"مدينةُ الأحلام تدخل في كوابيس الخدمات".. شكاوى سكان بسماية بـ"الجملة" وأبرزها: انقذونا من عراقنا (صور وفيديو)

"مدينةُ الأحلام تدخل في كوابيس الخدمات".. شكاوى سكان بسماية بـ"الجملة" وأبرزها: انقذونا من عراقنا (صور وفيديو)
2022-08-25T12:01:39+00:00

شفق نيوز / ينظر المواطن ياسر الجلبي، إلى أعلى بناية مجاورة لشقته في مدينة بسماية الجديدة، كتب عليها باللغة الإنكليزية (DREAM CITY) وتعني مدينة الأحلام، ولكنه سرعان ما يغادرها ليتفقد المساحات الخضراء أمام شقته والتي بدت "جرداء" بسبب ما يصفه بـ"المستوى الضعيف" للشركة المسؤولة عن إدامة المزروعات والصيانة داخل المدينة.

أصبح واقع حال

ويستخرج الجلبي، خرطوم مياه من شقته ليقوم برش المزروعات وحديقة البناية "، مبيناً أن "هذا الأمر اًصبح واقع حال علينا واعتمدنا على أنفسنا لإصلاح الوضع بعد ضعف مستوى الخدمة التي تقدمها الشركة الحالية والتي من المفترض ان تكون مسؤولة عن ادامة الحدائق وتزيينها لا أن يكون الوضع (تمشية حال) بالنسبة إليها".

ويجد الشاب الثلاثيني أن "المدينة تفتقر لمستشفى يناسب الزيادة الحالية في عدد السكان، وكذلك محطة وقود خاصة بأهالي المدينة التي يقارب عدد سكانها على 100 ألف نسمة"، مبيناً أن "المستوصف الصحي الحالي لا يلبي طموح المواطنين ويحتاج الى جهود أكبر لتقديم خدمات تليق بأهالي بسماية".

مطالبات بالجملة

وعلى مقربة منه يقف المواطن حيدر أبو نرجس (34 عاماً)، والذي يقول لوكالة شفق نيوز إن "مطالبه كمواطن هي نفسها مطالب أهالي بسماية والتي تتلخص بفسخ التعاقد مع شركة عراقنا للجباية والصيانة وتفعيل قرار الهيئة باستبدالها بشركة أخرى أو مجموعة شركات"، مبينا أن "الشوارع حالياً بلا تخطيط ومستوى الإنارة ضعيف داخل المدينة، وهناك حوادث مرورية وهي مسؤولية الشركة، كما نطالب بتفعيل منظومة الإشارات المرورية عند التقاطعات الرئيسة".

ويضيف حيدر؛ أن "سكان مجمع (B) لا زالوا يعانون من عدم تفعيل منظومة الغاز رغم مرور مدة طويلة على افتتاحه واعتماد السكان على قناني الغاز والتي لا تتناسب مع وضع البناء العمودي والحوادث الكثيرة التي تتسبب بها، كما أن هناك معاناة مع فواتير الماء والكهرباء التي يأتي بعضها بأرقام خيالية للمواطنين والذين اغلبهم من ذوي الدخل المحدود، ويجب ان يكون هناك دور للهيئة في حل موضوع تأجير الشقق أو بيعها دون موافقات وإيجاد حل نهائي لها".

ويسترسل المواطن في مطالباته قائلاً "يجب أيضاً إنشاء جامعة ومدارس مهنية داخل المدينة التي يتزايد عدد سكانها وطلبتها باستمرار، فضلا عن إنشاء الطريق الموعود الذي يربط المدينة بمركز العاصمة دون المرور بالطريق الحالي الذي لا يتحمل هذه الزيادة السكانية، وفتح فروع لمصارف تسديد الأقساط (الرافدين والرشيد) لتسهيل إجراءات الدفع بدل التوجه الى العاصمة شهريا لدفعها".

شركة الجباية مجدداً في قفص الاتهام

وفيما يبدو أن تغيير "شركة الجباية" هي مطلب رئيس للسكان، يدعم المواطن أبو ايڤين هذا الاتجاه بجوانب يجد فيها "قصوراً واضحاً" داخل بسماية، إذ يقول لوكالة شفق نيوز إن "الواضح للعيان وجود إهمال للطرق في المدينة من ناحية انارة الطرق وهلاك للمزروعات والعبث بلا اختصاص بمنظومات المصاعد وربط بعضها بطريقة بدائية وعشوائية وهو ما تتحمل مسؤوليته شركة الصيانة الخاصة بالمدينة".

ويذكر أبو ايڤين أن "المجمع الذي يسكنه، ومجمعات أخرى، تعرضت قبل مدة الى انقطاع للمياه بسبب عدم وجود جهاز (قاطع دورة) وأجهزة صيانة أخرى، ما اضطر شركة الصيانة الى ادخال سيارات حوضية لتزويد السكان بالمياه"، مبيناً بالقول "تصور حجم المأساة التي يتعرض لها الساكنون في كل بناية تضم (120) شقة وهم ينزلون من طوابق مختلفة للتزود بمياه الشرب حاملين مهم قناني بلاستيكية وفيهم المريض والمقعد، وهذه مجرد حالة من حالات كثيرة تدفعنا للمطالبة برحيل الشركة الحالية".

وعن المبالغ المخصصة للجباية يوضح الرجل قائلاً إن "الشركة ورغم ذلك تتقاضى مبلغ جباية شهرية من كل شقة قدره (20 ألف) دينار شهرياً، بعدما طالبت، مع بدء عملها بالمدينة بمبلغ (30 ألف) دينار، وهو مبلغ رفضناه ووجدناه غريبا، فشركة الجباية السابقة (نسيم الوادي)، كانت تتقاضى مبلغ (25 الف دينار)، فلماذا تأتي الشركة الحالية وترفع المبلغ، إذ كان يجب أن تعمل هيئة الاستثمار على تقليل مبلغ الجباية من الشركة الحالية لا أن ترفعه".

ويوضح الساكن أن "الشركة الحالية وكنوع من التعويض لنفسها منعت كوادرها من تنظيف ممرات البنايات، وبدأ السكان يعتمدون على نفسهم لتنظيفها، كما أنها تغاضت عن أغلب شروط العقد المبرم مع هيئة الاستثمار ولم تلبي سوى نقطة واحدة منها أو اثنتين على أكثر تقدير".

"وكي لا يكون التركيز فقط على شركة الجباية"، كما يوضح الساكن، فإنه يطالب أيضاً بـ"خفض قيمة خدمات أخرى تم رفعها مؤخراً ومنها شبكة الأنترنت"، متسائلاً بالقول "لماذا يتم رفع أسعار شبكة الانترنت، بخدماتها الضعيفة والوحيدة في المدينة، في حين تؤكد وزارة الاتصالات انها لم ترفع الأسعار، فمن أين نأتي بالأموال وإلى أين تذهب هذه الزيادات الجديدة".

الواقع يصدمنا

بدوره يتساءل المواطن سيف النصيراوي عن "الأسباب التي جعلت المدينة الجديدة المسماة حسب شركة هانوا الكورية بـ(مدينة الاحلام) تصل الى هذا المستوى"، مبينا أن "الإهمال واضح في مرافق المدينة فضلاً عن الخلل الواضح في تسيير أمورها وحاجتها إلى كثير من المتطلبات".

ويضيف النصيراوي وهو موظف حكومي أن "السبب الذي يجعلنا نترك مركز المدينة ونأتي الى بسماية، رغم بعد المسافة، هو الرغبة بالحصول على مكان أفضل وخدمات جيدة مقارنة بما كنا نعيشه في بقية مناطق العاصمة ولكن ما نشهده حاليا يودي بالمدينة الى التدهور المستمر وهو ما يتطلب وقفة حقيقية من جميع المعنيين بالأمر لمنع انهيار الوضع داخلها لان المدينة تستحق عملاً أفضل".

نسخة واحدة من كل شيء

وبعيداً عن مطالب المواطنين تثير الحاجة أم علي مسألة أخرى تجد فيها نوعاً من "التقصير أو عدم دراسة الأمور بالمقارنة مع زيادة عدد السكان"، حسب ما توضح لوكالة شفق نيوز.

إذ تركز الحاجة أم علي (67 عاماً) على "عدم وجود بدائل للمحلات والخدمات المتواجدة داخل المدينة".

وتبين أن "في مدينة بسماية مجمع تجاري واحد (مول) وهو بسيط ولا يتناسب مع الزيادة الكبيرة في عدد السكان، ويجب أن يلجأ السكان إلى عدد من المحلات داخله والتي لا يوجد بديل لها داخل المدينة"، مبينة أن "أبرز مثال على ذلك هو أن السكان جميعهم يجب أن يعتمدوا على فرن واحد فقط مخصص لبيع (الصمون) العراقي وهذا الفرن ربما لا يستطيع ان يلبي رغبة الناس والزيادة الحاصلة ما يجعل هناك طوابير كبيرة من الناس تنتظر الحصول على دورها او يلجأون إلى الخروج من المدينة، لمن يمتلك سيارة طبعا، لشراء حاجياته".

وتضيف أم علي أن "هذا الأمر ينطبق أيضا على شركات الغاز والأنترنت وغيرها، فكل شيء يوجد منه نسخة واحدة ولا بديل لها داخل المدينة".

تظاهرات مستمرة

وحصلت وكالة شفق نيوز على مقاطع وصور لتظاهرة جرت قبل أيام من إعداد هذا التقرير، سيتم ارفاقها مع التقرير، جرت داخل مدينة بسماية، ويطالب فيها السكان أيضاً بعدد من المطالب أبرزها عودة شركة (هانوا الكورية)، لإكمال العمل داخل مدينة بسماية، وإلغاء عقد شركة عراقنا للجباية، وتغيير مكتب المتابعة الخاص بهيئة الاستثمار، فيما يبدي القائمون على التظاهرة الأخيرة امتعاضهم ايضاً من قلة الحضور في تظاهرتهم، وألقوا باللوم على "جيرانهم الغائبين" في حال حدوث أي "تدهور مستقبلي"، موضحين أن تظاهرتهم هذه هي السادسة ضد مستوى الخدمات والعمل داخل المدينة، حسب ما توضح فيديوات التظاهرة.

هيئة الاستثمار لا ترد

ورغم محاولات وكالة شفق نيوز وطلباتها المستمرة وعلى مدار 72 ساعة متواصلة للحصول على ردود من الهيئة الوطنية للاستثمار، وهي الجهة المسؤولة عن مشروع مدينة بسماية الجديدة، ورغم طلب الهيئة بإرسال الأسئلة مسبقاً، إلا أنها، وحتى ساعة إعداد هذا التقرير، لم تقم بإرسال ردودها للوكالة، ولم يتم الإجابة عن مجمل الأسئلة التي أرسلت لها قبل 3 أيام من الآن.

ولكن وكالة شفق نيوز، وحفاظاً على المصداقية، فإنها تنشر البيانات الصحفية للهيئة التي نشرت لوسائل الإعلام كافة، والمتعلقة بمدينة بسماية .

إذ أعلنت الهيئة الوطنية للاستثمار، أمس الاربعاء، عن "تسليم مباني المركز الصحي الثاني وثلاث حضانات أطفال لذوي الاحتياجات الخاصة، مبينة أن المركز سيقدم خدماته لشريحة كبيرة من ساكني المدينة وسيدار من قبل دائرة صحة الرصافة الثانية، وأن ما يميزه هو استحداث صالة لعمليات الولادة، فضلا عن موقعه في البلوك (A8) الذي يوفر العناء على المرضى البعيدين عن المركز الصحي الأول.

كما وجهت الهيئة الوطنية للاستثمار، في 14 آب 2022، الوزارات والمؤسسات والجهات ذات العلاقة لاستلام واشغال البنايات التابعة لها في مدينة بسماية السكنية لادامة تقديم الخدمات للمواطنين الساكنين فيها، وبما يمنع تعرضها للاندثار اضافة الى الحاجة المتزايدة للمواطنين لخدمات هذه الدوائر بالنظر للتوسع الحاصل في أعداد الساكنين.

كما أعلنت الهيئة الوطنية للاستثمار، في 10 آب 2022، استئناف المفاوضات مع شركة (هانوا) الكورية، لإنجاز المتبقي من الوحدات السكنية في مجمع بسماية السكني.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon