في الذكرى السنوية لشهداء الفيليين .. فلنهجر السكوت
سندس ميرزا/ مصطلح السياسية فيه تناقضات كبيرة يبدأ بالعدالة ويستمر الى حد الاجبار على طاعة السلطان ويذهب الى ابعد من ذلك ليتجرد من معاني الرحمة مثلما تعامل صدام مع شعبنا وشريحتنا، وفي الوقت الحاضر لا نعلم ان سياسة الاقصاء والتهميش التي نتعرض له تحت أي مسمى تدرج، نحن الفيليون وفي كل عام نستجمع على عدد الأيام والشهور الكلمات ونصوم عن الكلام لكي ننهي ذلك كله بيوم ذكرى شهدائنا الذي نهجر فيه السكوت ومع ذلك نبقى حائرين من اين نبدأ الحديث وهل الخوف يوقفنا ام نحن على الطريق الخطأ سائرون؟
يقولون البساطة نتيجتها في النهاية الخسارة، فلماذا قبلنا البساطة؟ نحن الفيليين كل مرة نبني ونعمر وماذا كانت النتيجة، في حين ان الاخرين يهدمون ما شيد، فوضى الحياة في هذا البلاد علمتنا الجري والقيود التي لفت حول ارجلنا هي من اوقفتنا، فكثير من الاحزان بقيت الى ان اشعلت رؤوسنا شيباً، ونحن في صورة حياتنا نخفي قدر الامكان في قلوبنا الحزن غير ان الابتسامة التي ترسم احياناً على محيانا تفضحنا وتعبر عن الهموم.
ابرحنا كالطفل ببياض ونصاعة قلبه، تفكيره ولبسه ضحكاته البسيطة، يسقط ببساطة، فينكسر وببساطة يمضي، وكل همومنا نبوح بها لأي شخص، وندفنها في بشاشة نصطنعها، لكي يتصور الجميع ان لا آلام ولا مشكلات متبقية لدينا.
وفي هذه السنة نكتب في مناسبة حزننا ومصيرها ان تمر مرور الكرام مثل باقي السنين الماضية، لكن هذه السنة مع كل مرارة لابد ان نعترف ونقول نشكركم عما يصدر منكم وما لا يصدر من بيانات استذكارية، فانتم من علمتموننا الا نستعين باحد، فنحن لسنا من هؤلاء الاشخاص الذين يدعون بصوت عال، ولن تصل ايديهم الى النجوم.
نحن الكورد الفيليون بعد ظلم ومشقة والوحدة والتهجير نمّد أيدينا الى الله بصمت وبلا همس الدعاء، لان قبلها دعونا لأنفسنا ان نهدأ ونأمن لكن الطوفان اجتاحنا، واليوم نريد فقط ان نحافظ على امننا والذي يتمثل بأن نكون هادئين، حتى يهدأ ذلك الطوفان، دعونا ان نصبر الى حد ان تضمحل الغيوم السوداء ويظهر نور الشمس، دعونا هكذا فليلنا يزوره القمر، فلا نريد للظلم والكراهية ان يغرقا الطريق وتزاحمه.
هذه الذكرى الـ36 لأبادة الكورد الفيليين، أولا ذكرى لاحيائنا وليست ذكرى امواتنا لأننا في كل وقت نحن من يتلقف الموت، فدعوا اليوم نعيشه، وهو ذكرى الشهداء والمغيبين، ونأتي ونكتب ونعلق فيه، فنلاحظ الى اي درجة يهمشوننا وينكرون علينا ويصرفوننا، فالندعهم يثملون لأبعد درجة بغرورهم وكبريائهم ويتجردون من الرحمة.