"ستة أحرف" تشكل أزمة عمرها 16 عاماً في العراق (صور)
شفق نيوز / في العراق، أزمة مستدامة اسمها "كهرباء" هي ستة أحرف ترافق العراقيين على مدار الفصول الأربعة منذ أكثر من 16 عاماً، فجميع الأزمات الأخرى في البلاد، تكاد تكون أهون بكثير من حلم توفير الطاقة للمواطنين، فالنتيجة واحدة "لا كهرباء في الأحياء" رغم إنفاق الكثير عليها حكومياً وشعبياً.
ويعيش معظم سكان العراق، هذه الأزمة، فلن تتحسن في الصيف لإنقاذ المواطن من الحر القاتل، ولم تستقر في الشتاء لتسعفهم من برده القاسي.
يأتي ذلك في وقت لا يمتلك أغلب المواطنين أي مقومات لديمومة أعمالهم اليومية سواء في البيوت أو المحال التجارية، وحتى في بعض المؤسسات الحكومية.
وتعزو وزارة الكهرباء العراقية، تراجع ساعات تجهيز الطاقة من المنظومة الوطنية، في مناطق ومدن البلاد كافة بإستثناء إقليم كوردستان، خلال الآونة الأخيرة، إلى فقدان أكثر من 7500 ميغاواط، جراء انحسار اطلاقات الغاز المورد من جهة، وإطفاء الخطوط الإيرانية من جهة أخرى.
وترى الحكومة العراقية، أن أزمة الكهرباء الأخيرة، تعود إلى زيادة الأحمال على الشبكة الكهربائية نتيجة موجة البرد الشديدة، وبسبب نقص الغاز المستورد من الجانب الإيراني.
وانتقد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، اعتماد الحكومات السابقة على الغاز الإيراني فقط، في توفير الكهرباء، فيما وجه وزارة النفط باتخاذ إجراءات عدة من شأنها المساهمة في توفير التيار الكهربائي للمواطنين وتعويض النقص الحاصل بإنتاج الطاقة، أبرزها زيادة حصة المولدات الأهلية من وقود زيت الغاز في المناطق التي تشهد انقطاعات متعددة للتيار الكهربائي.
ويعاني العراق من أزمة نقص كهرباء مزمنة منذ عقود جراء الحصار والحروب المتتالية، كما ويحتج السكان منذ سنوات طويلة على الانقطاع المتكرر للكهرباء وخاصة في فصل الصيف، إذ تصل درجات الحرارة أحياناً إلى 50 مئوية.
ويجري العراق مباحثات مع دول خليجية وعلى رأسها السعودية لاستيراد الكهرباء منها عبر ربط منظمتها مع منظومة الخليج، بعد أن كان يعتمد على إيران لوحدها خلال السنوات الماضية عبر استيراد 1200 ميغاواط وكذلك وقود الغاز لتغذية محطات الطاقة الكهربائية المحلية.
كما يعتزم العراق استيراد الكهرباء من الأردن وتركيا، في مسعى من بغداد لسد النقص لحين بناء محطات طاقة تكون قادرة على تلبية الاستهلاك المحلي.
