حوار مثمر حول التهجير القسري
مؤيد عبد الستار/ تستمد قصة تسفير أحداثها من حملة التهجير القسري الذي اقترفته العصابات الصدامية عام 1980 بحق الكرد الفيليين الذين يشكلون شريحة اساسية في نسيج المجتمع العراقي في الوسط والجنوب وتمتد مناطقهم من كركوك الى خانقين - جبال حمرين - نزولا الى البصرة وغربا حتى شواطئ نهر الفرات ،يعيشون في المدن الكبيرة مثل الكوت والحي والنعمانية والعمارة والحلة وكربلاء والديوانية والناصرية والبصرة والعاصمة بغداد وديالى وفي مئات البلدات الصغيرة مثل الرفاعي والسعدية والخالص والحمزة والهندية وغيرها كثير .
كان الكرد الفيليون يمتهنون مختلف الاعمال والصناعات الخفيفة وكانت مناطق سكناهم ورش عمل للصناعات المختلفة مثل حياكة البسط والسجاد وصناعة الجلود والنجارة والحدادة واشتهر العديد منهم في امتلاك الورش الميكانيكية - التورنه - وعرفت بغداد اسطوات البناء والزخرفة من بينهم ، ولديهم باع مشهود في صناعة الاغذية والمطاعم المعروفة في العديد من المدن .
عملوا ببغداد في التجارة في سوق الشورجة ولديهم الكثير من مشاهير التجار المعروفين على مستوى العراق ،ونظرا للقوة البدنية التي عرفوا بها اشتهر العديد منهم بالالعاب الرياضية مثل المصارعة ورفع الاثقال وكمال الاجسام وكرة القدم . وبرع الكثير منهم في عالم الفن والادب والشعر امثال الشاعر الزهاوي والكاتب غائب طعمة فرمان والفنان رضا علي والموسيقار سلمان شكر والفنان نصير شمة وغيرهم كثير .
لم يكن التهجير القسري عام 1980 هو التهجير الاول بحقهم وانما جرت حملات تهجير عديدة في الستينات والسبعينات وكانت حملات ظالمة، اضافة الى حرمانهم من حقوق المواطنة باعتبارهم من التبعية الايرانية،في الوقت الذي تمتد جذورهم الى ما قبل الاسلام في بلاد الرافدين .
ولغباء الحكومات العنصرية التي حكمت العراق باساليب متخلفة بالية تبرعت بشرائح واسعة من السكان العراقيين الاصلاء الى دول اخرى ، فهجرت اليهود الى اسرائيل ، والمسيحيين الى امريكا ، والكرد الفيليين الى ايران ، وشتت شمل الصابئة الذين اضطروا الى الهجرة و ترك أعمالهم الفنية الجميلة في صياغة الفضة والذهب..وهلم جرا .
كما شنت الحكومات المختلفة في العهد الملكي وفي حكم العصابة الصدامية حملات مسعورة على الايزديين المسالمين في جبل سنجار فابادوا الالاف منهم بحجج دينية باطلة .
وتعرضت محافظات الجنوب مثل كربلاء والبصرة والعمارة والاهوار الى التنكيل والتهجير بحجج انهم من التبعية الايرانية او من الهنود كما ادعى رئيس العصابة الصدامية في مقالات بذيئة .
قصة تسفير تقتنص لقطة من تمسك المواطن المهجر بارضه وشعبه وحبيبته وهو ما دار في هذا الحوار الذي أجراه الاديب والفنان عرفان رشـيد ونشره في قناته على اليوتيوب حول قصة تسفير ، وبسبب ظروف انتشار جائحة الكورونا تم الحوار بواسطة برنامج سكايب .