صور.. مأساة أنتجها داعش.. ليلى الإيزيدية تسمي كل الفتيات باسم ابنتها
شفق نيوز/ انتهت الحقبة المظلمة لتنظيم داعش الإرهابي منذ أكثر من ثلاث سنوات، إلا أن ما خلفته من قصص مأساوية وآثار كارثية لم تنتهِ لنستمع ونشاهد بين يوم وآخر مأساة جديدة للضحايا جراحهم لا تندمل، وحتى ان حاولوا التعايش معها ومحاولة التخفيف من آلامها يبرز أمامهم الواقع اللا إنساني الذي يعيشونه ليجدد أوجاعهم.
عائلة ليلى الإيزيدية صورة من الصور المحزنة التي ما زالت شاخصة في مخيم باجد كندالا بمحافظة دهوك، تذكرنا بما جرى.
ليلى اسم افتراضي، لفتاة تحدثت لوكالة شفق نيوز شريطة عدم ذكر اسمها الحقيقي، حيث اختطفها تنظيم داعش 2014 في قضاء سنجار وباعها سبية لتنتقل بعدها من الموصل إلى سوريا، حالها كحال آلاف الإيزيديات والإيزيديين.
ليلى هي البنت الكبرى لعائلة مكونة من أم وأربعة من الأخوة والأخوات، ابن من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأخت ما زالت تحت وقع صدمة الرعب والنزوح مشياً على الأقدام من سنجار إلى دهوك، يبحث أفراد هذه العائلة عن وسائل تساعدهم على الاستمرار في الحياة ومحاولة التخفيف من وقع المأساة التي حلت بهم، لكن دون جدوى.
تقول ليلى "بعد اختطافي من قبل عناصر داعش ونقلي إلى سوريا، هناك حملت بجنين وكانت فتاة اسمها هبة، كانت ابنتي هبة هي تسليتي الوحيدة لتحمل مرارة العيش بين الدواعش، وهي وسيلتي لنسيان آلام حرماني من عائلتي ومن طفولتي التي اغتصبت أيامها من قبل التنظيم".
وتضيف "حين حالفني الحظ وكنت من بين الذين تم تحريرهم من قبضة الدواعش، لم يسمح ليّ بأخذ طفلتي هبة وتم إجباري على تركها في سوريا إلى مصير مجهول".
وتؤكد ليلى أن صورة ابنتها لا تفارقها "اشتاق لها كثيرا حد البكاء، وأحياناً أفقد السيطرة على أعصابي وأتشاجر لأتفه الأسباب"، مضيفة "لا أجد ما يشغلني عن حنيني لابنتي سوى اللعب مع الأطفال في المخيم وأسمي الفتيات منهم باسم هبة".
وتشير ليلى إلى طفلة في المخيم ترتدي فستاناً أحمر اللون، وتقول "هل ترون تلك الفتاة بالفستان الأحمر؟، أسميها هبة، كلما اشتاق لابنتي أنادي هذه الطفلة وألعب معها وأقدم لها أكلاً أو مشروباً".
شيرين والدة ليلى هي الأخرى تعاني الأمرّين، فمن جانب المعيشة الصعبة في المخيم، ومن جانب آخر ترى ما حلّ بابنتها البكر وباقي أبنائها وبناتها.
تقول شيرين "أتمنى الموت للخلاص من هذا العذاب، ما مرّ بنا لا يتحمله بشر، أبكي ليلا ونهارا على ما حل بنا، أطفاليّ يعانون من الشلل ومختلف الأمراض، بالإضافة إلى المعيشة التعيسة في المخيم، ولا نرى من يتهم بنا وينتشلنا من هذا الواقع المؤلم".