تعرض للقصف 3 مرات.. جسر "الفتحة" يربط صلاح الدين بكركوك مجدداً

شفق نيوز/ "جسر
الفتحة" الإستراتيجي، الذي يربط صلاح الدين بكركوك، واحداً من جسور عدة،
تعرضت للتدمير بسبب العمليات العسكرية والإرهابية التي مر بها العراق، بدءاً من
العام 2003 وصولاً لعام 2017، الأمر الذي تسبب بخروجه عن الخدمة بعد وصول نسبة
دماره لـ85%، لكن، وبعد قرارات كثيرة ووتيرة عمل متسارعة، يعود الجسر للخدمة، حيث
اكتملت أعمال تأهيله.
والجسر الواقع في قضاء
بيجي، أنجز عام 1979، بتكلفة ستة ملايين و500 ألف دينار عراقي في حينها (قرابة 19
مليون دولار آنذاك)، بتنفيذ شركة "سوميتومو" اليابانية للمقاولات،
وبتصميم من الشركة البريطانية "موت وهاي وأندرسون".
ويقول قائممقام قضاء
بيجي، عادل أحمد علي، لوكالة شفق نيوز، إن "جسر الفتحة يعتبر واحداً من أهم
المشاريع الحيوية في محافظة صلاح الدين وقضاء بيجي تحديداً، والعمل في الجسر اكتمل
تقريباً وسوف يتم افتتاحه في بداية الشهر المقبل".
ويضيف أن "تم
الإشراف ميدانياُ على الأعمال التي شارفت على الانتهاء بصورة كاملة، وسيكون واحد
من أهم الجسور التي يعاد لها الحياة في صلاح الدين والعراق".
أحمد حسين الجبوري (45
عاماً)، مواطن من سكنة قضاء بيجي، يقف أمام الجسر، غير مصدق أنه سيعود للخدمة
ويصبح الانتقال لكركوك سهلاً بعد سنوات طويلة من تدميره.
ويقول الجبوري لوكالة
شفق نيوز "كنا سابقاً نحتاج إلى قطع مسافات طويلة للانتقال إلى كركوك، أو
العبور عبر زورق صغير من بيجي باتجاه منطقة الفتحة ومنها إلى كركوك، أو عبر الجسر
العائم الذي انشئ لعبور الأهالي، مقابل خمسة آلاف دينار لكل سيارة تعبر عليه، وكان
يخرج عن الخدمة في مواسم الشتاء عند ارتفاع مناسيب النهر".
ويسرد الجبوري ما تعرض
له الجسر: "هذا الجسر، أصبح حكاية من حكايات العراق، حيث مرت عليه أحداث
كثيرة، حيث تعرض للقصف عام 2003 من قبل الطيران الأمريكي ثم فجره تنظيم داعش في
2009، وفي العام 2014 عاد الطيران الأمريكي وقصف وسط الجسر وأخرجه عن الخدمة لمنع
استخدامه من قبل داعش".
ويؤكد أن "إنجاز
الجسر يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح، فهو مهم لتسهيل حركة المدنيين والقادمين من
بغداد إلى صلاح الدين والانتقال إلى كركوك باتجاه محافظات إقليم كوردستان".
يشار إلى أن الجسر،
تمتد فيه أنابيب غاز ونفط أيضاً، وهذه دمرت خلال تعرضه للقصف، وكان عددها 15
أنبوباً، وذلك عام 2003، قبل أن تعيد مديرية الطرق والجسور، بالتعاون مع الفرقة 65
للهندسة الأمريكية أعمال تجديد الجسر.
وافتتح في شهر آيار/
مايو سنة 2009، ثم فجر في آذار/ مارس سنة 2015، من قبل تنظيم داعش، ليتضرر بنسبة
85%، واستعادته الحكومة يوم 4 تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2017، ثم بدأت بعدها عمليات
إعادة إعماره.
يذكر أن رئيس مجلس
الوزراء، محمد شياع السوداني، وخلال زيارته لصلاح الدين في آب/ أغسطس 2023، كانت
نسبة إنجاز الجسر في حينها تبلغ 40%، فأصدر قرارات واستثناءات لتسريع وتيرة العمل.
يشار إلى أنه خلال
أعمال تأهيل الجسر، تم بناء جسر عائم مؤقت صغير، وهو استثماري لتسهيل عملية عبور
المواطنين إلى كركوك، وحددت أجرته بألف دينار عراقي، لكن كان يتم استيفاء خمسة
آلاف دينار عن كل سيارة تعبره.