صور.. سوق الجمعة الموصل يستعيد ملامحه على ركام الحرب
شفق نيوز/ قرب ضفة النهر الغربية في الجانب الأيمن من الموصل عاد العشرات من الموصليين الى التجمع صباحاً كل يوم جمعة في "سوق الجمعة" الذي كان قبل سنوات أهم الأسواق التي يرتادها الموصليون من الأغنياء والفقراء في أيام العطل.
وكان هذا السوق يمتد في شارع مركز المدينة الذي كان يحتوي جميع المباني الحكومية بما فيها مبنى المحافظة الذي لم يعد له أثر بعد الحرب.
سوق الاشباح
يرى محمد العبيدي وهو خريج كلية التربية، انه اول من بدأ يأتي كل يوم جمعة الى هذا المكان وبعدها توالى العشرات من أصحاب الدراجات النارية إلى المكان أسبوعياً ليكون أول سوق يعود الى المدينة القديمة.
أما عما كان عليه هذا السوق فيقول "كان سوق الجمعة يشمل كل شيء إذا كان من الأثاث والأجهزة الكهربائية المستعملة وملابس (البالة) المستعملة وحتى سوق الطيور والحيوانات الاليفة، لكن بعد استيلاء داعش على الموصل ومن ثم معارك التحرير ضاعت ملامح كل ما ذكرته وأصبحت المدينة مدينة اشباح حتى مطلع هذا العام بعد ان بدأت الخدمات بالعودة تدريجيا".
ويضيف العبيدي "ما أن تم إعادة اعمار الجسر القديم حتى بدأت الحياة تنبض مجددا في أسواق المدينة القديمة" ويتوقع محمد أن "بعد إعادة اعمار الجسر الثاني سيعود المزيد من الناس للتجمع يوم الجمعة هنا، فهذا السوق مصدر رزق لآلاف الموصليين من ضمنهم أنا الذي أعمل حاليا في بيع وشراء الدراجات النارية وانتظر يوم الجمعة من كل أسبوع لأجل هذا".
أما فيما يخص الإجراءات الحكومية حول إعادة الحياة الى المدينة القديمة، يلفت محمد إلى أنها كانت متأخرة نوعا ما، لكن وتيرتها ارتفعت في الآونة الأخيرة خصوصا بعد إعادة تأهيل شبكات المجاري وتبليط جميع شوارعها الرئيسية وإيصال الماء والكهرباء .
باب الطوب: الخطوة الأولى
من ناحيته، يقول قائممقام الموصل زهير الاعرجي انهم يدرسون إعادة الدوائر الحكومية الى مركز المدينة بما يمكن وذلك لإعادة الحياة إليها.
ويشير الأعرجي في حديثه لوكالة شفق نيوز، الى أن "إعادة افتتاح مرأب باب الطوب هو الخطوة الأولى لتعود حركة المركبات وبعودتهم ستعود الحركة تدريجيا، لكن الامر يحتاج الى جهود اكبر من طاقة المحافظة ويحتاج الى الوقت أيضاً".
وتعمل بلدية الموصل في الآونة الأخيرة على تسقيف الأسواق القديمة وتوفير متطلبات العودة من أجل تشجيع أصحابها على إعادة افتتاح محلاتهم ولكن تأخرها في هذه الإجراءات جعل الكثير منهم يفتحون محلاتهم في مناطق أخرى وأصبح من الصعب عودتهم.
عقوبة حكومية
من جهته، يقول الناشط والمدون سعد عامر لوكالة شفق نيوز ان "عودة هذه الأسواق كان بإرادة الأهالي وإصرارهم على عودة الحياة، اما عن جهود الحكومتين المركزية والمحلية فهي خجولة".
ووصف عامر موقف الحكومة المركزية من الموصل، بأنه "كان اشبه بالعقوبة الجماعية لأهلها وكأن الموصليين كانوا في نزهة ولم يكونوا تحت الأسر ويذوقون ويلات داعش وجرائمه طوال ثلاث سنوات . ورغم ما خسره الموصليون من أموال وارواح وكانوا صاحب التضحية الأكبر في كل ما حدث الا انهم كانوا أيضا أصحاب الإرادة الأكبر في إعادة الحياة".
ويخلص الناشط والمدون إلى القول: "في أي سوق تمرون وتجدون أصحابه قد عادوا اليه، عليكم ان تعلموا بانهم عادوا لان جذورهم في هذه المدينة، ومهما أراد الإرهاب محو هوية هذه المدينة التراثية والحضارية فلن يستطيع، وقد اثبتت الموصل بانها مدينة تحب الحياة والسلام ولدى أهلها من الإرادة ما لا يمتلكه الاخرون ولهذا السبب قد عادت الحياة فيها بعد اعنف حرب شهدها التاريخ الحديث".