ايلام الفيلية.. تزايد اطلاق اسماء اجنبية على المواليد الجدد ودعوات لتدخل رسمي
شفق نيوز/ ذكر تقرير صحفي ايراني ان زيادة اطلاق الأسماء غير التقليدية والغريبة للأطفال في العائلات في ايلام الفيلية أدى إلى تعريض الثقافات الأصيلة في المحافظة للخطر في السنوات الأخيرة.
وجاء في التقرير لوكالة "مهر" شبه الرسمية الايرانية الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، أن اختيار أسماء المواليد يؤدي في الماضي والحاضر، دورا مهما جدا في الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية والاجتماعية ونقلها، ويمكن أن يكون له تأثيرات واسعة النطاق على المجتمع والأجيال القادمة، لأن الأسماء معروفة باعتبارها جزءا مهما من الهوية الثقافية والتاريخية في كل مجتمع.
وايلام والمنطقة ليست استثناء من هذه القاعدة، فبسبب تأثيراتها الثقافية والتاريخية والاجتماعية واللغوية، كانت لها دائما أهمية مزدوجة وما زالت تمثل القيم الأخلاقية والدينية.
وبحسب الخبراء، فإن الأسماء الإيرانية والإسلامية، ولكونها ترتبط في كثير من الأحيان بقصص وشخصيات أسطورية وتاريخية لإيران والإسلام، لا تنقل المفاهيم والقيم الأخلاقية والدينية فحسب، بل تعزز أيضا الشعور بالانتماء إلى مجتمع وثقافة مشتركة؛ ولذلك، فإن الحفاظ على هذه الأسماء ونقلها إلى الأجيال القادمة له أهمية كبيرة ويجب أن ينتبه إليها عامة الناس في البلاد، وفقا للوكالة.
ومع ذلك، في العقود الأخيرة، شهدت انخفاضا متكررا في اختيار الأسماء الإيرانية الإسلامية وزيادة في استخدام الآباء للأسماء الأجنبية في جميع أنحاء إيران؛ وقد اتبعت محافظة إيلام هذه القاعدة لعدة سنوات بحيث احتلت المحافظة المركز الـ18 من حيث اختيار الاسماء الاجنبية، فقد أصبح الآن أكثر من 50٪ من الأطفال المولودين في المحافظة يحملون أسماء أجنبية، وخاصة التركية منها.
واشار التقرير الى ان الدراسات أثبتت أن اختيار الأسماء الأجنبية للأطفال لا يخلو من أضرار ويسبب العديد من المشاكل مثل فقدان الهوية الثقافية، وخلق الشعور بالغربة، ومشاكل في النطق والكتابة، وعدم التوافق مع الهوية الثقافية وغيرها.
استبدال الأسماء الأجنبية بدلا من الأسماء المحلية
ونقل التقرير عن الخبيرة الاجتماعية ندى نوريان قولها إن: الأسماء المحلية معروفة بأنها جزء مهم من الهوية الثقافية والتاريخية للمجتمع المحلي، وأنها تحافظ دائما على الهوية الثقافية والتاريخية وتنقلها إلى الأجيال القادمة.
وذكرت نوريان أن اختيار الأسماء المناسبة لثقافة البلد يعد من الاحتياجات الأساسية لكل منطقة، والتي للأسف لم تحظ باهتمام كبير في السنوات الأخيرة في محافظة إيلام، مضيفة أنه لفترة طويلة، شهد استخدام الأسماء المناسبة لتاريخ وثقافة البلاد انخفاضا تدريجيا ووصل إلى مرحلة يرحب فيها الآباء اليوم بالأسماء الأجنبية أكثر من الأسماء المحلية.
وأوضحت نوريان ان الدراسات أظهرت أنه من بين أسباب انحسار اختيار الأسماء المحلية، يمكن الاشارة إلى التغيرات الثقافية والاجتماعية، والتغيرات السياسية والاقتصادية، واستخدام تقاليد الحضارة الغربية، والتأثير الثقافي والاجتماعي للدول الأخرى، مما يتسبب في إضعاف الهوية الثقافية والتاريخية واختلال القيم والتقاليد المحلية.
ودعت نوريان الى وجوب زيادة استخدام الأسماء الوطنية في البلاد من خلال عقد ورش العمل والندوات، وإنتاج المحتوى التعليمي، واستخدام وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، وتكريم الأسر، وصياغة القوانين واللوائح، والدعم المالي والاستعانة بالشخصيات البارزة.
الحاجة إلى الترويج لثقافة التسمية من خلال وسائل الإعلام
ونقل التقرير عن رجل الدين الإيلامي حجة الاسلام الله نور كريمي تبار، قوله في اجتماع مع مسؤولي السجل المدني في محافظة إيلام: مع زيادة الوصول إلى وسائل الإعلام الثقافية والعالمية، أصبح استخدام الأسماء الأجنبية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك ايلام مشكلة خطيرة ومهمة ولها آثار سلبية كثيرة في المجالات الثقافية والاجتماعية والقضائية والنفسية.
وذكر أن بعض الأسماء لا تناسب ثقافتنا، مضيفا أنه على الرغم من أن أسماء مثل فاطمة وعلي وكوثر وحسن وحسين وغيرها هي أسماء إيجابية و تحمل ارثا ثقافيا لمجتمعنا، إلا أنها اليوم تستخدم بشكل أقل، وأن معظم الأسماء المستخدمة هي أسماء ليس لها جذور إيرانية وإسلامية.
وأضاف كريمي تبار أن، وجود أسماء غربية في البلاد يدل على الغزو الثقافي للأعداء، ولحل هذه المشكلة يجب توضيح الجوانب السلبية والإيجابية للأسماء للأهالي في السجل المدني أثناء التسجيل والتبليغ عبر وسائل الإعلام.
زيادة الأسماء الأجنبية في إيلام
من جهة أخرى نقل التقرير عن مدير التسجيل في الاحوال المدنية لمحافظة ايلام آيت مهديان قوله: أن استخدام الأسماء الأجنبية في بلادنا تزايد في السنوات الأخيرة، موضحا أن هذه الظاهرة تعود إلى أسباب مختلفة، منها تأثير وسائل الإعلام العالمية وتغير المواقف والأذواق لدى الجيل الجديد، وزيادة التفاعلات الدولية والعواقب السلبية مثل إضعاف الهوية الوطنية والثقافية، وانخفاض تنوع الأسماء التقليدية، وقضايا الهوية والحالة النفسية.
واورد مهديان مثالا لما ذهب إليه بالقول: في إيلام وخلال الأشهر التسعة الأولى من العام (العام الايراني يبدأ في 21 من شهر آذار)، من إجمالي 2561 اسما، كان الاسم الأكثر شيوعا بين أسماء الأولاد هو: أيهان (اسم تركي) 115 حالة، شاهان 87 حالة، حسين 66 حالة، هامين 59 حالة، علي. 58 حالة، أمير علي 55 حالة، أمير حسين 42 حالة ثم أبو الفضل. ومن بين أسماء البنات، كانت أسماء ماهلين (اسم تركي)، وبناه، ورستا، وأفين، ونيلا هي الأكثر شيوعا.
ولفت مهديان الى ان مكتب السجل المدني لمحافظة إيلام يحاول منع زيادة الأسماء الأجنبية من خلال تقديم المشورة للمتقدمين واقتراح أسماء مناسبة للثقافة الإسلامية الإيرانية. لكن هذه مناقشة شاملة وتتطلب تعاون الجمهور العام والهيئات التنفيذية الأخرى، بما في ذلك وسائل الإعلام.
وخلص التقرير الى إن اختيار الأسماء المحلية للأطفال يلعب دورا مهما جدا في الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية والاجتماعية وتعزيزها؛ لذلك يجب أن يأخذ اختيار الأسماء بعين الاعتبار من قبل الوالدين والمجتمع.
ترجمة : وكالة شفق نيوز