تكلفة تغيير معتقدات الفيليين
علي حسين فيلي/ اصبح كل شيء في السنوات الاخيرة باسم الكورد الفيليين لا يحظى بالدعم الحكومي، فعليهم ان يبحثوا عن العلة التي اضعفت حضورهم وعن حل المشكلة والمعضلة.
شخصية فيلية في مقام مسؤول حزبي تحدث لي مؤخراً باستغراب عن نوعية من الناس ينادون باعتراض دائم عن حالة عدم المبالاة صوب الكورد الفيليين، وتجد اخرين مقابل حفنة من المال مستعدين للمساعدة ليس الا، وهذا يضعنا بدوامة اللوم، فمثلا شخصية شجاعة باسم منيرة اوميد صاحبة موقع كلكامش، ورجل من جيل الاستقامة كانور عبد الرحمن صاحب موقع صوت العراق، وهما بعد سنين من الجهود غير المكلفة للفيليين ومؤثرة في الوقت ذاته، يحصدان عتابا لا غير، والامر لا يختلف كثيرا عن شخص كهيوا زندي صاحب برنامج "وه فه يلى" – معناه بالفيلي - الذي تحصل جفاءً من الموسميين الفيليين، والقائمة لا تنتهي من المخلصين وهم مجهولو الجهود.
بلا شك في غياب حضورنا الجماعي، طغى الحضور الفردي وهو بتعداده يقارب عدد الاحزاب والكيانات، ولا لبس ان الارتباط السياسي والحزبي ليس حراما ولا مذموما على الدوام، لكن يجب الا نفرح لمجرد طرح مصطلح المستقل الذي يجر الخط على البقية ويكون "مفتاحا لكل الحلول"، في بلد- مع جل الاحترام- حتى "الجايجي" يتحصل على التعيين بالتزكية.
وفي ظاهرتي صوم السكوت الثابتة والفوضى العارمة غير المرحلية، اغلب مستقلينا بدل طرح فكرة وبرنامج عمل يبدأ بانكار الاخرين في اول خطبتهم، وبعد استحصال امتيازات شخصية يختتمونها بالتكبير، فليس الامر ببعيد عن طور الكورد الفيليين الذين اصبحوا هم الشاهد والمتهم والمحكوم.
في سنة 2016، برز حدثان على الساحة السياسية العراقية مزينة باسم الفيليين، البداية مع "استراحة محارب" للقمان فيلي سفير العراق بامريكا وهو تابع لحزب الدعوة صاحب التاريخ العريق في نضاله ضد البعث، والثاني قيام اراس حبيب فيلي بعد انتخابه رئيسا للمؤتمر الوطني الحزب المخطط لمشروع اسقاط النظام السابق، لذا المشاركة والانخراط في العملية السياسية من الممكن ان تكون اوسع مما نراه، فالمشاريع الفيلية، لا تختص بزمان او مكان محدد او شخوص فتحتاج الى امكانات ومساعدات ثابتة ودائمية، وفي هذا المجال هناك رأيان، اولهما لابد ان نشارك بابعاد الافكار الخاطئة والشاذة، والثاني فرز الوثائق والحقائق فخلافمها تنشئ معتقدات مانعة لترابط الأهداف والحضور.
وبهذه الخلاصة من الطبيعي الاصرار على الشراكة الجماعية لأي هدف تصبوا اليه شريحتنا، فكم كانت مصدرا للكثير من النضالات وحسم صراعات سياسية واجتماعية، فاساسها مبني على ميزان فهم والتزام وقوة الايثار والحضور، فمن دونها سنكون حقا غرباء، فلا ننسى في بلد الكوارث مجرد ذكر المصيبة ليس الحل.