بسبب الفساد وانعدام الثقة بالمسؤولين.. موصليون يرفضون تلقي لقاح كورونا

شفق نيوز/ منذ إعلان الشركات الدوائية العالمية عن توصلها إلى إنتاج لقاحات مضادة لفيروس كورونا والشارع العراقي منشغل بموعد وصول اللقاح إلى العراق، ووسائل الإعلام تتناول بشكل شبه يومي مدى جدية وزارة الصحة والحكومة العراقية من استيراده، حتى تطور الأمر للحديث عن شبهات فساد وتقاعس بشأن استيراد اللقاح.

ورغم انشغال العراقيين والعالم أجمع بحملات التطعيم ضد كورونا، لكن يبدو أن هنالك عراقيين لا يهتمون بهذا الضجة ولا يعنيهم حصول العراق على اللقاح.

مراسل وكالة شفق نيوز في محافظة نينوى، التقى بعدد من أهالي مدينة الموصل، بعضهم ادلى بتصريحات وآخرون اكتفوا بالقول "نرفض تلقي اللقاح".

ويرى مراسلنا أن ردود الافعال كانت "صادمة"، حيث يقول عمر ثائر، وهو مصور تلفزيوني، إنه "من المستحيل ان استعمل اللقاح، فمن يضمن لي جودة هذا اللقاح وانني لن اعاني من اعراض جانبية قد تتسبب ليّ مشاكل صحية لا استطيع الخلاص منها؟".

اما عماد احمد، صاحب محل لبيع المواد الغذائية، فيؤكد "انا لا اثق بهذه الحكومة مطلقاً ولا بأي شيء تستورده، وحتى لو كان اللقاح جيد فأنا لا اضمن ان الفاسدين لن يستوردوا أسوأ ما يتوفر من اللقاحات فهم منذ عام 2003 يقتلوننا بالفساد فكيف سأثق بهم اليوم، لذلك لن استخدم هذا اللقاح ولن اسمح لافراد عائلتي باستخدامه".

عبيدة محمود، طالب جامعي، هو الآخر يتفق مع عماد أحمد، وعمر ثائر، إلا أنه بدا أكثر سخرية منهما، حيث أجاب ضاحكاً "لا اعلم بماذا سأجيب لكنني اذا كنت مضطراً لتلقي اللقاح فقد اكون آخر عراقي يتلقاه".

واشترط الشاب الظريف، أنه سيتلقى اللقاح "بعد ان أتأكد ان جميع من تلقوا اللقاح لم يتعرضوا لاي اعراض جانبية"، مضيفا "حتى لو كانت الصين محل ثقة فمن استوردوا اللقاح ليسوا محل ثقة مطلقاً".

الحاج عصام رجل في الستين من العمر كان يشتري بعض الادوية من صيدلية في الجانب الايسر لمدينة الموصل، قال "نجونا باعجوبة من داعش والحرب ولن اغامر لأموت بلقاح استوردته الحكومة لنا".

ووضع شرطاً غريباً لا يختلف كثيراً عن شرط الشاب الظريف، قائلا "في حال كنت سأتلقى اللقاح فيجب ان يجربه نواب البرلمان قبلنا وان لم يمت احداً منهم سأتلقى اللقاح، ولكن لن اكون كبش فداء، فهذه الحكومة لا احد يعلم حجم الفساد الموجود فيها الا الله".

من جانبه، كشف مدير صحة نينوى الدكتور فلاح الطائي، في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن حصة المحافظة من وجبة اللقاح الصيني التي وصلت العراق فجر اليوم الثلاثاء، "ما زالت غير معلومة" بالنسبة له، مؤكداً أنه أرسل وفداً لتسلمها وقد تصل إلى نينوى بعد يومين، إلا أنه قال إن "حصة نينوى المقررة من لقاح كورونا هي 800 الف جرعة".

ولم يحدد الطائي من هي الفئات المشمولة بتلقي اللقاح عند وصول الوجبة المرتقبة خلال اليومين المقبلين.

جدير بالذكر ان سكان محافظة نينوى يتجاوز تعدادهم الاربعة ملايين نسمة بحسب تقديرات مديرية احصاء نينوى، وقد يصل العدد الى اربعة ملايين و500 الف نسمة.