بينها مسقط رأس صدام .. ثأر العشائر والارهاب يمنعان عودة الآف النازحين
شفق نيوز/ يسعى مسؤولو الحكومة المحلية والاوساط العشائرية في محافظة صلاح الدين، لحسم ملف النازحين واعادتهم الى مناطق سكناهم التي نزحوا منها ابان سيطرة تنظيم "داعش" على المحافظة عامي 2014 و20115، ووسط تأكيدات بقرب عودة اكثر من 400 اسرة نازحة، تقف الاعتراضات العشائرية والثأرات ومخاوف ضلوع بعض ابناء القرى بالعمل مع الارهاب، عائقا امام حل هذا الملف وانهاءه.
وابرز المناطق التي شهدت سجالات ونزاعات حيال عودة النازحين ناحية يثرب جنوبي صلاح الدين، والتي مازالت فيها مشاكل الثأر العشائري والموانع الامنية، والتي تعد ابرز اسباب تأخر عودة النازحين الى قراهم الزراعية.
ويقول مدير الناحية حارث عبد النبي لوكالة شفق نيوز، إن "اكثر من 5000 اسرة نازحة لم تعد الى مناطق الناحية منذ ست سنوات على الرغم من استحصال الموافقات بسبب المتعلقات العشائرية والسجل الامني".
وأوضح عبد النبي، أن "عودة الاسر مرهونة بحسم الثأرات والمتعلقات العشائرية، واستثناء الاسر المتورطة بالارهاب ودعم عصابات داعش، تجنبا لعودة عناصر ارهابية بين صفوف الاسر النازحة"، لافتا الى "تشكيل لجنة مختصة خلال السنوات الماضية من الجهات الامنية وادارة المحافظة والادارة المحلية للناحية لتولي ملف اعادة الاسر النازحة الى مناطق سكناها ومساعدتها على المباشرة بنشاطها الزراعي وتطبيع الحياة وازالة مخلفات داعش الارهابي".
واشاد عبد النبي، "بالجهود العشائرية والحكومية للوصول الى حلول توافقية لإعادة النازحين وترحيل الأمور الخلافية والاتفاق على توقيت لعودة النازحين".
واعلن مدير الناحية، قرب عودة اكثر من 400 اسرة نازحة الى مناطق "الرفيعات" بالتنسيق بين الاجهزة الامنية والحشد الشعبي لاخلاء قرى النازحين وتسهيل عودتهم الى مناطقهم"، مجددا تأكيده "بمنع عودة أية اسرة مطلوبة او متعاونة مع تنظيم داعش الى مناطق الناحية".
وتعد ناحية يثرب الكائنة جنوب قضاء بلد التابع لمحافظة صلاح الدين، غنية بالبساتين المثمرة بالحمضيات والنخيل بكثافة ما يعطيها منظرا اخضرا من الاعلى، وطبيعة جميلة وخلابة، ويبلغ العدد التقريبي للسكان حوالي 72000 نسمة.
وفي قضاء الدجيل جنوبي محافظة صلاح الدين، دعا قائممقام القضاء عبد العزيز فزع، السلطات الامنية والادارية الى حسم ملف النازحين واعادة مئات الاسرى الى مناطقها في قضاء الدجيل.
وعزا فزع في حديثه لوكالة شفق نيوز، أسباب تأخر عودة النازحين الى "اعتراضات عشائرية بعد احداث داعش 2014 ووجود ثأرات عشائرية بين بعض المناطق وضلوع البعض من ابناء القرى بالعمل في صفوف التنظيم"، مطالبا "بعودة اكثر من 500 اسرة الى مناطق قراغول، في اطراف الدجيل، وإعادة احياء النشاط الزراعي من جديد وانهاء مأسي التشرد والنزوح".
واضاف فزع قائلا، " نحن مع السياقات القانونية والامنية لحسم ملف النازحين"، مشددا "لن نسمح بعودة الاسر المشبوهة امنيا او المتعاونة مع داعش حفاظا على الاستقرار والسلم الاجتماعي في عموم مناطق قضاء الدجيل".
ويعد قضاء الدجيل ( قضاء الفارس سابقا ) أحد الأقضية التابعة إلى محافظة صلاح الدين في وسط العراق ويتبعه ناحية الشيخ جميل و ناحية الثرثار ويبلغ عدد سكان القضاء حوالي 104,000 حسب تقديرات عام 2014.
من جهته قال محافظ صلاح الدين عمار جبر خليل ان ملف عودة اهالي منطقة العوجة (مسقط رأس رئيس النظام السابق صدام حسين) يمثل أحد أولوياته الاستثنائية بوصفه خط شروع كبير في مشروع المصالحة المجتمعية
ونوه خلال جولة ميدانية شملت الاحياء السكنية و الجوانب الخدمية و الأمنية في العوجة برفقة قيادات الحشد الشعبي الماسكة للأرض، الى الاتفاق على عودة أهالي العوجة بتوقيتات زمنية سريعة بعد الانتهاء من بعض الاستعدادات اللوجستية
من جانبه أكد آمر لواء35 حشد شعبي صدور تعليمات من المراجع العليا بالتعاون و التتسيق المباشر مع محافظ صلاح الدين لانهاء هذا الملف الإنساني