منسيون خلف القضبان.. مفوضية حقوقية تكشف خبايا ما يحدث لنزلاء السجون في العراق
شفق نيوز / كشفت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، يوم السبت، عن خفايا وخبايا ما يحدث وما يتعرض له النزلاء في السجون العراقية، فيما تطرقت إلى ملف الوفيات المتزايدة في الآونة الأخيرة لمحكومين خصوصاً في سجن الناصرية (الحوت)
عضو مفوضية حقوق الإنسان، علي البياتي، أبلغ وكالة شفق نيوز، أن "تقليل الزيارات ومنعها زاد من سوء حالة المرضى النفسية في السجون العراقية"، مبيناً أن "موجة الحر ونقص الخدمات داخل السجون وعدم الاهتمام بالجانب الصحي لهم، لاسيما المياه الصالحة للشرب، فاقم من الأزمة".
وسجلت المفوضية، وفقاً للبياتي، "حالات مرضية داخل السجون العراقية بأوقات سابقة"، مشيراً إلى أن "استمرار الوضع على ما هو، ومع زيادة موجات الحر سيكون السجين أكثر عرضة للتعرض إلى أمراض عدة".
وأضاف أن "المزاجية من قبل الحكومة ومنع زيارة الجهات الرقابية وذوي النزلاء وانقطاع السجناء عن العالم، يؤدي إلى تفاقم الأزمات والمشكلات الموجودة"، مؤكداً أن ذلك يعزز أيضاً نظرية "غياب الشفافية وغياب إمكانية المساعدة في حال حدوث أي حالة مرضية، أو تقديم المساعدة للمريض داخل السجن".
وطالبت المفوضية أمس الجمعة، بحسب البياتي، وزارة العدل بضرورة "الالتزام بالحقوق المطلوبة للسجين والنزيل وفق الاتفاقيات الدولية، والدستور العراقي والقوانين النافذة، وأن تتعامل مع هذا الملف بجدية".
وقال البياتي، إن "هناك وباء وقيود، رغم إمكانية وزارة العدل اتخاذ إجراءات وتدابير وقائية، بدلا من تقديم أعذار عدم الموافقة على الزيارات"، مشيراً إلى أن "سجن الحلة (على سبيل المثال) لم توافق إدارة السجن على زيارة المفوضية له، والعذر كان أن السجن جديد، وأنه قيد إنشاء، ولا يوجد كادراً متكاملاً فيه، لكن الوباء كان عذر الكشف عن الحالات، وهذا انتهاك لحقوق الإنسان وانتهاك لحق النزيل والسجين".
وبشأن الوفيات التي تأخذ بالتزايد في الآونة الأخيرة، أكد البياتي، أن "أسبابها واضحة، وتكمن في عدم وجود خدمات من قبل المؤسسات"، مبيناً أن "زيادة الوفيات هي مؤشر واضح على دليل نقص الخدمات وأغلب المؤسسات هي بيد الدولة، بالتالي يمكن أن تشهد الأيام المقبلة، زيادة كبيرة في الإصابات والوفيات داخل السجون".
وسجّل سجن الناصرية المركزي "الحوت" منذ بداية العام الحالي ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد النزلاء المتوفين وسط ظروف غامضة.
ووفق تقارير حقوقية، فإن عدد النزلاء في سجن الناصرية (الحوت) يتجاوز ثلاثة أضعاف طاقته الاستيعابية، في وقت تشكو فيه منظمات إنسانية من إهمال مزمن في توفير الرعاية الصحية.
والمعلن أن سجن الناصرية، يضم نحو 40 ألف معتقل، وهو أكبر السجون العراقية بعد إغلاق سجن "أبو غريب"، منذ سنوات.