تحذير صحي في كربلاء والسلطات المحلية تتخذ إجراءات مشددة

شفق نيوز/ حذرت السلطات الصحية في محافظة كربلاء، من انتشار مرض الحمى النزفية بين الزائرين، وبينما أبدت مخاوفها من وصول الفيروس إلى وباء، شددت على ضرورة الالتزام بمجموعة توجيهات للوقاية من الإصابة والسيطرة عليه.

وتصاعدت أعداد إصابات الحمَّى النزفيَّة في البلاد خلال الآونة الاخيرة، إذ بلغت الأعداد المسجلة حتى يوم أمس الثلاثاء، 420 إصابة بضمنها 56 وفاة.

خطة عاشوراء

وبهدف السيطرة على هذا المرض، وضع المستشفى البيطري في كربلاء بالتنسيق مع قيادة عمليات كربلاء وهيئة المواكب الحسينية، خطة لزيارة العاشر من محرم، تتضمن عدة محاور، وفق مدير المستشفى البيطري في كربلاء، وسام الجابري.

وعن تفاصيل هذه الخطة يشرح الجابري لوكالة شفق نيوز، أنها "تبدأ من التأكد من وجود الشهادات الصحية للحيوانات المصاحبة للمواكب الحسينية، وأنها مغطسة بمبيد (الدلتامثرين) المستخدم ضد حشرة القراد - الوسيط الناقل للمرض - فضلاً عن نشر مفارز بيطرية في السيطرات الخارجية كافة، للكشف عن هذه الحيوانات قبل دخولها إلى المحافظة".

ويؤكد، أن "هذه الخطة دخلت حيز التنفيذ في وقت مبكر من العام الحالي، بسبب أعداد الإصابات في البلاد، وللحفاظ على نسبة الإصابات المسجلة في كربلاء التي تعد الأقل مقارنة بمحافظات الوسط والجنوب".

ويضيف الجابري، "كما تم تشكيل لجنة لمراقبة المواكب الحسينية بمعيّة الدوائر المعنية، وهذه الجنة مهمتها متابعة المواكب ومنع الجزر داخلها، وكذلك تم تخصيص أماكن للجزر المؤقت في داخل المدينة القديمة وخارجها".

وفيما يخص مناطق الجزر المؤقت يوضح أنه "تم التشديد على ذبح الأضاحي داخل مجزرة كربلاء النموذجية قبل يوم من الزيارة، لكن في يوم الزيارة سوف تحصل قطوعات كثيرة، ولصعوبة إيصال الحيوانات إلى المجزرة المذكورة، تم تشكيل ثلاث مجازر مؤقتة في داخل المحافظة".

ويؤكد أن الهدف من هذه المجازر المؤقتة هي "الحفاظ على صحة الزائرين، وتقليل الجزر العشوائي في داخل المواكب، بسبب أن هذه الظاهرة غير حضارية، ولمنع انتشار الحمى النزفية، على اعتبار أن المرض ينتقل عن طريق دماء الأضاحي".

ويتابع مدير المستشفى البيطري في كربلاء، "كما هناك فرقة توعية وإرشاد لكل أصحاب المواكب والزائرين لتوخي الحذر من الإصابة بالحمى النزفية، وكذلك هناك متابعة لكل منتجات اللحوم والدواجن والأسماك، وهناك مفارز بيطرية جوالة على المواكب كافة، من أجل فحص هذه اللحوم قبل تقديمها إلى الزائرين".

نصائح

وقدم وسام الجابري مجموعة نصائح لمربي الحيوانات والقصابين بدرجة خاصة، كون هذه الشريحة هي الأكثر عرضة للإصابة لتعاملها المباشر مع الحيوانات التي قد تنقل - عن طريق دمائها - مرض الحمى النزفية.

ويدعو الجابري إلى أهمية "الجزر في داخل المجاز النظامية والحكومية الذين يكون بإشراف الأطباء البيطريين وفحص الحيوانات قبل الذبح، ولكي لا يحصل تماس مباشر مع الزائرين، وضرورة الابتعاد عن الذبح في الأماكن العشوائية، لأنها تعد خطيرة على حياتهم".

وبالتزامن مع قرب زيارة العاشر من محرم، وتوجه المواكب الحسينية إلى محافظة كربلاء مصطحبة معها الحيوانات المراد ذبحها لتقديمها للزائرين، يشدد الجابري على أهمية "الابتعاد عن ذبح الحيوانات بالقرب من المواكب أو الشوارع، لأن هذه الدماء سوف تكون سبباً رئيسياً لانتقال المرض الذي قد يشكل وباء".

كما وأوصى مدير المستشفى البيطري في كربلاء، ربات البيوت في كيفية التعامل عند شراء اللحوم بـ"عدم مسكها باليد مباشرة، بل لابد من لبس الكفوف، وغسلها بماء دافئ، وبعدها تُقطع اللحوم باستخدام سكاكين ولوح تقطيع خاصة، وعزلها عن باقي الأواني، وطبخ اللحوم أو تجميدها كفيل بالقضاء على حمى النزفية".

والحمى النزفية مرض فيروسي يصل معدل الوفيات للمصابين به إلى 40%، وفق منظمة الصحة العالمية، وينتقل من الحيوانات إلى الإنسان.

ويحذر الخبراء من أن الفيروس قد ينتقل أيضا من إنسان لآخر، خاصة عن طريق الاتصال الجنسي أو اللعاب ومختلف سوائل الجسم. تشمل الأعراض المبكرة الحمى والتعب أو الضعف أو الشعور العام بالتوعك، والدوار وآلام العضلات أو العظام أو المفاصل، والغثيان والقيء والإسهال.

أما الأعراض التي قد تصبح مهددة للحياة فتشمل نزيفا تحت الجلد أو في الأعضاء الداخلية أو من الفم أو العينين أو الأذنين، وخللا وظيفيا في الجهاز العصبي، مع الغيبوبة والهذيان وأحيانا الفشل الكلوي والتنفسي والكبدي.