شُتر مورغ (النعامه)
ضياء كريم/ النعامة كما تعلمون من فصيلة الطيور, ولكنها لكبر حجمها وثقلها يصعب عليها الطيران, ولطبيعة وشكل هذا المخلوق, في ايران وفي اللغة الفارسية يطلقون عليه تسمية( شُتر مرغ) في لغتهم وترجمتها حرفيا (الجمل الطائر), وذلك لحجم هذا المخلوق الغريب وطول رقبته والذي قد يشبه رقبة البعير بالاضافة لامتلاكه الاجنحة ايضا, من هنا بالتاكيد جاءت التسمية بناءً على شكل هذا الحيوان .
الايرانيون في تراثهم لهم حكايات واساطير معبرة ولا تخلو احيانا من السخرية, اخترت هنا حكاية النعامة, حيث يُقال بأن هذا الحيوان طلب من الله ان يستخدم اجنحته في التحليق والطيران كباقي الطيور, فلم يُستجاب لطلبه هذا كونه بعير، حزن حزنا شديدا ولكن سرعان ما ارسل طلبا اخر يطلب فيه ان يرافق القوافل ويحمل الاحمال في رحلاتهم الى اماكن مختلفة، ايضا طلبه هذا لم يتم الموافقة عليه بحجة انه من فصيلة الطيور ولا يمكن للطائر ان يحمل البضائع.
الشعب العراقي استبشر خيرا حين تم اسقاط النظام الدكتاتوري الفاشي والشوفيني, والذي حرم غالبية الشعب العراقي من ابسط الحقوق, خاصة الاقليات العرقية والاثنية, ومن اهم تلك الاقليات هم الكورد الفيلية, والذين عانوا الامرين كونهم يختلفون مع الحاكم الشوفيني قوميا ومذهبيا وكانت المعانات مضاعفة, لذلك هم اكثر من استبشر خيرا بعد عام 2003, حيث كان من الواضح ان للكورد والشيعة سيكون لهم حصة الاسد بالحكم الجديد, وهذا ما حصل فعلا, وظن الكورد الفيلية انهم سينعمون بالجنان بالدنيا قبل الاخرة.
الذي حصل خالف كل التوقعات, حيث عندما يطالب الكوردي الفيلي بحقوقه المشروعة من المسؤول في الدولة تتم عرقلته بكل الاساليب وفي الغالب لا يستجاب, المسؤول بالتاكيد اما من المذهب الشيعي او من القومية الكوردية, الشيعي يتحجج بكوردية الفيلي وحقوقه هناك والكوردي بشيعيته ايضا وحقوقة لدى الشيعة, نعم … للاسف … شُتر مرغ.
لكن هذا المخلوق الكوردي الفيلي النقي والمثابر والذي قدم الالاف من الشهداء الابرياء, بأتحاده وبأبنائه المخلصين الاوفياء سوف يحمل كل همومه بأنفسه ويطير بها لايصالها الى ابعد الحدود, نعم الشرارة انطلقت والجميع يشهد مثابرة ابناء الكورد الفيلية المخلصين في بغداد والكوت بالتصميم على ايجاد نصب الشهيد الكوردي الفيلي رغم كل التحديات و بالاعتماد على انفسهم فقط دون غيرهم, وكذلك مثابرة المخلصين منهم بالخارج بأيصال صوتهم الى المحافل الدولية, بدءا بالاتحاد الاوروبي ومستقبلا للامم المتحده.