ناجية إيزيدية تروي لشفق نيوز حكاية عشر سنوات قضتها بقبضة "الدواعش" (صور)
شفق
نيوز/ بعد سيطرة تنظم داعش على مناطق شاسعة من العراق، وقعت العديد من المآسي الكبيرة
التي ما زالت محفورة في أذهان عموم العراقيين، وأبرزها كانت جريمة سبي النساء الإيزيديات
عقب سيطرة التنظيم على مناطقهم في محافظة نينوى شمالي البلاد.
وبعد
إعلان العراق الانتصار على تنظيم داعش في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر 2017 تم
تحرير العديد من المختطفات فيما لا يزال مصير الكثير منهن مجهولاً لتبقى قصص أسرهن
مخفية حتى الآن.
وتمكنت
وكالة شفق نيوز من التواصل مع إحدى المختطفات اللاتي تحررن حديثاً بعد سنوات من
السبي.
آسيا
كمال فتاة إيزيدية عشرينية من أهالي ناحية القحطانية (تل عزير) غربي نينوى وقعت في
قبضة التنظيم في الأيام الأولى من الهجوم على مدينتها.
تروي
لوكالة شفق نيوز ما حصل معها قائلة "بعد هجوم تنظيم داعش على منطقة تل عزير
وقعت في الأسر أنا وزوجة أخي وتم أخذنا بالقوة إلى قرية في البداية ليتم نقلنا لاحقاً
إلى تلعفر بواسطة شاحنة وبقينا هناك داخل مدرسة مهجورة لمدة ثلاثة أيام ومن ثم أخذونا
إلى مدينة الموصل".
وأضافت
"بتاتي عمي أيضاً وقعن في الأسر وكن معي وهن (خالدة، وخولة، وزيتون، ووحيدة،
وهدية، والماس، وطواف، وسعاد) حيث بقينا في الموصل 12 يوماً ومن ثم فرقونا عن بعض".
وأوضحت
كمال "عندما تم أسري كان عمري 16 عاماً وأول داعشي اشتراني كان من الجنسية
السعودية ويبلغ من العمر نحو 43 عاماً ونُقلت إلى منطقة الشدادي في سوريا ولم يقم
الداعشي ببيعي حتى موته وبعد ذلك أخذني داعشي عراقي من الموصل يُدعى (أبو حسن)".
وحول
الالتزام الديني أشارت كمال إلى أن "الداعشي السعودي كان يهدنني بالضرب
والحبس داخل المنزل إذا لم أصلي وفي الكثير من المرات كنت أقول له إنني صليت ولم أكن
قد صليت لتفادي ضربي".
وعن
محاولات الهرب أوضحت "حاولت الهرب لكنني خشيت من القبض علي مجدداً لأنهم
كانوا سيقتلونني وسمعت عن فتيات إيزيديات هربن من قبضتهم وتم أسرهن مجدداً".
وقالت
آسيا أيضاً "كنا 35 فتاة إيزيدية نقلونا إلى سوريا وكان عناصر داعش يأتون إلينا
ويقولون: لا نريد منكم شيئاً فقط أن تعتنقوا الإسلام. وكانوا يقولون لإن الإيزيديين
كفار وجميع الدول كفار أيضاً فضلاً عن أنهم كانوا يقولون لنا ضعوا أيديكم على
النار خمس دقائق ولن تتحملوا الألم فكيف ستتحملون ألم نار جهنم".
واستطردت
قائلة "بقيت في قبضة التنظيم عشر سنوات ولم أكن أتوقع أبداً أن أتحرر في يوم
ما".
وتحررت
آسيا كمال في العاشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي واجتمعت مجدداً بعائلتها، وبحسب مكتب إنقاذ
المختطفين الإيزيديين فإن 2601 شخصاً من المكون الإيزيدي ما زالوا مجهولي المصير 1235
شخصاً منهم إناث و1366 ذكور.