الكورد الفيلية.. ثقافة الابتزاز والقوانين الجائرة

الكورد الفيلية.. ثقافة الابتزاز والقوانين الجائرة
2016-06-18T18:41:22+00:00

عبدالوهاب عابد/ في مثل هذه الايام وقبل خمسه وثلاثون عاما اجتاح جلاوزه البعث الصدامي في ظلام ليل بارد بيوت العراقين الامنه من الكورد الفيليه في بغداد, وبقيه المحافظات العراقيه الاخرى, لا لذنب ارتكبوه سوى لكونهم جزء حقيقي من الحركه الوطنيه العراقيه وبعقليه حزب البعث العنصري الفاشي كونهم كوردا وشيعه, والحقيقه كان انتقاما لمواقفهم الوطنيه والقوميه تجاه شعبهم بالاخص موقفهم البطولي ازاء رده شباط عام 1963 المشؤوم وجرائمه اللاانسانيه والتي كان ضحاياه الالاف من ابناء شعبنا العراقي ورموزه الوطنيه والعلميه , اضافه الى موقفهم البطولي من الحركه الكرديه في ايلول عام 1961 وموقف التأيد لبيان الحادي عشر من اذار بتلك المظاهرات العارمه في بغداد وبقيه المحافظات العراقيه وانضمام العشرات من الشباب الى الحركه الكرديه انذاك اضافه الا انهم يمثلون شريحه كبيره من الكورد في بغداد ولهم تاثير كبير في الجانب الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لذا كانوا من الشريحه الاولى التي انفلت من الشعب الكوردي وبدأ البعث المقبور قبل ان يحقق اولى بنود اتفاقيه آذار بسلسله من الاغتيالات لقاده الحركه الكرديه ومن ثم تهجير العشرات من الكورد الفيليه باعذارباليه بعد الاتفاقيه مباشره الى ايران في عهد الشاه عام 1970-1971 ومن المؤسف حقا ا ن الحكومه الايرانيه في عهد الشاه انذاك قدمت كل المساعدات الممكنه للمهجرين من الكورد الفيليه واستقبالهم وفتح المدارس والكليات وايجاد العمل لابائهم في حين ان الحكومه الاسلاميه اليوم بعد التهجيرات الثانيه عام 1980-1981 وضعت العشرات من العراقيل امام شرط قبولهم كلاجئين منها عدم السماح بالعمل وعدم الاعتراف باوراقهم الثبوتيه وعدم منح الاطفال شهاده الولاده للمولودين في ايران اضافه الى عدم حقهم باكمال الدراسه الجامعيه حتى للمولودين هناك.ومازال العديد من هذه العوائل تفترش المخيمات حتى الان رغم مرور اكثر من خمسه و ثلاثون عاما على عمليه التهجير وهم في حاله من الفقر والبؤس . ان النزعه العنصريه الشوفينيه الظالمه للبعث تجاوزت كل الاطر الاخلاقيه والانسانيه عندما قامت بدعوه التجار العراقين بحجه منحهم اجازه الاستيراد احتفاء بميلاد حزب البعث المقبور في قاعه الشعب في بغداد انذاك بدا بخطاب موتورلطه ياسين رمضان بعدها تم الايعاز الى جلاوزه النظام لاخراج الكورد الفيليه من التجار من الباب الخلفي للقاعه وتسفيرهم بواسطه الباصات الى الحدود الايرانيه وتجريدهم من كل شيء على اثرها صدر القرار المرقم 666 من مجلس قياده الثوره باسقاط الجنسيه عنهم والذي نشر في جريده الوقائع العراقيه تحت رقم 2776 في 7.5.1980 والذي كان منافيا لحقوق الانسان والاتفاقيات الدوليه التي وقع عليها العراق عام 1993 وما قبلها كاتفاقيه الحقوق الاقتصاديه والاجتماعيه والثقافيه واتفاقيه حقوق الطفل. لكن بعد سقوط النظام عام 2003 صدرت مجموعه من التشريعات الحكوميه سواء من قبل مجلس الحكم والحكومات التي اعقبتها اضافه الى الدستور اعطى الحق لهؤلاء باستعاده جنسيتهم العراقيه ونظمت اجراءات استعادت اموالهم المنقوله والغير المنقوله واعاده كامل حقوقهم المدنيه والسياسيه , ولكن هل استعاد هؤلاء الجنسيه العراقيه؟ وهل اعيدت اليهم املاكهم؟ وهل شاركوا بالعمليه السياسيه بكامل حقوقهم المدنيه والسياسيه.؟ الواقع فيه الكثير من الظلم والالم حيث كان من المؤمل من الحكومه المركزيه تفعيل القرارات الصادره من المحكمه العليا بالاعتماد على موظفين كفوئين وتطهير الدوائر المعنيه بملف الكورد الفيليه من الموظفين الفاسدين خصوصا في دوائر الجنسيه واعاده الملكيه فهل يعقل ذلك ان محاكم الاستئناف المختصه اليوم باعاده الملكيه تعيد الدعوى مره اخرى بحجه ان صاحب العقار قد اسقطت عنه الجنسيه انذاك و اعتبر اجنبيا و بموافقه محكمه التميزوشر البليه ما يضحك عندما يدافع القانون عن الغاصبين بدل من الذين صدرت بحقهم نفس المحاكم قانون الاباده الجماعيه , ولا نعتقد ان الحكومه كانت غافله عندما ودعت ملف كورد الفيلين في هيئه دعاوي الملكيه و المحاكم المختصه كمحاكم البداءه وهي تعلم ان شكوى الذين اغتصبت حقوقهم هي مع الدوله قانونا كما في جميع ملفات النظام السابق سواء الكويتيه كانت او ملف الشركات الاجنبيه اوالعمال الاجانب لان هذه الملفات خاصه بالدوله باعتبار ان الدوله هي التي اغتصبت اموالهم وممتلكاتهم وحياه ابنائهم وليس افراد منحت لهم سواء عن طريق البيع او المنحه لعملاء النظام بطرق غير قانونيه وباسلوب الدوله الغاصبه . في حين تعامل السلطه الذين استغلوا عقارات الدوله وبنفس القانون بافراغ تلك العقارات خلال فتره قصيره دون قيد او شرط . اي العوده الى القوانين اللاعادله التي تعامل الناس بمكيالين كما كنا نشتكي منه في ظل النظام السابق مع الاسف.ان قرار ملف الكورد الفيليه قانونا بيد الدوله بعيدا عن المحاكم والبيروقراطيه والابتزاز وكان من الافضل تشكيل لجان لتفعيل تلك التشريعات والقرارات الصادره من الحكومه ونتيجه لتعقيدات هذا الملف تم تشكيل لجنه في رئاسه الجمهوريه لمتابعته برآسه الاستاذ عادل مراد الا ان هذه اللجنه مع الاسف لم يكتب لها النجاح ولم يعرف اسباب ذلك , بالرغم ان هذا القرار جاء متاخرا بعد عده سنوات وكنا نامل ان الحكومه انتبهت الى ذلك الخطا الفاضح عندما ودعت ملف التهجير بمعزل عن الملفات الاخرى عند الدوائر والمحاكم التي جلبت معها كل رذائل النظام السابق من الرشوه والابتزاز, كان على الملف هذا ان يعيد حقوق المئات من الشهداء اللذين غيبتهم سجون ومعتقلات النظام الدموي البعثي السابق واجهزته القمعيه التى ارجعت اليهم كل حقوقهم في ظل هذا النظام في حين مازال ملف الكورد الفيليه يتعرض للابتزازمن قبل اجهزه الدوله المختلفه بين الاجهزه الفاسده وقوانين صدام الجائره في حين كان من المفروض ان هذا الحكومه تعيد حقوق الالاف من شهداء المقابرالجماعيه وجثامينهم التي غيبت حتى اليوم دون اثر لها رغم العثور على جثامين الاخرين من الاحزاب والمنظمات الاخرى بدلا من ان تقع هذه العوائل المظلومه تحت طائله المافيات الموجوده في دوائر الدوله والضليعين بهذه المهنه الغير الشريفه من المرتشين والمبتزين من الحرس القديم للنظام السابق والذين اخترقوا كل المؤسسات والاحزاب الموجوده في الدوله حتى اندمج الحابل بالنابل تساندهم الصراعا ت الحزبيه والعشائريه لحكومه المحاصصه والتي لم تتمكن خلال العشر السنوات ومنذ السقوط ان تجد برنامجا لها يضع حدا لكل الممارسات الشائنه بحق شعبهم من القتل والذبح وفقدان الامان وخراب كامل للعمليه السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه وانهيار البنى التحتيه من قبل اباطره الارهاب والمليشيات الحاكمه المتخمه باموال الدوله و الدول الاجنبيه والاقليميه , اننا على يقين بان المعضله العراقيه لاتتم بالمحاصصه ولا بالاكثريه والاقليه وانما بنظام ديمقراطي حقيقي فيدرالي تشارك فيه كل طبقات الشعب العراقي بقومياته واديانه وطوائفه بعيدا عن المحاصصه المقيته واعتمادا على الدستور وتفعيل دوله المؤسسات وتطوير القوانين لصالح الناس وليس لصالح سياسيوالعشيره والمال .واخيرا من حقنا ان نلوم ونؤشر الى كل الاخطاء والممارسات الغريبه التي تظهر على واقعنا السياسي من القتل والنهب وسرقه المال العام وسياسه الابتزاز الذى يمارسها النواب والساسه بالسر والعلن دون رادع من ضمير او خوف من قانون واننا نامل ان يعيش الناس بامان وحريه وكرامه بعيدا عن الاذلال والمهانه ولالثقافه الثأر للقوى الظلاميه والعنصريه المقيته ولا لتقاليد وايدلوجيات اولئك الذين يعتقدون ان الموت هو الحل ولا حل غير الموت متناسين تجاربنا السابقه والالاف من خيره شبابنا ذهبوا ادراج الرياح تاركين بلدا يلفه الانين والحيره والموت .

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon