظيم في زعزعة الأمن في إقليم كردستان وتقسيمه، وإضعاف حكومته، أو حتى إسقاطها من جهة، وتستخدمهم لضرب المصالح التركية، وحتّى الأمريكية، في الأقليم من جهة أخرى، وذلك لأنها تعتبرُ هذه القوى الثلاث، اقليم كردستان، أمريكا، وتركيا، حجرَ عثْرَة أمام مشروعها التوسُّعِيّ في المنطقة، لذلك فتَصوُّرُ تخّلِّي إيران عن هذا التنطيم عبثٌ وسرابٌ.

في خِضَمِّ هذا الصراع، والدورِ الأمريكي بقيادة بايدن في المنطقة، ستَسنَح الفرصةُ أمام أكراد العراق في أن يُثَبِّتوا قدَمًا لهم من نتائجه ، إذا ما عزَّزوا من جبهتهم الداخلية، وشكّلوا وحدة وطنية، وإلّا فإن اِحتمالَ حرقهم بأوراق الصراع هذه واردٌ جدًّا.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon