في العراق.. "امارة الوقود" تحاصرها الامراض والموت الصامت
شفق نيوز/ شكا قضاء بيجي شمالي صلاح الدين اليوم الاحد، من حرمانه من استحقاقات البترودولار من واردات المصفى "الاكبر في الشرق الاوسط" بموجب قانون الموازنة عام 2010 م محذراً من "موت صامت" يفتك بالأهالي جراء الاوبئة والامراض السرطانية نتيجة الغازات والمواد الدخانية المنبعثة من المصفى.
وقال قائممقام القضاء سعد خزعل لوكالة شفق نيوز، إن "بيجي تضم اكبر مصفى في الشرق الاوسط وتعد الممول الرئيس للعراق بالوقود، إلا أن القضاء لم يجني أي فوائد او عائدات مالية مستحقة من واردات المصفى بحسب قانون الموازنة الذي اقره البرلمان العراقي عام 2010"، مبيناً أن اهالي بيجي يتوارثون "الموت الصامت" جراء الامراض السرطانية والجلدية والاوبئة التي تسببها الادخنة والغازات المنبعثة من المصفى".
ويقضي مشروع البترودولار الذي اقره مجلس النواب العراقي عام 2010 بتخصيص دولار واحد للمحافظات المنتجة للنفط عن كل برميل نفط ينتج في حقولها، وتخصيص ودولاراً عن كل برميل نفط خام يكرر في مصافيها، إضافة إلى دولار واحد مقابل استغلال كل 150 مترا مكعبا من الغاز الطبيعي، فضلا عن تخصيص 5 % من إجمالي الإيرادات المتحققة من المنافذ الحدودية البرية والجوية والموانئ .
واشار خزعل الى "مظلومية اهالي بيجي وهم محرومون من ابسط الحقوق المعيشية والخدمية"، قائلاً إن "بيجي تدر بالخيرات وتكافئ بالأمراض".
وانتقد قائممقام بيجي "اهمال الحكومة العراقية لمدينة بيجي والتي طمس داعش الارهابي معالمها بالكامل ابان احتلالها خلال عامي 2014 و2015، وما خلفته الحروب من دمار وتخريب تام للبنى التحتية على الرغم من قرار البرلمان عام 2016 اعتبار قضاء بيجي "مدينة منكوبة"، والذي مازال حبراً على ورق.
واستغرب خزعل اهمال الحكومات المتعاقبة والوزارات لقضاء بيجي الاستراتيجي اقتصادياً وامنياً ونواحيه وتوابعه ولم تقدم الجهات المعنية او المنظمات الدولية والانسانية على أي خطوة ايجابية لانتشال واقع بيجي المتردي حتى الان.
واختتم بالقول "نحن امارة الوقود التي تدر الاموال مقابل الاوبئة والامراض الفتاكة".
ويقع قضاء بيجي شمال محافظة صلاح الدين ويبلغ سكانه نحو 175 الف نسمة ، وسقط بيد عصابات "داعش" الإرهابية عام 2014 قبل ان يتم تحريره من قبل القوات الأمنية والحشد الشعبي في معارك ضارية امتدت لأكثر من عام.
ومصفى بيجي من اكبر مجمعات تصفية وتصنيع النفط في العراق موقعه في قضاء بيجي شمال بغداد وينتج ثلث انتاج المصافي العراقية .
وتبلغ الطاقة الانتاجية للمصفى كانت تبلغ 15 مليون طن سنويا من المشتقات النفطية .
وفي 24 حزيران عام 2014 سيطر "داعش" على المصفى، و تمكنت القوات المسلحة العراقية من استعادة المصفى في 16 تشرين الاول عام 2015 .
وبسبب العمليات العسكرية التي دارت فيه تعرض لأضرار جسيمة، وماتزال اعمال التأهيل مستمرة بأقسام عديدة من المصفى .
ويعمل المصفى حاليا بطاقة انتاجية 70 الف برميل يومياً ومن المقرر ان تكون الطاقة الانتاجية بحلول نهاية العام الحالي 125 الف برميل يوميا .