عوائل داعش والحكومة العراقية في مواجهة تحديات أمنية واجتماعية

عوائل داعش والحكومة العراقية في مواجهة تحديات أمنية واجتماعية
2024-08-20T18:53:34+00:00

شفق نيوز/ كثيرة هي المشاكل التي خلفها تنظيم داعش حتى بعد مضي سبع سنوات على إعلان العراق الانتصار على التنظيم واستعادة المدن التي سيطر عليها، وعلى الرغم من إطلاق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع عدد من الوكالات الداعمة، لإعادة تأهيل تسعة آلاف عائد من مخيم الهول السوري الذي يضم عوائل داعش، إلا أن الملف ما زال بحاجة للكثير من الجهود.

وأعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والوكالة السويدية للتنمية الدولية، والاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع الحكومة العراقية، عن إطلاق مشروع "الطريق إلى الوطن: المصالحة المجتمعية وإعادة دمج العراقيين العائدين من مخيم الهول في سوريا".

بدوره يؤكد رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية، أرشد الصالحي، لوكالة شفق نيوز، إن "البرامج الأممية مهمة جداً في إعادة تأهيل ودمج الأبرياء من عوائل داعش، وفي الوقت نفسه يجب الاهتمام بضحايا الإرهاب بالتزامن مع عملية إعادة العوائل من مخيم الهول للحفاظ على الاستقرار والسلم المجتمعي، وذلك بعد التدقيق الأمني لكل واحد منهم والعمل على إعادتهم إلى مناطقهم المحررة".

وبين أن "عملية إعادة العوائل من مخيم الهول تمرّ بالعديد من عمليات التدقيق الأمني وذلك لضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب، والحكومة بمؤسساتها كافة تعمل وفق منهجية واضحة ومدروسة بهذا الخصوص".

وأشار إلى أن "العديد ممن عادوا من مخيم الهول يرفضون العودة إلى مناطقهم الأصلية خشية من عمليات الانتقام والثأر العشائري لكونهم ينتمون لعوائل داعش، والبرامج الأممية سيكون لها دور مهم في تجاوز العديد من هذه المشاكل المجتمعية".

من جانبه، أوضح الباحث الاجتماعي والمختص بالتأهيل المدني، عبد الله علي، لوكالة شفق نيوز، أن "برنامج إعادة إدماج العائدين وتعزيز الاستقرار المجتمعي خطوة مهمة لدعم الحكومة العراقية في إعادة تأهيل عوائل عناصر داعش، والبرنامج المعلن وسيساعد في إعادة دمج أكثر من 9000 شخص في المحافظات المحررة نينوى وكركوك وصلاح الدين وديالى".

ولفت إلى أن "العراق على مدار العامين الماضيين وضع خطة لإعادة تأهيل العراقيين الموجودين داخل مخيم الهول السوري، ودعم قدرتهم على الاندماج المجتمعي مرة أخرى، واستطاع إعادة دمج نحو 1230 عائلة في مناطقها الأصلية مرة أخرى بعد خضوعهم لبرامج تهيئة".

وشدد على أن "الهدف من ذلك هو منع تحول هؤلاء العائدين إلى إرهابيين جدد، وتحديداً بمنع داعش من تهريب العديد من النساء والفتيان من مخيم الهول للعمل مع التنظيم في العمليات الإرهابية".

ونبه علي إلى أن "التعامل الفكري والنفسي مع العنصر النسائي الداعشي شديد الخطورة؛ إذ قام العنصر النسائي في مخيم الهول على مدار العامين الماضيين بالعديد من الجرائم، لاسيما القتل والاغتيال للنساء اللاتي يبدين رغبة في ترك الفكر المتطرف، أو اللاتي حاولن مغادرة المخيم عبر برامج التأهيل".

وختم بالقول "من الضروري وضع الأطر القانونية اللازمة لعودة عوائل الدواعش لمناطقهم الأصلية، وإتاحة العودة الطوعية أمام النساء والأطفال بعد الخضوع لبرامج الدمج المجتمعي وبرامج التأهيل النفسي".

يشار إلى أن الحكومة العراقية استعادت 1400 عائلة من مخيم الهول، على 6 دفعات حتى نهاية العام 2023، لكن المشكلة أن غالبية الدول والحكومات ترفض استعادة رعاياها، رغم وجود حالات إنسانية.

ويصادف يوم غد الأربعاء، اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب في 21 آب/ أغسطس من كل عام، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2017.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon