في ظل غياب البنى التحتية بمواقع ديالى السياحية والأثرية الأهالي يقصدون كوردستان
شفق نيوز/ تضم محافظة ديالى العشرات من المواقع السياحية في مقدمتها بحيرة حمرين وسد الوند ومندلي وشهربان وسدة الصدور الاروائية، إذ تعد بيئة جاذبة للسكان ولاسيما مع اعتدال الطقس نتيجة تنوعها الجغرافي والبيئي، لكنها تفتقر للبنى التحتية وتعاني من إهمال حكومي يمنعها من منافسة المرافق السياحية في مدن أخرى.
ومنذ يوم أمس شهدت الطرق الرئيسة في محافظة ديالى مرور آلاف العوائل باتجاه إقليم كوردستان والعاصمة بغداد من أجل الاحتفال بعيد الفطر.
وقال المواطن طيف حسن لوكالة شفق نيوز، أنه "خلال السنوات الماضية كنا نذهب في الأعياد والمناسبات الى الصدور لكن حاليا باتت منطقة مهجورة و تحولت الى مقالع للحصى والرمل، ولايوجد فيها مكان للجلوس او قضاء اوقات ممتعة مع العائلة، لذلك خططنا انا والعائلة للذهاب الى دهوك يوم غد لمدة يومين من أجل تغيير الأجواء والخروج من الروتين اليومي هنا".
وأضاف حسن أن"ديالى تضم مئات المواقع الأثرية وعدة مواقع سياحية لها أجواء وطبيعة خلابة، لكنها مهملة ولايوجد فيها أي بنايات او مسقفات أو أشجار توفر ظل او مطاعم او حتى محال تجارية، ولهذا من الصعب جدا على السكان الغرباء الذهاب الى مثل هكذا أماكن وهم لايعرفون جغرافيتها او لديهم معارف من أهلها".
وتابع "من يذهب حاليا الى الوند وحمرين ومندلي وغيرها هم فقط من لديهم معارف أو أقارب في هذا المناطق، والبعض يأتون من محافظات أخرى وحتى بغداد للذهاب مع أقاربهم من أهالي ديالى لهذه المناطق، أما البقية فيذهبون باتجاه كوردستان نتيجة توفر أجواء ملائمة هناك وتوجد عناية حكومية بالسياحة كذلك".
بدوره أكد مدير البيت الثقافي في ديالى حامد الحمداني إن"المواقع السياحية والأثرية والتراثية في ديالى لو استثمرت بشكل صحيح فإنها ستدر أموالا طائلة لخزينة الدولة جراء توفر كل المقومات اللازمة لإحياء هذه السياحة المهمة".
وذكر الحمداني في حديثه للوكالة أن، "البنى التحتية في المواقع السياحية ضمن محافظة ديالى غائبة، وهي ماتجعل السياحة متعثرة وغير قادرة على استيعاب السكان وإجبارهم على الذهاب الى مدن أخرى، فضلا عن أنها يمكن أن توفر فرص عمل كثيرة للشباب".
وأشار الى أن"المواقع التاريخية منها الزندان والسراي وخان بني سعد فضلا عن المواقع السياحية المميزة بطبيعتها الساحرة يمكن أن تستقبل آلاف السائحين سنويا خلال المناسبات او بالأيام العادية لو خضعت لصيانة وشهدت عناية وتوفير متطلبات السائحين".
ودعا الحمداني الحكومة الى "ضرورة الاهتمام بواقع السياحة في ديالى لما تتميز به المحافظة من طقس معتدل، وموقع جغرافي مهم بين الشمال والوسط، فضلا عن وجود أجواء متنوعة، فهي تضم سهولا وجبالا وأنهارا وبحيرات وصحارى وهذا مايميزها عن بقية المحافظات العراقية".
وقال علي هاشم وهو مدرس من محافظة ديالى لوكالة شفق نيوز، إنه "في الأيام الماضية خرجنا أنا والأصدقاء في رحلتين، الأولى كانت على ضفاف نهر دجلة في بساتين قرية السندية بقضاء الخالص، والثانية في ضفاف حمرين وكانت أجواء ممتعة لكنها تحتاج الى لمسات حكومية ليشعر المواطن الذي يريد الاستجمام أنه بمكان فيه حياة ويمكن أن يحصل عما يريده حال احتياجه لشيء ما".
وأضاف أن"بحيرة حمرين مثلا لو توفرت على ضفافها أكشاك او ألعاب أطفال او كابينات للسكن والإيجار ممكن أن تستقبل المئات يوميا، لكن من يقصدها ينبغي له أن يأخذ كل شيء معه، لأنه لا يمكن أن يحصل عليها من هناك، وإن حصل عليها فذلك سيكون بصعوبة بالغة".
وأشار الى أن"هذا العيد لم تتوفر فرصة للخروج أو السفر، ولكن لو أردنا الاحتفال فإننا سنذهب الى الجزيرة السياحية في بغداد أو مدينة السليمانية".