الفيليون وما ورثنا من آبائنا واجدادنا

الفيليون وما ورثنا من آبائنا واجدادنا
2017-02-04T20:44:00+00:00

علي حسين فيلي/ لابد من ان اعترف كلما كنت صغيرا في السن كان ايماني اعمق، وشرارة العزم كانت تهزّ جميع كياني، ولكنّ مشكلتي ولقلة تجاربي لم يتحقق مستوى الطموح في نضالي، ولم ازل اشكو من اهمال الفيليين.
المرحوم والدي (حسين فيلي) كان ينصحني دائما بدلا من اجرح قلبي، فلأتعب باقي حواسي، وآنذاك لم اكن افهم معنى هذه الكلمات.
المرحوم كان يقول لي: جميع افراد الكورد الفيليين لديهم جروح بانواع مختلفة بما تحمل من الالام والمعاناة بشكل يعجز اللسان عن وصفه، ومع ذلك فإنهم يتمنون ما هو افضل للنّاس فاما هم فإنهم ضائعون في برزخ بين الجنة والجحيم.
وكان المرحوم من جملة نصائحه يقول: لدى قضيتنا الكثير من الأصدقاء المزيفين، والاعداء الحقيقيين، ولا ننسى ان كثرة الاحسان يولد مرض النسيان، ولا بد ألّا نفكر طيلة العمر كيف ينظر الاخرون الى قضيتنا او ننتظر استجابتهم لنا، وبدلاً من البقاء في هذه الدوامة فلنبادر للتحرك تجاههم، واكتساب دعمهم.
بعد السنين وفي محطات مختلفة من حياتي حُكم اغلب الناس على قضيتنا لم يكن معقولاً لا بل حتى لم يكن مسؤولاً، ولكننا كانت لنا القابلية للعفو عنهم، والشيء الذي حاولنا طيلة المدة السابقة تشييده وجعله صرحاً، حاول الكثيرون تهديمه، او القضاء عليه، غير اننا استفدنا من ذلك كله في الدفاع، والحفاظ عليه، ورأفتنا لا يمكن تفسيرها بانها خوف، وتعاطفنا وصدقنا، وتواضعنا لا يمكن تأويله بالازدواجية والاهداف المشبوهة، ولا ادري ان الاخرين ما ورثوا من آبائهم، واجدادهم؟
وبعد كل العواصف نستطيع ان نحدد مسار توجهنا، وبعد ان ننسف ترسانة الحسد والكراهية، وخداع المغرضين ببسالة واننا نستطيع ان نكمل ابحارنا، وندفن فيه بخل غيرنا، وتحملنا لم يعد ذاك الطفل الضعيف، بل اصبح صبرنا مزيناً بالقوة، وطوال العمر نبتعد من الخوف بالحياة.
اليوم لا يقتصر على جملة واحدة من نصائح المرحوم بل هي جميع عباراته تمثل حياة لنا.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon