غضب في ديالى جراء جرف بساتين لملاحقة داعش

غضب في ديالى جراء جرف بساتين لملاحقة داعش
2021-03-01T14:22:31+00:00

شفق نيوز/ أثارت عمليات تجريف بعض البساتين وفتح ممرات أمنية شمالي ناحية جلولاء في ديالى، سجالات واعتراضات رسمية وشعبية بسبب التبعات والخسائر الاقتصادية من جهة وعدم جدوى خطط التجريف من جهة أخرى.

يقول أبو أحمد الحيالى، أحد المزارعين في قرية الاصلاح، 15 كم شمالي جلولاء، في حديثه لوكالة شفق نيوز، إن قوات الأمن والحشد الشعبي باشرت بتجريف مساحات شاسعة من البساتين في قرى الاصلاح، وأم الحنطة، وسليمان، وبندر، ومناطق اخرى.

وأكد أن عمليات التجريف "تسببت بخسائر جسيمة للمزارعين، وهذه الإجراءات القسرية وضعت المزارعين بين نارين، فهم أمام خسارة بساتين مثمرة تمتد أعمارها لعشرات السنين، وبين نيران وهجمات داعش اليومية التي باتت كابوساً يهدد أرواح الأهالي".

وتساءل الحيالي "كيف لا تستطيع السلطات الأمنية السيطرة على مناطق ريف شمالي جلولاء، وهل هذه المناطق أكبر مساحة وأشد خطراً من محافظتيّ الأنبار ونينوى اللتان أصبحتا تحت السيطرة الامنية التامة؟".

مزارعو حوض الشيخ بابا أو ريف شمالي جلولاء، فضلوا حفظ الأمن وسلامة أرواحهم وعوائلهم على استمرار خطر الهجمات المميتة اليومية لتنظيم داعش، لذلك ضحوا ببساتين تمتد اعمارها لـ80 عاماً من أجل العيش بأمن وأمان والخلاص من هجمات الموت، بحسب مسؤول الحشد العشائري في جلولاء مهدي الخطاب.

وأكد الخطاب لوكالة شفق نيوز، أن مساحات الممرات الامنية اخترقت 2000 - 2500 دونم من البساتين شمالي جلولاء، إلا أن أولويات الأمن جعلت التجريف حلاً مفروضاً يجب القبول به لإنهاء وجود "الجماعات الإرهابية في البساتين والأدغال التي تحولت إلى أوكار تصدر الموت والقتل للمزارعين، وأصبحت البساتين مناطق محرمة يصعب الوصول إليها خوفاً من هجمات القنص والعبوات الناسفة".

أزمة تجريف البساتين لاقت رفضاً نيابياً، إذ اعتبر النائب عن ديالى أحمد مظهر الجبوري تجريف بساتين قرى الشيخ بابا "خط أحمر".

واكد الجبوري في منشور على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك، تابعته شفق نيوز، أن "التجريف القسري لبساتين الشيخ بابا مرفوض لأن هناك أكثر من 1500 دونم من البساتين المثمرة".

وأعلن الجبوري تضامنه مع مزارعي جلولاء، ورفضه لعملية التجريف، مطالباً القائد العام للقوات المسلحة بالتدخل الفوري وحماية الناس وممتلكاتهم بدلاً من تجريف بساتينهم وتهجيرهم".

من جانبها، طمأنت قيادة عمليات ديالى للحشد الشعبي، على لسان قائدها طالب الموسوي، أهالي جلولاء، موضحاً عبر بيان ورد لشفق نيوز، أن "العملية بعيدة عن التجريف والهدف منها فتح الطرق وتنظيف وتطهير منطقة الزور بشكل كامل للوصول إلى مخابئ الإرهاب وتأمين ضفتي نهر ديالى".

واضاف الموسوي، أن "العملية تهدف لملاحقة عناصر داعش وتدمير مضافاتهم لتطبيق الخطة التي وضعت من قبل قيادتي الجيش والحشد لمنع التهديد المعادي من داعش الإرهابي".

وأكد أن "هنالك ترحيباً من الأهالي لاسيما وأن العمليات تهدف لفرض الأمن والاستقرار ومنع الاعتداءات الإرهابية التي تطال المدنيين والأمنيين ومصالحهم في مناطق زور الشيخ بابا التابعة لقضاء جلولاء شمال شرقي ديالى".

واطلقت قوات الجيش والحشد الشعبي أمس الأحد، عمليات أمنية شاملة لتطهير المناطق الممتدة بين شمالي جلولاء وأطراف خانقين مع حدود إقليم كوردستان وصولاً إلى المناطق الحدودية الشرقية مع إيران في نفط خانة.

يذكر أن مناطق شمال شرقي ديالى بين جلولاء وخانقين من جهة وحدود كوردستان من جهة أخرى تشهد ومنذ العام 2017 انهياراً وانحدراً أمنياً وهجمات شبه يومية بسبب انسحاب البيشمركة من المواقع الساخنة وما خلفته من فراغات تحولت إلى بؤر وأوكار خطيرة لتنظيم داعش.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon