اصعب قرار.. اخر قرار

اصعب قرار.. اخر قرار
2016-01-31T23:32:59+00:00

علي حسين فيلي/ لم يصطدم بي في يوم من الأيام ضرير في احدى الطرقات، ولكن صادف ان اصطدم بي اشخاص سليمون بدنياً وليس عقليا ليصفوني بعدها بفقدان البصر، اريد ان اسأل اين الصديق؟، في الغابة في الصحراء في الجبال في ازقة المدن ام خلف الوديان؟ الصديق هنا داخل بيتك، وبيتك هو القلب النظيف لزملاء المشوار من رجال "شفق" وعشاقها، وهنا استذكر كلمات مانديلا قال: عندما اوشكت على الخروج والتحرر من السجن ادركت انني اذا لم اترك الكراهية خلف ظهري فإنني سأبقى سجينا لها، ونحن طوال الأعوام الماضية كنا مريدون لطريقة المحبة بعيداً عن راي يقول: الجميع في هذا البلد اما يبيع الحجر او يرميك به او ان قلوبهم من حجر. ونحن تعاملنا مع هذه الحقيقة بقلبنا البلوري؟!. وحينما وصلنا الى آخر محطة في هذا المشوار قلنا لأنفسنا ان الدنيا مدورة وقد نجد أنفسنا مجدداً في نقطة الشروع. ولو من وجهة نظر من لا يدرك معنى الطيران، كلما نرتفع الى الاعلى يرانا نصغر أكثر. نحن نشعر بالسعادة كوننا قد ساهمنا من خلال عملنا ولو بمقدار معين على اسعاد الاخرين وقللنا من مرارة حياتهم، وافتخرنا بعطائنا. لقد تعلمنا التحليق في سماء بغداد والسباحة في ماء دجلة، ولكننا لم نتعلم كيف نعيش على ارض معتقداتنا وكيف نحيي مؤسستنا ونهجنا الانساني. والمحبة تحتاج الى وقت وانتظار اما الكراهية فتخلق سريعاً، وبسبب الظروف المعقدة التي واجهت عائلة شفق، هذه التجربة من الممكن ألاّ تشجع الاخرين على الدخول في هذا المجال وبهذه الطريقة وعلى هذا المستوى. اذا لم تكن تملك مفتاح باب القلب فلا تقفله، ومهما تكن الحياة جميلة لكنها ليست بجمال الحقيقة، ومهما تكن الحقيقة مريرة فليست أمر واصعب من الافتراق عنكم، والفراق صعب لكنه ليس اصعب من الوحدة. نحن نؤمن ان اي شيء جميل ليس شرطا ان يستمر بجماله، اما الشيء الجيد فجماله مستمر مثل "شفق".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon