"مام جلال فيليا"

"مام جلال فيليا"
2017-02-22T14:26:00+00:00

شفق نيوز/ في الحديث عن تاريخ الشعب الكوردي، اذا تجردنا من الهيمنة المناطقية والمصالح الحزبية والنظرة الطائفية ونجعل معيارنا التوجه القومي فقط كايديولوجيا خاصة بالانسان الكوردي، يسعفنا في هذ الاتجاه ما ذهب اليه الاستاذ يد الله كريم الفيلي الذي يعد بعد الجيل المؤسس للحزب الديمقراطي الكوردستاني من جيل الاوائل، فيقول لشفق نيوز: الى حين عودة بارزاني الخالد عام 1958 كان الثقل الاكبر للديمقراطي في بغداد، وكان الحراك السياسي الكوردي الحقيقي في بغداد، ومعظم التنظيمات والحركات في هذه المدينة؛ وطبيعي ان يكون للكورد الفيليين دور رئيس من عدة اوجه؛ الاول: كونهم كانوا الاكثر في بغداد وكان معظم جماهير التنظيمات الحزبية منهم وكان باقي الكورد المتواجدين في بغداد من الطلبة الدارسين والموظفين والفئات الاخرى، الذين تحولوا في فترة مقبلة لقامات الثورة، اقل بكثير من الكورد الفيليين.
الثاني: عندما وقع الخلاف داخل جناحي ابراهيم احمد وهمزة عبد الله، حافظ الكورد الفيليون على بناء الحزب ولم يسمحوا ان يصل الى مهاو اسوء؛ فحافظوا على الامانة لحين وصول رئيسه اي الملا مصطفى بارزاني الذي عاد الى العراق عام 1958.
الثالث: من الناحية المالية لم يكن للحزب مصاريف كثيرة ولم تكن له واردات كبيرة ايضا، لكن وبالرغم من ذلك كان يعتمد ماليا على المساعدات والتبرعات التي كانت تجمع في بغداد، ومن الواضح ان مصدر تلك المساعدات معظمه من الكورد الفيليين الذين كانت لهم اليد الطولى ونظرتهم الجديدة وحسهم القومي في التجارة والامور السياسية والاجتماعية وسخروا كل امكاناتهم لخدمة الثورة.
ويقول الاستاذ يد الله كريم الذي شغل لسنوات طويلة منصب مسؤول تنظيمات الحزب في بغداد: قبل عودة بارزاني كان الديمقراطي يمارس السياسة ولكن لم يكن له مكتب سياسي، اي انه وبسبب المشكلات الداخلية لم يكن نشيطا، ولكن بعد عودة بارزاني وانعقاد المؤتمر الرابع عام 1959 شهدت طبيعة عمل الحزب تقدما ملحوظا واصبح يملك لجنة مركزية من دون ان يهمش الكورد الفيليين، بل كانت لهم حصة الاسد، واصبح كل من حبيب محمد كريم وزكية اسماعيل حقي ويد الله كريم وعبد الحسين الفيلي اعضاء اللجنة المركزية، هذا عدا اللجان المحلية انطلاقا من بغداد الى البصرة اقصى الجنوب، وكان المسؤولون عنها جلهم من الكورد الفيليين.
ويضيف الاستاذ يد الله كريم: من يعلم ان في بداية خمسينيات القرن الماضي وعندما كان الرئيس بارزاني في روسيا وكان نائباه الشيخ لطيف الشيخ محمود وكاكه زياد كويي في السليمانية وكويسنجق، كان كل ما يتعلق بالحديث عما تريده الحركة الكورد والتنظيمات الكوردية ومركز القرار السياسي الكوردي المتمثل حينها بالحزب الديمقراطي الكوردستاني، متمركزا في بغداد، وكانت جميع اعمال وشؤون الحزب يديرها الدكتور جعفر محمد كريم، ولكن هذه الحقيقة بقيت لحد الان مخفية.
كما يقول الاستاذ يد الله كريم: قليلون يعرفون انه في عام 1956 عندما كان مام جلال قد سافر الى وارشو ممثلا لاتحاد الشبيبة الكوردستاني ومن هناك ذهب للقاء بارزاني في روسيا بجواز كوردي فيلي باسم محمد حجي موسى، حتى ان جميع مستلزماته من الالبسة ومصاريف السفر تكفل بها الكورد الفيليون، لان الحزب كان فقيرا ومعدما، ولكن مكانته كانت رفيعة ومحبوبة جدا وسط الكورد الفيليين.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon