ديالى تصارع الجفاف بالآبار ومشروع اروائي وحيد
شفق نيوز/ نداءات استغاثة ومناشدات ومطالبات مستمرة تشهدها محافظة ديالى لمواجهة ازمة الجفاف والخروج منها بأقل الأضرار رغم ضعف الحلول وانعدامها.
أسباب الجفاف التي عصفت بديالى خلال العامين الأخيرين والتي جعلتها المحافظة الأكثر تضررا من ذلك، يعود إلى سوء إدارة ملف الموارد المائية من قبل الحكومة الاتحادية وسوء إدارة الخزين المائي في بحيرة حمرين، أكبر خزان مائي في ديالى، الى جانب اقدام الجانب الإيراني على قطع الأنهر والجداول وحجب مياه السيول خلال الموسمين الأخيرين بسبب حاجة الجانب الإيراني للمياه وعدم وجود تفاهمات واضحة مع الجانب العراقي حيال ملف المياه المشتركة.
ازمة الجفاف باتت تهدد بنزوح عشرات القرى الزراعية وهلاك عشرات الآلاف من الدوانم والبساتين المثمرة، إضافة إلى إلغاء الخطط الزراعية والأضرار الجسيمة التي لحقت بالثروة الحيوانية بشتى جوانبها.
مشروع "أسفل الخالص"
مصير ديالى المائي أصبح مرهوناً بمشروع اروائي استراتيجي أنشئ في العام 2000 على ضفاف نهر دجلة في قرية زنبور على بعد 30 كم شمال غرب بعقوبة.
مشروع "اسفل الخالص" أصبح المغذي الوحيد للمياه لغالبية مناطق ديالى، اذ يمر بالخالص وبعقوبة وهبهب وبني سعد وصولا الى مناطق في العاصمة بغداد، الى جانب تغذية محطات مياه الشرب لتأمينها لنحو 500 ألف نسمة في بعقوبة.
ولم تقدم الموارد المائية على إنشاء أي مشروع اروائي في ديالى منذ عام 2000 وحتى الآن على الرغم من توفر مقومات المشاريع على نهر دجلة.
نهر ديالى وسدة الصدور
مسؤولون محليون في ديالى طالبوا عبر وسائل الاعلام بتعزيز نهر ديالى من مشروع "اسفل الخالص" على ضفاف نهر دجلة وانشاء محطات ارضاع للنهر مماثلة لخطة تعزيز نهر خريسان العام الماضي لتأمين ماء الشرب للعشرات من القرى والأحياء السكنية.
مدير الموارد المائية في ديالى مهند علي المعموري، أكد لوكالة شفق نيوز، انه "لابد من تعزيز نهر ديالى عبر جدول مائي في ناحية بني سعد جنوب غرب بعقوبة لتأمين ماء الشرب للعشرات من القرى الزراعية ومناطق في أطراف بغداد".
واعلن عن "إعداد خطة متكاملة لتعزيز وتغذية سدة الصدور الاروائية 55 كم شمال شرق بعقوبة، عبر أنابيب ومضخات من نهر دجلة، والمشروع قيد الدراسة والمناقشة مع إدارة المحافظة ووزارة الموارد المائية والجهات المعنية".
الاستمارة البيضاء والابار
مسؤول حكومي في ديالى اعلن عن اطلاق مشروع "الاستمارة البيضاء" والذي يتضمن تحديد المناطق المتضررة والأكثر حاجة للآبار في مناطق ديالى.
وبين مدير الهيئة العامة للمياه الجوفية في ديالى، باسم خلف مسعود، لوكالة شفق نيوز، ان "الاستمارة البيضاء ورقة تحدد مواقع حفر آبار النفع العام لغرض الشرب والحاجات الأساسية فقط وبموافقة الجهات المعنية في الموارد المائية والزراعة والماء إضافة إلى رئيس الوحدة الإدارية".
واكد انه تم "حفر 60 بئرا في ديالى خلال العام الحالي كما قدمنا طلبات رسمية للجهات المعنية لتعزيز الابار مع تفاقم ازمة الجفاف والحاجة المائية في المحافظة"، مبينا ان "الآبار تخضع لمعايير الفحص والكشف ومدى صلاحياتها للاستخدامات المتعددة".
العيون الإيرانية الخفية
على الوديان الحدودية بين مندلي والحدود الإيرانية تتواجد عيون تتدفق منها المياه بإطلاقات محدودة إلى سد مندلي وتغذي جداول تؤدي الى مشروع ماء شرب كبير يغذي نواحي مندلي وقزانية الحدوديتين.
المياه المتدفقة من العيون الحدودية رغم قلتها الا انها تؤمن ماء الشرب لمندلي وقزانية بمعدلات جيدة بحسب مدير ناحية قزانية مازن اكرم الخزاعي.
الخزاعي أوضح لوكالة شفق نيوز، ان "مياه العيون لأغراض الشرب وارواء البساتين المحددة ولا تؤمن الخطط الزراعية التي تعتمد على الآبار والمياه المتدفقة في الجداول الاروائية".
وعن خطط الآبار في مندلي وقزانية، بين الخزاعي أن "10 آبار خصصت لمندلي وقزانية وبانتظار الموافقات الرسمية للشروع بحفرها وتشمل الأحياء السكنية لتعزيز ماء الشرب الى جانب وجود 9 آبار جاهزة تتطلب اعمالاً فنية لتشغيل مضخاتها وتوجيه المياه نحو مشروع ماء مندلي وقزانية".
وتعد ديالى المحافظة الأكثر تضررا من الازمة المائية بسبب اعتمادها على الإيرادات الخارجية من دول الجوار وانعدام الأمطار في الموسم الشتوي الماضي إلى جانب نفاذ مخزونها المائي الاستراتيجي في بحيرة حمرين.