طائفية وفوارق طبقية تلاحق الموتى العراقيين.. الدولار يربك الأسعار
شفق نيوز / في بعقوبة وفي شارع صاخب بالحركة وورش العمل الصناعية والتجارية تنتشر محال بيع قبور جاهزة في مشاهد ينظر إليها البعض بالاشمئزاز وعدم قبول فكرة زخارف القبور ومظاهرها.
وكالة شفق نيوز، استطلعت ميدانياً أصحاب مهن ومحال بيع القبور الجاهزة وتداعيات ارتفاع أسعار صرف الدولار على مبيعاتها.
كنعان كامل أبو أيمن، يمتهن بيع وتصنيع القبور الجاهزة منذ 35 عاماً، أكد لوكالة شفق نيوز، "ارتفاع أسعار بيع القبور لنحو 10 بالمئة بسبب ارتفاع أسعار المواد الانشائية الأولية".
وذكر أن "القبور تباع حسب رغبات الناس من بسيط ومتواضع إلى مزخرف بالأحجار الثمينة وما شابه ذلك"، لافتاً إلى وجود "رغبات شبابية نحو القبور الحديثة تقابلها رغبات وإقبال على القبور القديمة".
وأضاف أبو أيمن، أن "زخرفة القبور أخذت بعض الأبعاد الطائفية، فالبعض يطلب كتابة آيات قرآنية وأسماء الله الحسنى، والبعض الآخر يطب كتابة اسماء الأئمة الإثنى عشر"، حسب قوله.
وعن رفض ونبذ المجتمع لمهنة بيع القبور، أشار أبو أيمن إلى أنها "قناعات وآراء متعددة، البعض يعتبرها محرمة ومقبولة من حيث الزخارف والطلاء ويكتفي بمقولة خير القبور الدوارس، فيما يعتقد آخرون أن مظهر القبور هو إكرام للموتى واستذكار لهم".
من جانبه، رأى طارق زياد، بائع ومصنع قبور منذ 12 عاماً، عدم تأثر أسعار القبور بارتفاع سعر الدولار باستثناء ارتفاع أسعار المواد الانشائية.
وعلى الرغم من أن الموت سمة توحد البشر، إلا أنها تبقي التمييز بين الغني والفقير من حيث طبيعة القبور وتكاليفها المادية.
وبين زياد، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "أسعار القبور متفاوتة تتراوح من 75 – 400 ألف وحسب رغبات الناس ومستواهم المعيشي، رغم ارباك الأسعار والمادة الأولية التي سببها ارتفاع أسعار الدولار".
ولفت إلى أن "أسعار القبور في المحال والمعامل أقل بكثير عما يبيعه (الدفان) الذي يتكفل غالباً بانشاء وبناء القبور للموتى"، مردفاً بالقول "نحن معامل تصنيع ومازالت أسعارنا ثابتة رغم كل الظروف".