"كابينة ثقافية".. شابة طموحة تنقل تجربة بريطانية إلى ديالى
شفق نيوز/ برغم قسوة الحياة في العراق، وقلة سبل العيش الكريم لفئات متزايدة من الشباب، لاسيما من الخريجين، فان مبادرات حيوية تأتي فتعيد الأمل للناس، بأن ايام مقبلة ستكون أحلى، وان المثل الانسانية التي تليق بآدمية الناس هي قاب قوسين او ادنى من التحقق؛ وكما يقول المثل، ففي النهاية لا يصح الا الصحيح. وهذا ما حدث في ديالى.
استبرق الزبيدي.. شابة طموحة تبلغ من العمر 25 عاما استطاعت بجهود ذاتية وعزيمة كبيرة من انجاح مشروع ثقافي في ديالى لا سابق له، مستمدة مقوماته من تجارب بريطانية نفذت في مدن المملكة المتحدة.
تقول الزبيدي لوكالة شفق نيوز، انها نقلت التجربة البريطانية عندما حاولت شركة الاتصالات البريطانية إزالة أكشاك التليفونات الحمراء المعروفة بها بريطانيا، من مدينة ويستبيري، فاعترض السكان، وجرى تحويل تلك الأكشاك لمكتبات صغيرة، مفتوحة طوال اليوم، كل واحدة تضم نحو 100 كتاب، ويقوم المتطوعون بفحص الكتب دوريًا واستبدال كتب اخرى جديدة بالقديمة وتُعرف هذه المكاتب باسم : Phone box library.
الفتاة الديالاوية، استبرق، برغم انها خريجة تحليلات مرضية فانها وضعت طريقة جديدة بإعادة شغف حب القراءة في محافظة ديالى، عن طريق وضع كابينات مليئة بالكتب في شتى مناطق المحافظة للتشجيع على القراءة.
وتسرد الزبيدي، تفاصيل مشروعها الناجح بالقول "منذ 2017 بعد التخرج كوني مهتمة جدا بالقراءة والمجال الثقافي بدأت افكر بمشاريع في هذا المجال، لكني واجهت آراء و احباطات بأن اي شي يخص الثقافة في ديالى لاينجح".
وتضيف "في البداية فكرت بعمل فكرة شبيهة لشارع المتنبي الموجود ببغداد لكني لم اجد التشجيع".
وتكمل "قبل سنة زميلي "احمد"، قدم مشروع "سبوت لايت" المدعوم من معهد غوته الألماني بمبادرة تخص الكتابة فقال لي: انت تحبين القراءة، لماذا لا تقدمي على هكذا مشروع وان شاء الله تحصلين على القبول.
وتتابع "جرت الموافقة على مشروعي وكان من بين المشاريع المميزة بالنسبة للجنة التحكيم بعدما كان حبرا على ورق، وحلما بين المستحيل و الممكن؛ ولكن وبمساعدة الشباب المتطوعين أصبح حقيقة ونجحت الفكرة ولاقت صدى كبير جدا في ديالى".
وتبين الزبيدي "ان عدد الكابينات 8 موزعات على مناطق واماكن متعددة في ديالى، اغلبها في قضاء بعقوبة، وتحتوي كل كابينة على اكثر من 60 كتاب متنوعة في جميع المجالات عادةً ان مشروع "كابينة ديالى الثقافية " تجربة اجتماعية لقياس الوعي المجتمعي وتقبله للفكرة.
وتكشف، استبرق، عن مساعٍ جادة وحثيثة لتوسعة كابينة ديالى الثقافية لتشمل جميع أقضية ونواحي المحافظة وبقية المحافظات ايضاً.
يشار الى ان محافظة السليمانية باقليم كوردستان، شهدت قبل ذلك تجربة مماثلة اذ قامت "لنجة خاوي" التي تسكن محافظة السليمانية بانشاء جمعية صوفيا، التي اسست مكتبة في شارع سالم وسط مدينة السليمانية وزودته بالكتب المتنوعة لتشجيع الناس على المطالعة، تمثلت فكرة المكتبة بتوفير الكتب للناس بنظام الاستعارة، لكن المكتبة تعرضت للكسر بالكامل من قبل مجهولين؛ و في هذا تقول لنجة "أنشأنا مكتبة جديدة في المكان نفسه، لكنها تعرضت للكسر مجددا، حاليا نخطط لوضع مكتبة جديدة أخرى فنحن لن نستسلم أبدا المهم ترسيخ ثقافة القراءة ونشر حب الكتب بين الناس".