طقوس العيد في الأنبار.. لا غنى عن زيارة المقابر
شفق نيوز/ يحرص أهالي محافظة الأنبار غربي العراق، على التمسك بالعادات والتقاليد المتعارف عليها بين أغلب العراقيين خلال أيام أعياد الفطر والأضحى، ولعل من أهم الطقوس الدينية التي يحرص الانباريون على تأديتها في اول ايام عيد الأضحى، هي زيارة المقابر منذ ساعات الصباح الأولى أو بعد أداء صلاة العيد.
ويشير علماء الدين والفقه الإسلامي السُني إلى أن "ظاهرة زيارة المقابر خلال أيام الأعياد، غير شرعية، وتتنافى من روحانية هذه المناسبات".
وعلى الرغم من أنها ظاهرة غير محببة ولا ينصح بها من قبل أئمة وفقهاء الطائفة السنية في الأنبار، إلا أن الانباريين متمسكين بها منذ القدم، معللين ذلك بأنها "استذكار لاناس شاركوهم مناسبة العيد قبل وفاتهم".
ويقول حارس مقبرة المعاضيدي وسط مدينة الفلوجة شرقي الأنبار، عبد الله عماد، إن "المئات من ذوي المتوفين يزورون المقبرة خلال أيام الأعياد وخاصة الفطر والأضحى، منذ انتهاء صلاة العيد إلى ساعات ما قبل غروب الشمس من اليوم الأول للعيد".
ويبين عماد في حديثه لوكالة شفق نيوز "يحمل الزائرون عند دخولهم المقبرة الشتلات لزراعتها قرب قبور موتاهم، بالإضافة إلى المياه واعواد البخور، كما أن البعض يأتي حاملاً المصحف لقراءة القرآن عند قبر الميت".
ويقول المواطن، عمر حميد (23 سنة) إنه "منذ وفاة والدي قبل اكثر من عشرة أعوام، اعتدت على زيارته في كل مناسبات الفرح، ويعز عليّ أن احتفل قبل أن أذهب لقراءة سورة الفاتحة والدعاء له".
ويضيف حميد، وهو من سكنة قضاء الفلوجة، في حديثه لشفق نيوز، "اعلم أن زيارة المقابر خلال أيام الأعياد ظاهرة (مكروهة) ولكنني لا اذهب لان اليوم عيد، وانما اريد أن استذكر والدي عندما كنا نحتفل معاً في أيام العيد".
من جهته يقول عضو المجلس العلمي والفقهي في الأنبار، محمد سبتي الكبيسي، ان "زيارة المقابر خلال أيام الأعياد عادة غير شرعية، إذ أنها تتنافى مع روحانية العيد".
واوضح الكبيسي، في حديثه لشفق نيوز، أن "العيد هو أيام فرح وسرور مهما يكون الإنسان متعباً وحزيناً، فلا بد أن يعلن الفرح وهي أيام مأكل ومشرب"، مشيرا إلى أن "العيد شعيرة من شعائر الإسلام وتعظيمها يكون بالفرح والسرور لا بإعادة الأحزان".
وبعث الكبيسي، عبر وكالة "شفق نيوز"، رسالة إلى أبناء الانبار، قال خلالها "رسالتنا إلى المتمسكين بعادة زيارة المقابر في العيد، من الممكن أن تكون زيارة المقابر في الأيام الأخرى، كونها سنة مؤكدة من سنن النبي محمد".