صور من العاصمة.. "بلم دجلة" يتفوق على "التكتك" وينقذ البغداديين
شفق نيوز/ يُعد النقل النهري وسيلة اقتصادية فاعلة وسهلة للتنقل بين المدن والحواضر، اذ يجري بوساطته التخلص من الزحامات، التي ترتبط عادة بطرق المواصلات البرية.
ودأبت الدول على استعمال هذه الوسيلة في التنقل تحقيقاً لمصالح اقتصادية ومجتمعية وترفيهية للمواطنين، فضلاً عن كونها بوابة لتوفير الوقت ما يجعل وصول الناس إلى اعمالهم سهلاً يسيرًا.
وفي العاصمة العراقية بغداد، يؤكد سكانها، على أن النقل النهري اصبح اسهل خطوة للتنقل بين جانبي نهر دجلة من رصافتها إلى كرخها والعكس، كما أضحى ركوب القارب أو "البلم" وفق اللهجة البغدادية، اسهل من النقل بواسطة الدراجة النارية المسماة شعبياً بـ"التكتك" .
ويقول مواطنون بغداديون لوكالة شفق نيوز، إن النقل الى الضفة الاخرى او الى "الصوب الثاني" من النهر عبر الجسور، يتطلب الانتظار في طابور الازدحام القاتل للسيارات اكثر من 45 دقيقة، فيما التنقل بـ"البلم" يستغرق ثلاثة دقائق فقط.
وانتقد مواطنون الحكومات المتعاقبة، لعدم حل ازمة الازدحام وانشاء طرق وجسور ومجسرات للحد من هذه الازمة؛ فضلا عن اخفاقها في تفعيل النقل النهري والاستفادة من مزاياه الاقتصادية والترفيهية، وظلت متمسكة بالاعتماد على اموال النفط فقط، بحسب تعبيرهم.
ويقول مواطن بغدادي، استقل "البلم" ليعبر به الى جانب الكرخ من بغداد، إن عبوري عبر الجسور والطرق البرية من الرصافة حيث الكرخ لإنجاز معاملتي، يتطلب وقتا يمتد من الساعة الى الساعتين فضلا عن نحو سبعة الاف دينار عراقي أو أكثر كأجور نقل، بسبب الازدحام الذي تشهده مناطق بغداد بشكل يومي، لافتاً إلى أن عبوره بواسطة القارب لم يستغرق سوى دقائق وبأجرة لا تتعدى 500 – الف دينار فقط.
وأشار إلى أن الحكومات بعد 2003 لم تخجل لأنها، ما زالت تسير على طرق وجسور الطاغية صدام؛ وجعلوا الناس تقارن النظام المقبور بالنظام الحالي فيدفعهم ذلك الى القول انه افضل من "نظامهم" الديمقراطي بسبب عدم تقديمهم لأي خدمات او انشاء طرق، او الاستفادة من الانهار او ما شابه، منوهاً إلى "الإهمال الذي طال حتى ضفة النهر المليء بالنفايات" .
وبحسب متخصصين، فأن النقل النهري قضية انتعاش اقتصادي قد فرطت الحكومات بها، وفضلت البقاء على إيرادات النفط،
ويرى اقتصاديون امكانية الحصول على ايرادات غير متوقعة من خلال نهري دجلة والفرات في العراق عبر الاستثمار وتأهيل النهرين والتفكير بفرص تطوير، مشددين على ضرورة الاهتمام بإحياء النقل النهري.
وبرغم المزايا التي يوفرها النقل النهري الآن على حساب المواصلات البرية، فان الحكومات المتعاقبة تفشل في الإفادة منه، فيما يظل امر انتعاش النقل النهري مقصوراً على النقل الخاص.