شهر نيسان وعزاء 41 سنة

شهر نيسان وعزاء 41  سنة
2021-05-06T05:12:42+00:00

علي حسين فيلي/ أيام وأشهر السنة لا تكتسب القدسية او الشؤم ذاتيا، لان المناسبات هي التي تحدد ملامح السعادة او التعاسة، فإذا كانت 21 دولة في العالم تعد التخلي عن الدين الرسمي لها جريمة و12 منها تعاقب عليه بالإعدام، فان في العراق ليست لجريمة الصهر القومي والاجبار على إنكار القومية أية عقوبة! إن سوق اقتراف الجريمة ليس رسميا ولا علنيا ولكن الجرائم العظمى كثيرة. وكثيرون اولئك الذين يقتلون الابرياء تحت اي عنوان او مسوغ غير مشروع.

إن جريمة الابادة الجماعية (الجينوسايد) لم تُقترف ضد الفيليين في شهر نيسان فقط. فمنذ سنوات طويلة اصبح العراقيون اصحاب ملايين النازحين واللاجئين والمشردين، مئات الالوف من الضحايا والقرارات مستمرة السياسية منها والقومية والدينية ، 18 سنة والكورد الفيليون يطالبون بحقوقهم من الحكومات المتعاقبة على حكم العراق؛ والسلطة بحاجة الى وقت طويل لتطهير البلاد من جرائم النظام البعثي السابق والتي وحدها بحاجة الى ان تبدل المعتقلين والمغيبين والمهجرين الأحياء الذي لا حد لحسابهم ليحلوا محل الأموات المغيبين.

اضطرارا وحقيقة، ان احياء ذكرى الابادة الجماعية للفيليين، داخل سلطة سياسية لعشيرة من (العرب السنة) تدين حكام العراق السابقين بقتل الكورد الفيليين، يمثل حدثا تاريخيا، وعندما تكون الآمال المحروقة والقرارات والقوانين الفريدة لا تسمح بتحديد يوم للضحايا وهناك شكوك بأن سلطة باسم (الشيعة) تريد فقط (الفيليون الذين يقولون بأنهم عرب) وهذا حديث اليوم، ليت العراقيين كانوا احرارا في تغيير معتقداتهم السياسية، وأن يختاروا المذهب الأقرب إلى قلوبهم، من دون أن ينكروا هويتهم القومية.

لم تستمر أية كارثة في الشرق الاوسط مثلما استمرت كارثة قتل الكورد.. لماذا؟! عندما، لا يبدي الناجون من الابادة الجماعية الاستعداد للعودة الى عهود المجازر الشوفينية ولا يريدون ان يكونوا مواطنين بلا عنوان في هذه البلاد، يظهر بأن التعريب مستمر، والكارثة لم تنتهِ. وبعد 18 سنة، يخشى شخص أن ينادوه بالكوردي. ليس كالأمس بالقتل والضرب ، ولكن الخشية بشكلها الحالي تدفعه لان يختار بنفسه (الانتحار والانكار القومي).

وكوارث القومية الكوردية ومكونات خارج كوردستان كثيرة. والريح السوداء للوضع السياسي ومزاج السلطة في بغداد، لم تسمح هذه السنة ايضا ان يوجه الكثير من القادة الحكوميين والسياسيين رسالة بهذه المناسبة. على الرغم من أن فيروس كورونا أصبح، منذ أكثر من سنتين، عذرا لعدم التجمع. والكورونا السياسية القومية، بعثرت الكثير من المكونات الكوردية خارج وداخل كوردستان، وما يتمتم به حاملو مشاعل الدين والمذهب من الكورد، اقتلع اسس تكوين الأمة واصبح الصمت عارا كورديا، يغطي دائما الملامح الشاحبة لذكرى جميع الابادات الجماعية.

هذه السنة ظهر أن الإنسان الذي لا سند له في العراق سيتعرض مجددا للابادة الجماعية، يقتلونهم غيضا ويهجرونهم بجهالة. في عهود طويلة كان الكورد الفيليون مواطنين في هذا البلد لا غرباء، عملوا بإخلاص وتصرفوا بعقلانية وعاشوا كعشاق الى ان حطموا الصندوق الزجاجي (جامخانة) قلوبهم بحجارة الحقد. اخلاصهم لتاريخ هذا البلد أصبح هراوة اهال الشوفينيون بها على أمّ رؤوسهم.

السائد عرفا في العراق يقول: ان شهداء الكورد الفيليين الذين لا شواهد لهم هم أول من سيدخل الجنة ! ولا احد يقول إلى أين يساق أحياء هذا الشعب الذي لا كيان له؟!

المجد والعلو للذكرى 41 سنة لشهداء الانسانية.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon