مستقبل اللهجة الكوردية الجنوبية يقلقني

مستقبل اللهجة الكوردية الجنوبية يقلقني
2015-05-14T15:25:53+00:00

رضا موزوني/ ذهبت مع ولدي لاحد الاسواق لأقتني له لعبة اطفال، وصلت الى بائع اللعب، اشر ولدي باصبعه وبفرح كبير على احد الالعاب، كالعادة سألت صاحب المحل بالكوردية عن سعرها، ولكن على عكس ماتوقعت، تكلم الرجل بغضب وعصبية وقال بااستهزاء :يارجل انك الان في المدينة ولست في الريف كي تتكلم الكوردية.

قلت لماذا؟ الست من اهل هذه المدينة ياعزيزي؟

قال: نعم انا كرمانشاهي، ولكن لحسن الحظ لايمكنني التكلم بالكوردية! واستمر بالكلام: انك تحاول ان تروج اللهجة الريفية في هذه المدينة المظلومة! واضاف: نحن فرس وانتم الريفيون كوردا.

اردت ان اسأله عن مدى معرفته بتأريخ هذه المدينة القديمة!! ولكنني شعرت انه لا يريد ان يسمعني.

في تلك الاثناء كان ولدي ينظر الى البائع بشكل مذهل وملفت (لانه توقع ان يتعامل البائع مع والده كما يتعامل الاخرون معه بحب ومودة) حيث قال بمرارة: لنذهب يا ابي، لا اريد ان اشتري اللعبة، لا اريد ان اشتري من هذا الرجل. لكنه كان يعشقها، رغم ذلك اقتنينا اللعبة وعدنا الى البيت.

ولدي كان يسألني باستمرار عن سبب تعامل بائع اللعب معي بهذه الطريقة المهينة؟ لم يكن لدي جواب على سؤاله! اخترت الصمت امامه في تلك اللحظات.

مرِ حوالي سنة على تلك القصة، كان الوقت يقترب من المغرب، كنت مارا بشارع نوبهار، ناداني رجل من داخل محل لبيع الفواكه، وقفت، جائني بلهفة وحضنني وقبلني بشغف كبير، نظرت اليه، لم اعرفه، قلت مع نفسي ربما هو احد المعجبين بالبرامج الكوردية.

قال بلهجته الكلهورية: الاتعرفني؟ انا بائع لعب الاطفال المتهور الاهوج في شارع نوبهار، منذ سنة بعت محلي وهاجرت الى محافظة اخرى (اتصورقال مدينة كرج) ومن هناك كنت اتابع برنامج كرمانشاه عبر التلفاز، ولكن للاسف انت غائب! استمر بالكلام :تصرفت معكم بطريقة غير لائقة العام الماضي.

في هذه الاثناء كنت استعيد ذاكرتي رويدا رويدا بشأن الطريقة التي عاملني بها، قلت له الم يكن بامكانك التكلم بالكوردية؟

قال: بامكاني بامكاني، استمر في الكلام وقال: انا قلق جدا على اللغة الكوردية وسئم للطريقة التي عاملتك بها ولصبرك؟

قلت: اخي العزيز الكورد دائما صبورون ومظلومون.

قبلني ثانية وقال: مشتاق جدا لحزوراتك الجميلة، والان ارجو ان تسامحني، قبلته و شديت على يديه.

عندما وصلت للبيت قلت لأبني: لو تدري مع من التقيت اليوم في شارع نوبهار؟ قال دون تردد :اكيد بائع الالعاب، هل تشاجر معك ثانية؟ قلت كلا وسردت له القصة.

ربما تتكرر تلك القصة لمن يهتمون بالثقافة والادب الكوردي.

ترجمة شفق نيوز- ج ك

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon