الموصل تتحصن بـ20 ألف شجرة فقط لمواجهة التصحر وتطلب دعماً مالياً ودولياً
شفق نيوز/ أعلنت بلدية الموصل في محافظة نينوى، يوم الثلاثاء، عن زراعتها لأكثر من 20 ألف شجرة، في وقت تعمل المحافظة خطط لمواجهة التصحر عن طريقة زراعة مليون شجرة.
والعراق واحد من بين أكثر خمس دول تضرراً من التغير المناخي، كما يشكل دليلاً حياً على أن العمل العالمي لم يتبلور بعد، وأن الإنجاز أصعب بكثير من التوصيات والقرارات، وأن الأرض، كما في العراق تحديداً، ظمآنة وهي التي لطالما عرفت عبر حضاراتها باسم بلاد ما بين ما بين النهرين أو بلاد الرافدين، الأمر الذي يتطلب حلولاً ناجعة ترتكز على الأشجار والغابات، بصفتها ملاذ البشرية الأخير على ما يبدو من أجل إنقاذ الأرض.
وقال معاون محافظ نينوى للشؤون الفنية رعد العباسي لوكالة شفق نيوز، إن المحافظة تنوي إنشاء خطوط صد من الأشجار في المناطق المحيطة بالموصل لإيقاف التصحر الذي يزحف باتجاه المدن.
وأضاف أن هناك اجتماعات مكثفة ودراسات للبحث عن أفضل الطرق وأنسبها ماديا من اجل زيادة اعداد الاشجار داخل الموصل وزراعة الطرق الرئيسية المحيطة بالمدينة، مبيناً أن "إنشاء غابات جديدة يحتاج الى دعم الحكومة في بغداد وهذا ماسنبحث عنه خلال الفترة المقبلة".
وتؤكد أرقام رسمية في العراق، أن التصحر بات يطال 39 % من الأراضي، كما تهدد زيادة ملوحة التربة القطاعَ الزراعي في 54% من الأراضي المزروعة، علماً بأن موسم الأمطار للعام 2020-2021 كان الأكثر جفافاً خلال 40 عاما مضت، وهو ما أدى الى نقص حاد في التدفقات المائية في نهري دجلة والفرات بلغت نسبتها 29 % (في دجلة) و73 % (في الفرات).
من جهة اخرى قال معاون مدير بلدية الموصل فراس سلطان لوكالة شفق نيوز، "إنهم زرعوا اكثر من 20 الف شجرة في الفترة الماضية وهنالك خطط لإنعاش الغابة الجنوبية للمدينة بآلاف الأشجار عوضا عن التي خسرتها بسبب سنوات الإهمال والحرب".
وبين أن "البلدية تعمل على خطط جديدة لزيادة المساحات الخضراء وأعداد الأشجار في المدينة لأن هذا من صلب عملهم بالاضافة ان الحاجة اصبحت ماسة لإعادة الغطاء النباتي من أجل مواجهة التغيرات المناخية والتصحر الذي باتت آثاره تبدو واضحة".
من جهة أخرى قال انس الطائي وهو ناشط في المجال البيئي ومسؤول مشروع الموصل الخضراء انهم يبحثون عن خطط جديدة لإحياء رئة المدينة وجعلها غابة من الأشجار لمواجهة العواصف الترابية التي سببها التصحر وقلة الغطاء النباتي.
وقال الطائي لوكالة شفق نيوز، إنهم زرعوا 9021 شجرة في 68 موقعاً داخل الموصل فقط منذ بداية العام الحالي، واعتبر ان هذا الرقم ليس كافيا بمستوى طموحهم الذي يريدون من خلال المشروع الى زراعة اكثر من مليون شجرة في الموصل.
وقال إنهم يبحثون عن الدعم الدولي في هذا المجال نظرا لظروف البلاد الاقتصادية.
وبين الطائي ان خططهم القادمة ستكون تشجير القرى المحيطة بالمدينة لتكون فيها غابات مصغرة يرعاها سكان القرى وتكون هي الحزام الأخضر الذي يحمي المدينة.
فيما اشار الى ان الحكومة المحلية وبلدية المدينة متعاونة جدا معهم بالاضافة الى جامعات الموصل التي تقدم لهم الدراسات الاستشارية في وضع الخطط المستقبلية لهذا المشروع الذي يهدف الى جعل نينوى غابة خضراء .
اما رئيس جامعة الموصل قصي الاحمدي قال ان الجامعة تسعى بكل جهدها لتحويل المساحات الشاغرة منها الى غابات صغيرة لأنها وسط المدينة وتعتبر اشبه برئة المدينة واشار الى انه قد وجه بوضع دراسات وتقديمها للحكومة المحلية من اجل معالجة التصحر وتشجير المدينة من اجل مواجهة التحديات المناخية .
وبين لوكالة شفق نيوز، ان الجامعة زرعت الاف الاشجار في حدائقها وستستمر في الزراعة ولن تترك منها اي مساحة الا وتستغلها لأجل المدينة.
ويرجح خبراء دوليون حاجة العراق إلى المزيد من التشجير الذي يحقق معادلة الاوكسجين من أجل التحكم بنسب ثاني أوكسيد الكربون، والمساهمة في حفظ المياه في التربة ومنع الجفاف السريع للمصادر المائية كالأنهار.