"فئتان لا تستطيعان المغادرة".. كارثة تنتظر مخيمات النزوح بعد الاغلاق
شفق نيوز/ كشفت مصادر مطلعة في حكومة نينوى المحلية، يوم الخميس، عن شروع وزارة الهجرة والمهجرين بخطة اغلاق المخيمات في المحافظة "بشكل كامل"، إلا أنها أشارت إلى أن فئتين لا تستطيعان مغادرة تلك المخيمات.
وقالت المصادر، لوكالة شفق نيوز، إن البداية ستكون بمخيم حمام العليل، مشيرة إلى أن اخراج العوائل منه قد بدا فعلياً ضمن خطة اشبه بالقسرية لإعادة النازحين.
ومن المقرر أن يتم اغلاق جميع المخيمات الموجودة حالياً في محافظة نينوى والبالغ عددها 4 مخيمات هي (حمام العليل - السلامية – جدعة 1 – جدعة 5) والموزعة في مناطق جنوب الموصل.
وبحسب البرنامج الحكومي الذي تشرف عليه وزيرة الهجرة والمهجرين في حكومة الكاظمي، فأن ملف المخيمات سيحسم نهاية العام الحالي.
وتشير مصادر شفق نيوز، إلى وجود فساد كبير في ارقام العوائل المتواجدة حالياً، وذلك لانتفاع المنظمات التي تعمل على تقديم الدعم في المخيمات المتبقية، لافتة في ذات الوقت إلى أن بقاء هذه المخيمات يعد عائقاً كبيراً.
وحذرت المصادر، من مشاكل كبيرة ستحدث في حال اجبار من لا يستطيع العودة على مغادرة المخيمات.
المهجرون قسراً وعوائل المتطرفين
وبحسب منظمة حقوق الانسان، فإن فئتين لا تستطيعان العودة ومغادرة المخيمات، مبينة أن الفئة الاولى هي من عوائل عناصر التنظيم الذين لا يستطيعون العودة الى مناطق سكناهم بسبب الحقوق العشائرية ورفض المجتمع لعودتهم، إضافة الى عدم امتلاكهم اي مكان للسكن وهذا سيصنع جيلاً جديداً من الاطفال المشردين والقنابل الموقوتة التي ستذوب في المدن والقصبات قد يظهر خطرها في المدى البعيد وقد يعود الارهاب لاحتواء اطفال هذه العوائل وتجنيدهم من جديد مالم يكن هناك برنامجاً حكومياً واضحاً لإعادة تأهيلهم قبل زجهم في المجتمع.
اما الفئة فهم من المهجرين في المناطق المتنازع عليها بسبب الصراعات السياسية والبعض منهم ممن تقع قراهم في مناطق صحراوية ما يزال خطر الارهاب متواجداً فيها.
وفقاً للمصادر فأن البعض الاخر كانت قراهم قرب الحدود العراقية السورية وهذه المناطق ليست امنة للعودة وبعيدة عن الخدمات ايضاً وسيكون مصير جميع هذه الفئات التشرد بعد تطبيق برنامج العودة القسري عليهم.
وفي آخر احصائية حصلت عليها شفق نيوز من وزارة الهجرة والمهجرين، فقد عاد في الفترة الماضية إلى قضاء سنجار اكثر من 14 الف عائلة.
وتشير المصادر إلى أن هناك قرى في ذات القضاء سويت مع الارض تماماً بسبب الحرب على داعش والصراعات السياسية ولا يمكن لسكانها العودة، مؤكدة أن هؤلاء سيصبحون في موقف لا يحسدون عليه حال اجبارهم على مغادرة المخيمات .
وكلا الفئتين التي ذكرت اعلاه، قد اشارت اليها المفوضية العليا لحقوق الانسان في محافظة نينوى خلال بيانها الاخير بعد زيارتها لعدد من المخيمات التي ماتزال مفتوحة حتى الان .
ويقول الحاج ميزر احمد، وهو نازح داخل مخيم حمام العليل بانه لا يعلم اين سيذهب بعد اجبارهم على المغادرة واغلاق المخيم فهو من سكنة احدى المناطق التي يهدد الامن فيها تواجد عناصر حزب العمال الكردستاني، في اقصى غرب نينوى.
وتحدث احمد لمراسلنا عن معاناته في توفير السكن قائلاً، إنه يبحث عن مكان للسكن داخل الموصل أو في اطرافها ومثله المئات من العوائل التي لا ذنب لها سوى انها اصبحت حطبا لنار حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. ويكمل الحاج ميزر حديثه بالقول، "لا تعتقد انني مرتاح للبقاء في المخيم وسط بعض عوائل الارهابيين او مشاهد الدعارة والفساد الموجودة في عمق المخيم لكنني لا امتلك حلاً بديلاً، وانا اليوم بين خيارين احلاهما يعتبر مراً بالنسبة لي ولعائلتي".يقول سامي الفيصل رئيس المنظمة المتحدة لحقوق الانسان في محافظة نينوى، إن ما يحدث من عودة اجبارية وقسرية دون تخطيط مسبق وبرنامج واضح ستكون سلبياته على المجتمع اكثر من ايجابيات غلق المخيمات، مشيراً إلى أن هناك آلاف العوائل لا تستطيع العودة بدون توفير مقومات المعيشة والحياة الكريمة لها.
اما فيما يخص عوائل عناصر التنظيم فيقول الفيصل: "منذ اربع سنوات لم نجد منظمة دولية تهتم بإعادة تأهيل هذه العوائل (النساء والاطفال) واليوم مرت 4 سنوات وماتزال هذه العوائل تعيش بذات الفكر المتطرف، ولم يعد هناك بالإمكان تغيير افكارها ومن الممكن ان يكونوا قنابل موقوتة اذا عادوا وذابوا في المجتمع دون مراقبة ومتابعة واضحة.
ويرى الفيصل، أن الحل الامثل هو بقاء هذه العوائل في مخيم واحد بعيداً عن المدن بسبب الرفض الاجتماعي، لهم وايجاد حل جذري ووضع برنامج واضح لعودتهم، محذراً أن الطريقة التي تعمل بها الحكومة على اغلاق المخيمات بصورة عشوائية فهي كارثية بكل معنى الكلمة ومرفوضة تماماً .
وبحسب بعض التسريبات من مصادر في الحكومة المحلية، فأن هناك مخيماً واحداً فقط سيبقى مفتوحاً للعوائل التي تعاني من ظروف استثنائية ولا تستطيع العودة مطلقاً ولكن لم يتم تحديد مكان المخيم او هوية العوائل التي ستبقى متواجدة فيه.
يجدر بالذكر ان البرنامج الحكومي لا يقتصر فقط على اغلاق مخيمات محافظة نينوى انما على جميع المخيمات في محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين بهدف انهاء ملف النزوح.