لنجعل كل يوم يوما للثقافة الكوردية الفيلية في بيوتنا
2015-10-07T14:50:14+00:00
ما هي الثقافة؟
الثقافة هي كل "الأشياء" التي يتعلمها الانسان كعضو في مجتمع. يشمل هذا "الكل" اللغة والمعرفة والمعتقدات والطقوس والأخلاق والعادات والتقاليد والأعراف والخرافات والروايات التاريخية والحكايات الخرافية والقصص الشعبية والمؤهلات والقابليات التي يكتسبها الانسان كعضو في المجتمع او الجماعة. وهذا "الكل" الشامل يحدد خصوصيات شخصية الانسان وهويته.
إضافة الى ثقافة كل مجموعة بشرية هناك ثقافة إنسانية عامة تشمل المسلمات الثقافية لكل البشر وهي أنماط السلوك المشتركة التي يتعلمها جميع البشر بغض النظر عن الثقافة الخاصة بمجموعته البشرية، مثل استعمال اللغة كوسيلة للتواصل، وتقسيم البشر على أساس العمر والمهن والجنس (ذكر وانثى)، والزواج والنسل (الأطفال) كوسيلة لاستمرارية المجموعة البشرية، والمعتقدات والطقوس الدينية، ودفن الموتى بطقوس معينة واستذكارهم في مناسبات معينة.
الثقافة هي وسيلة أساسية من وسائل البقاء للمجموعات البشرية رغم انها تتطور وتتغير باستمرار وتتفاعل مع الثقافات الأخرى، خاصة المجاورة.
اهم ركيزة من ركائز الثقافة هي اللغة التي تنطق بها المجموعة البشرية، إضافة الى كتابة هذه اللغة. كل اللغات نطقية ولكن ليس كلها كتابية او مكتوبة. فهناك لغات ليس لها كتابة او أحرف.
أهمية الثقافة واللغة لبقاء واستمرارية المجموعات البشرية
اللغة هي، كما قلنا سابقا، هي أساس ثقافة كل مجموعة بشرية واهم مقومات هويتها. اللغة هي من بين أولى الأمور التي يتعلمها الأطفال في بيوتهم حين يبدئون بالنطق. وللام بالدرجة الأولى الدور الحاسم والمسؤولية الأكبر في عملية تعليم اطفالها لأنها معهم أطول الأوقات في السنوات الأولى من اعمارهم. لذا يقال "زوان داڵگ"، "لغة الام"، "modersmål"، "mother tongue" ... الخ في معظم، إن لم يكن في كل، اللغات. لذا من المهم جدا ان نجعل كل يوم يوما للثقافة الكوردية الفيلية في بيوتنا.
الثقافة الكوردية الفيلية
الثقافة الكوردية الفيلية ثقافة منفتحة ومتفتحة تتأثر بالثقافات الأخرى، خاصة "المجاورة" وتؤثر فيها.
الثقافة الكوردية الفيلية ثقافة حية وحيوية (ديناميكية) تتطور باستمرار وتتفاعل مع الثقافات الأخرى في الوطن وفي الشتات (المهجر) عن وعي أحيانا وعن لا وعي وارادة أحيانا أخرى. الثقافة الكوردية الفيلية ثقافة بعيدة عن التشنج والتطرف والتعصب.
الاثار السلبية التي تركها التهجير والابعاد القسري والتشتيت
تركت ويلات ومآسي ومعاناة التهجير والابعاد القسري والتشتيت وفقدان فلذات الاكباد من الشبيبة المحجوزين المغيبين وسلب الممتلكات ومصادرة الوثائق تركت آثارها على الثقافة الكوردية الفيلية. نذكر بعضها كأمثلة فقط. ففي حين انهم متسامحين مع "الغير" نراهم متشددين وصارمين مع بعضهم البعض. وبدل "المقاومة" و"المواجهة" التي كانوا يتصفون بها، نراهم اليوم وقد طغت على الكثيرين منهم ظاهرة الاحباط والقنوع والاستسلام للأمر الواقع الى درجة انهم لا يهتمون حتى بالدفاع عن حقوقهم المسلوبة (أمكن جمع اقل من 800 توقيع فقط لتقديم طلب الى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى للبحث عن مصير شبيبتنا المحجوزين المغيبين الـ 20,000 (حسب تصريحات رئيس وزراء العراق السابق) وبين 5000 و15000 (حسب تقديرات فردية من جهات أخرى). وتحولت "ديناميكيتيهم" التي عرفوا بها الى "ركود". وضعفت عند الكثيرين منهم "الروح الجماعية" وغلبت عليهم "الروح الفردية" وزادت عندهم "الانانية"، بعكس آبائنا واجدادنا (الذين بنوا المدارس الفيلية مثلا بعمل جماعي وبنكران ذات رغم انهم لم تتوفر لديهم الإمكانيات آنذاك والمتوفرة لنا الان).
.
الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي