نقد على حفل تكريم المبدعين في مجال اللغة والأدب الكوردي
أنظر بعينين أولا وأخيرا، لا تخش إبليس
*الدكتور حبيب الله بخشودة/ نظمت جامعة كوردستان (في مدينة سنندج في محافظة كوردستان بإيران) برنامجاً بعنوان "تكريم مبدعي اللغة والأدب الكوردي" في إيران، شارك فيه عدد من الأدباء والشعراء والناشرين في جامعة كوردستان. وتم الاحتفال بمحافظات كوردستان وكرمنشاه وإيلام وأذربيجان الغربية. إن روحية التمجيد وتكريم نشطاء اللغة والأدب الكوردي أمر مبارك وهام كمبادئ اجتماعية عملية ويمكن أن يكون حافزًا لنشطاء اللغة والأدب الكوردي.
إلا أن التوضيحات غير الكاملة والملتبسة لرئيس معهد أبحاث كوردستان تقوض دقة تصرفاته ودقة أقواله، وليس من السيء أن نشير إلى النقاط التالية لتوضيح وانتقاد هذا المهرجان المزعوم.
وذكر أنه أقيمت مراسم تكريم أسماء اللغة والأدب الكوردي في 13 محوراً رئيسياً، وقام خمسة عشر محكما محلياً وأجنبياً بمراجعة السير الذاتية للأسماء المزعومة.
أولاً: معايير مقدمي هذا البرنامج في التعرف على الترشيحات لم تكن سيئة، ومعايير الاختيار تم تعريفها للجمهور بشكل ملموس وعلمي ودقيق، وتم التأكيد بقوة على محاور مؤتمر الإعلان العام أن يمكن لجميع الناس استخدام حقوقهم وتم نفض غبار التمييز والنظرة الاحادية.
ثانيا: السؤال هو كيف تم الحصول على السير الذاتية للأشخاص؟ ويمكن شم الرائحة الكريهة لكلمات المنظمين من على بعد مئات الكيلومترات. وقد تم إهمال السير الذاتية لعدة مئات من الكتاب والشعراء والنقاد الكورد، وهذا ظلم كبير وواضح لجميع أولئك الذين يناضلون من أجل اللغة والأدب الكوردي، مع الاشارة الى انه تم توجيه نظرة عادلة وشاملة وتمت إزالة الشكوك من خلال كلام أصدقاء جامعة كوردستان.
ثالثًا، في تنظيم مثل هذه البرامج، من الضروري أن تكون الدعوة عامة حتى يتمكن الجميع من المشاركة بفرص متساوية لإرسال أعمالهم. إن الافتقار إلى الشفافية في تقديم ما يسمى بالحكام الداخليين والخارجيين يمكن أن يزيد من التشكيك في كلام منظميها.
في كل مجموعة، المعيار هو تكريم الأعمال العظيمة للكتاب، وليس، كما نقول نحن الايلاميين، "معيار الگوتره= او كيفما اتفق" أو، كما يقول الكرمنشاهيون، "معيار القبان".
ومن المتوقع أنه حيثما يحمل برنامج التكريم اسم جامعة ويحمل تسمية معهد بحثي، فإن الأحكام يجب أن تكون مدروسة وعلمية وشفافة.
ومن العيوب الواضحة الاخرى في هذا البرنامج هو عدم الدقة في اختيار المحافظات التي يسكنها الكورد وعدم تضمينها كلها. عنوان هذا البرنامج هو تكريم "مبدعي اللغة والأدب الكوردي"، لذلك كان من المتوقع أن يكون هذا البرنامج كذلك أن تكون وشاملة وموسعة.
لماذا يقتصر حفل تكريم المبدعين الكورد على أربع محافظات في إيران؟ عندما يكون مؤتمراً يحمل على جبهته عنوان "تكريم مبدعي اللغة والأدب الكوردي"، فإنه ينبغي أن يكون قادراً على جمع كل المبدعين من بين المتحدثين بالكوردية في البلاد. ماذا يحدث لحصة محافظة لورستان والمبدعين من الكورد الكرمانج و... في المحافظات الشمالية والشرقية من إيران؟ ألا يوجد أدباء وشعراء وناشرون للغة والأدب الكوردي في هذه المحافظات؟
في مجال الأدب والفن، على حد تعبير نجم الدين الرازي، فإن "النظر بعين واحدة" محكوم عليه بالفشل.
* الدكتور حبيب الله بخشودة: أحد أبرز شعراء اللغة الكوردية باللهجة الفيلية الايلامية وأكثرهم تأثيراً ومحوراً في العقود الثلاثة الماضية، وله مؤلفات قيمة بهذه اللهجة المشهورة على وجه الخصوص وبشكل عام. يشغل الدكتور بخشودة حاليًا منصب سكرتير أمانة اللغة والأدب الكوردي الإيلامي. وبالإضافة إلى شهرته بالانفتاح والشفافية، فهو أيضا ناقد حديث وجاد
ترجمة: وكالة شفق نيوز