رثاء فيلي لنصب الكوت

رثاء فيلي لنصب الكوت
2016-10-01T14:00:53+00:00

علي حسين فيلي/ لطفا لا تسألوا عن معنى حزننا، فنحن ضحايا ارض عطشى للهدم والذبح، والحزن ليس لديه معنى وقت يسوده الآلم، وبحزننا الجديد ايضا يعتلينا السكوت وذرف الدموع، لكن هذه المرة ليست على حالنا بل عليكم. يا رب، كل محاولاتنا يوما هي التقرب اليك، واليوم هذه الدنيا التي اعطيت نقايضها بجحيمك، نعم، لان الخيارين اصبحا بسواد داكن، ولن نبالغ فسواد اللهيب افضل من هذه المملكة. يا رب، لا نريد ان نظهر الجانب السلبي وخراب دنياك، فقط انت شاهد وعاين هذا البلد وما يجري له، واذ اردت احذفنا من سجلك، لا نريد له الخراب اكثر، ونكون بندا في بلد لم يستطع اي نبي هداية سكانه. يا رب، نريد فقط ان يصبح الانسان انسانا، يا رب بعد كل ما تكالب علينا لم نرد سوى الحفاظ على نصب لشهدائنا، لكننا افقنا بيوم مغبر على حطام شاهد خاص بنا في مدينة الكوت العزيزة داخل العراق "العظيم". يا رب، كل شيء في هذا البلد اصبح عريانا، ولا نعلم بالضبط كيف نكفكف دموعنا، او نصرخ وقت الآلم، فاضعف الايمان نبكي بصمت او ننظر بدهشة ومن ثمة ننكسر فنبتسم. يارب، من هذا اليوم اكفي حب الناس علينا فوقعه مؤلم، واصرفه عنا، وأحل محله لا ابُاليتهم صوبنا فلعلها اوهن وارحم. يارب، نحن الفيليين خطأنا الكبير ان ما رحل قد رحل والمتبقي يجب ان نجرعه بغصٍ ونتأسف بصمت، والنار تستعر بداخلنا، كم انتظرنا ان نسترجع شيئا منا في بلد لا يسترجع فيه ولا يهدأ، بلد يحول الآمال الى رماد، بلد عكف حكاية عشقنا له لخراب، حجر توسمناه شاهدا والصمت يعتلي آلامنا.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon